اسكريبت (١٢) "هدير هاشم"

550 26 0
                                    

- أنا اتصلت بيك علشان أعرفك إني رايحة عند ماما.
- ‏لا مش هينفع.
اتحكمت في دموعي وصوتي:
- بنات الأصول مبيطلعوش من بيتهم من غير استئذان، فلو سمحت أنا عايزة أروح عند أهلي.
- ‏متطلعيش هخلص شغل وجاي.

قفلت الفون وقومت خلصت كل حاجة في البيت، جيبت كتاب جديد وبدأت أقرأه بدموع وانا بحاول أنسى عصبيته عليا وصوته العالي وردة فعله القوية، كنت بدمع وأنا بفتكر إن اللي قررت اختاره وافضل معاه بيقسى عليا ومبيسمعنيش.

دخل البيت من غير كلام، قومت حضرت الغدا وحطيته قدامه، واتكلمت بجفاف اني قاعدة في الآوضة لو عايز حاجة يبعتلي.

بعد شوية لقيته شال الأكل وجه قدامي وبدأ ياكل وهو بيقول زي الطفل...

- مش عارف أكل وانتي مش قدامي.
حطيت عيني في الكتاب واتنهدت وأنا بكمل قراءة، مش هنكر إني فرحت، لكن لسه في جوايا منه وجع.
- عايزة أروح عند ماما.
- لوحدك؟
- ‏أيوة.
حرك دماغه بتنهيده:
- مش هينفع.
بصيتله بدموع:
- حتى دي هتمنعني منها بالقوة، أنا عايزة أروح لأهلي.

خرج من الآوضة بعصبيه، فضلت قاعدة بعيط وأنا حاسة اني في سجن، سجن كبير كان أمان في يوم، حضن كنت بهرب ليه دلوقت عايزة أهرب منه.
دخل الآوضة بعد شوية بحذر وهو بيقول.

- اجهزي هوديكي.

مسحت دموعي واتحركت من جنبه من غير كلام، لبست وجهزت ووقفت قدامه وأنا منطقتش حرف، اتحركنا وزيادة عن أربع ساعات ساكتين، لحد ما وصلت عند أهلي.

غريبة الطريق اللي كان مليان حكاوي فجأة خلصت، والوقت اللي كان بيتسـ ـرق مننا بقا أكتر مما نتخيل، كل حاجة كانت مختلفة بطريقة توجـ ـع.

ماما بمفاجأة:
مقولتوش انكم جايين يعني! 
‏- حبيت افرحك، ارجع يعني.
‏ردت وهي بتحضني:
‏- ينن عين ماما وحشتيني.
‏اتنهدت:
‏- وانتي كمان وحشتيني اوي يا ماما والله.
‏سمعت صوت عُدي فسابتني وراحت تسلم عليه، وأنا كنت بسلم على هايدي:
‏- وحشتيني يا تاج أوي.
‏- يقلب تاج وحشتيني أكتر.
بصتلي بنظرة ثاقبة كده:
- عيونك منفوخة، انتي معيطة؟ عدي عملك حاجة.
رديت بسرعة :
- هششش لا لا مفيش حاجة ده تراب من الطريق.
شدتني من أيدي معاها للاوضة:
- في ايه؟ معيطة ليه؟

قربت عليها واترميت في حضنها، مش علشان احكي بس علشان حسيت إني يتيمة في بلد غريبة وحضنه مبقاش يساعني، ومكاني بقا كبير عليا أو أنا مكنتش شايفة ده من الاول، كنت حاسة روحي بتطلع مع دموعي، بس أنا متخيلتش إننا ممكن نوصل لهنا.

- قولي مالك والله هطلع أقول لبابا.
مسحت دموعي بسرعة:
- لا لا، صدقيني مفيش حاجة أنتوا بس كنتوا وحشيني اوي.
حضنتني تاني:
- وقعتي قلبي والله، قولت عملك حاجة كنت هاكله، بس يستي انتي اللي اختارتي تبعدي بقا.
ابتسمت:
- انا ماليش غيركم ومهما بعدت هفضل اجيلكم.

اسكريبتات Kde žijí příběhy. Začni objevovat