اسكريبت (٣٨) "رحمه طارق"

555 33 0
                                    

- أية الشنطة دي؟ أنتِ راحة فين؟
- هروح أقعد عند ماما يومين.
رفع حاجبه - عند ماما يومين!
بصيت بعيد - عندك اعتراض؟
بصلي بنظرة أنا فاهمة معناها كويس وقال بهدوء :
- لأ، يلا علشان أوصلك.

مش أول خناقة، ومش أول مرة أسيب البيت فيها، مبقتش عارفة أية الي بيحصل لينا بجد! لية بقينا كدا؟ علاقتنا بقت علاقة باردة، فاترة، كلها عِند ومناقشات حادة غالبًا بتنتهي عند اللحظة الي بسيب فيها البيت وبرجع بعدها لما بييجي ياخدني.. بس المرادي مش عارفة إذا كان فعلا هييجي ولا مبقتش تفرق معاه.

- لية يا رحمة بتعملي في نفسك كدا، مش زين دا الي كنتِ بتحبيه؟
- ومازلت بحبه يادنيا.
- طب لية المشاكل دي كلها بس !
- لانه مبقاش يحبني خلاص، مبقاش حتى يشوفني.
- هو قالك كدا؟
- وهي دي حاجة محتاجة تتقال؟ بُعده عني دا تفسيري بأية، وقته كله الي في الشغل، خناقه معايا على أقل حاجة، دا كله تسميه أيه غير أنه بطل يحبني؟
سكتت شوية - وأنتِ لما بيتخانق معاكي بتعملي أية؟
- هكون بعمل أية يعني، برد عليه طبعًا.
- باس، هي دي أصل المشكلة.
- انتِ عاوزاني أسكت كمان يا دنيا !
- لا يا رحمة متسكتيش بس الخناق دا من الشيطان، رحمة أنتِ اتغيرت، مبقتيش تهزري ولا تضحكي زي الأول، حتى مظهرك بقيتي تهمليه مع انك قبل الجواز لو بس البلوزة مكرمشة شوية مكنتيش تقدري تنزلي بيها أبدًا، أنا معاكي أنه غلطان، وأنه غبي، وأنه بعيد، بس دا يمكن رد فعل لحالتك الي بتسوء يوم عن يوم.
- وهو لية يعني ميقبلنيش بشكلي وطباعي كدا؟
- لانه متجوزكيش لا بالشكل ولا بالطباع دي، اتجوز واحدة مرحة، بتحب الحياة، تفكيرها متفتح، اتجوز واحدة تشبهه، ماشي واجب عليه أنه يستحمل تغيراتك لو هي تغيرات دايمة، مثلا لو بعد الشر عملتي حادثة، هل زين ممكن يسيبك ويقول لا، مبقتش تنفعني؟
- لا طبعا عمره ما يعملها.
- وميعملهاش لية؟
- لانه بيحبني.. دنيا أنتِ عاوزة توصلي لأية؟
- عاوزة اوصل لرحمة بتاعة زمان، أنتِ مش راضية عن نفسك ولا حباها علشان هو يرضى عنها، وخلي بالك أنا كلامي مش على المظهر الخارجي بس، على كل حاجة اتغيرت فيكي كإنسانة، حاولي ترجعي زي زمان، لانك أنتِ محتاجة دا قبله.

قعدت في اوضتي في بيت بابا، وفضلت باصة للمراية شوية، مين دي؟ لية كل الهالات دي؟ ليه شعري بقى مقصف بالشكل دا، لية روحي بقت حزينة كدا؟
نزلت دمعة من عيني، فمسحتها بالراحة ومسكت التليفون، قررت أخد المبادرة للمرة الأولى وأكلمه..
- أيوة يا رحمة.
كان صوته عادي، مش فرحان بغيابي ولا برضو حزين. ركنت المقدمات على جنب وسألته مباشرة :
- أية سبب الي بيحصل فينا دا؟

سكت وانا قلبي دق بخوف، لو قال أنتِ مش هتحرك خطوة من مكاني، مش هبقى عاوزاه في حياتي تاني.
- مش عارف، ممكن نقول.. احنا الاتنين صح؟
كتمت شهقة عياط وابتسمت برضا، دا كان المتوقع منه، على الرغم من كل المشاكل الي بنعيشها سوا لكني عمري ما اتوقعت إ الوجع ييجي منه هو ..
- فاكرة أيام ما كنتِ شغالة عندي سكرتيرة؟
- أيام ماكان عندك انفصام؟ لا مش فاكرة.
- يعني مكنتش عاجبك؟
- تؤ.
- تؤ! يا شيخة اتقي الله.
ابتسمت وافتكرت ازاي بدأت قصتنا من أكتر من سنين.
___________________

اسكريبتات Where stories live. Discover now