اسكريبت (١٥) "هدير هاشم"

526 28 0
                                    

- آخر محاولة يا عُدي
- كفاية يا تاج.
مسكت أيده وانا بمسح دموعي وببتسم:
- مش عايز تكون أب؟
- ‏مش هنعمل عمليات تاني أنتي أهم.
- ‏أنا موافقة.
- ‏وأنا مش موافق.

سحب أيده وخرج من البيت كله، دخلت الآوضة اللي كنا بنجمع كل حاجة فيها سوا واحنا مبسوطين، بقيت بلمس كل حاجة وانا بعيط بحزن، مفيش عيب مانع الخلفة، لكن لسبب مجهول ولحكمة منعرفهاش كل المحاولات بتفشل، بس أنا مش هستسلم.

- مش هتتعشا؟
باس راسي بخفة:
- هغسل وشي بس وجاي.
قعدت قدام الأكل وأنا بتنهد، مستنياه بترقب والخمس دقايق كانوا عُمر:
- مالك يا تاج؟
- ‏مفيش يا عُدي عادي.
ابتسم:
- خلاص ماشي.

خلص عشا ودخل البلكونة زي العادة، قعد قدام الورد وابتسم وهو بينادي عليا.

- تعالي عملتلك نسكافية معايا.
قعدت جنبه وابتسمت:
- فكرتك نسيت.
- ‏ ده الوقت اللي بيهون عليا اليوم كله.
سحبتها من أيده وانا ببتسم:
- هنروح للدكتور بكرا؟
- ‏تاني يا تاج!
- ‏وتالت وعاشر ومليون، يا عُدي ربنا قال أسعى يا عبد.
- ‏واحنا سعينا، كفاية يا تاج، انا والله راضي.
- ‏بس أنا نفسي اكون أم.
- ‏لو مكتوبلنا هنكون، كفاية بهدلة لحد كده.
قولت بدموع حاولت امسكها ومعرفتش:
- ‏يا عُدي، انا كل يوم بموت الف مرة وانا سامعة أطفال وشايفة اطفال هنا وهناك، انت مش حاسس بيا.
- ‏مش حاسس بيكي ازاي وأنا معاكي في نفس المكان، بس الفكرة اني راضي، ويا ستي مش مستعجل، إحنا لسه متجوزين من كام سنة.

قومت من جنبه وأنا بعيط، هو مش حاسس بيا، ولا أنا عارفة أوصله اني حاسة اني مش كفاية بالنسبة ليه، وإني بحرمه من أقل حقوقه وهو أنه يكون أب.

- ماما عزمانا بكره.
اتكلمت وأنا بعدله القميص:
- مفيش مشكلة هتيجي ونروح سوا، ولا اسبقك؟
- ‏هنروح سوا.
- ‏اروح بدري اساعدهم؟
ابتسم:
- لا خليكي في البيت علشان نروح سوا هما كده كده كتير هناك.
وصلته لحد الباب وأنا ببتسم:
- خد بالك من نفسك.
- وانتي كمان، ولو عايزة حاجة اتصلي بيا.

قفلت الباب ودخلت لهيت نفسي في ترتيب البيت، خلصت وعملت كيكة وطلعت رتبت البلكونة، فضلت مستنياه لحد ما جه بالليل.

- اغسل وشك على ما أحط الأكل.
قرب وباس رأسي:
- جاي هلكان والله يا تاج.
- ‏اتعشا بس وبعدها ارتاح وكده كده بكرا إجازة.
- ‏اجازه من الشغل بس هنخرج بردو.
- ‏ربنا يديمها عادة يا عُدي، ده يوم كل أول شهر تتجمعوا كلكم فيه.
ابتسم:
- يارب.

دخل غسل وشه وصلى ورجع قعد جنبي وهو بيبوس رأسي وبيبتسم، بدأ ياكل في هدوء وانا جنبه، عيني عليه لكن دماغي في مكان تاني، لو بس يبقى معايا حته نفس ملامحه؟

بس مردتش أتكلم في الموضوع، مش علشان بطلت أفكر، بس علشان مش عايزة انكد عليه يوم إجازته، بعد العشا قعدنا في البلكونة زي العادة، وزي ما هي لحظات بتهون عليه يومه، فهو ده الوقت اللي بستناه طول اليوم، القاعدة معاه وأنا سانده عليه وراميه كل حمول الدنيا على كتافه.

اسكريبتات Where stories live. Discover now