اسكريبت (٩) "آية الإبشيهي"

587 34 0
                                    

"وست الحُسن في الآخِر، تكون من قسمة الشاطر .."
=جميل جدًا الحوار ده.. والأجمل أنه مش تقليدي
" فعلا نوع كلاسيكي مش منتشر "
ابتسمت وبصتلها
=جميل أوي إن بجانب شغلك تهتمي ب هوايتك
"شغلي بيساعدني كتير، المرضي اللي بيتعالجوا عندي وبيحكوا مشاكلهم بيفتحولي مواضيع كتير  أكتب فيها.. بس طبعا مش بكتب حاجة من مشاكلهم"
=أكيد طبعا فاهم، تعرفي لولا إني واثق من أختي حفصة كنت شكيت إنها عرفتنا على بعض عشان تعالجيني زي الأفلام
"وأنت بتعاني من حاجة عشان تتعالج منها؟ "
=لا طبعا، بس يمكن هيا شايفة إني اتغيرت من وقت وفاة والدي ووالدتي
"وحضرتك شايف ايه؟ "
=ولا حاجه..ع العموم يا أخت آية، انا بعت الكتاب للمخرج أمبارح وهيبدأ في اختيار تيم العمل كمان أسبوع
شدت الخمار على وشها شوية وبصت للأرض وعرفت أنها بتضحك من عيونها اللي بتقفل، طبعا هيا لو عرفت إني طول الوقت ده عيني عليها هتديني محاضرة في غض البصر.. عشان كده قصدت إننا نقعد في تراس الشركة وافضل لابس النضارة.
"تمام حضرتك.. بس مش لازم أخت آية دي، ممكن دكتورة أو استاذة او آية وخلاص! "
=هو مش انتوا بتقولوا كده لبعض، ويا حورية ويا أخت أم البتول!
سيبتها ووقفت جيبت حاجة نشربها من المكتب ورجعت.
=مش عارف بقي أنتِ بتشربي أيه ف جبتلك سڤن.
"متشكرة جدًا"
حركت الكاس اللي في إيدي وأنا ببصلها
=العفو، تشربي ويسكي؟
"أفندم! "
=ويسكي! طعمه حلو.
"لا شكرًا جدًا ما أحبش"
=ليه! جربتيه؟
"لا طبعا ما جربتوش! "
=طب وقولتي أنه وحش بناءً على ايه؟
"أنه حرام مثلا! "
شدت شنطتها ووقفت بهدوء
"بستأذن لازم أمشي "
=لسه بدري!
"اتأخرت ع المستشفي، عن إذنك وشكرًا مرة تانية لمساعدتك"
مشيت من قدامي بسرعة وكنت عارف ٱنها هتيجي بكرا عشان تديني المحاضرة، عرفتها من فترة لما شوفتها مع أختي في آخر سفرية لينا، وقالتلي إنها بتحاول تنشر قصص ليها أو تعرضها لأي مخرج، وحقيقي قصصها كانت حلوة ف بدأت أساعدها وأراجع كتابتها بما إني مشارك واحد صاحبي في دار نشر  وممكن أرشحها ل مخرج سينمائي.
تاني يوم كنت في شركتي الهندسية، كنت منتظرها تيجي بس ما جتش! اليوم كله عقلي مشغول هيا بتفكر في ايه وليه ماجتش زي عوايدها، روحت البيت قعدت مع أختي شوية وتاني يوم وصلت الشغل ولقيت واحدة منتظراني!!
_بشمهندس مراد؟
=ايوا!
-أنا ندي زميلة آية في المستشفى و صاحبتها
=أهلا وسهلا اتفضلي، خير!
_احم، آية بعتتلي أخد الكتاب بتاعها
=أفندم! ليه؟
_والله مش عارفه بس هيا أكيد شايفة أن الأمر فيه حُرمانية
=حرمانية في ايه يعني مش فاهم؟
_والله انا مش قصدي حاجة.. بس احنا أصلا استغرابنا لما لقينها بشتغل معاك أكيد رجعت نفسها
اتعصبت جدًا من الشخصية دي وكان نفسي أضربها قلمين
=طب إذا سمحتِ بلغيها إني هرجعلها حاجتها بنفسي.
_تمام، عن إذنك.
مشيت من قدامي وأنا فضلت في مكاني بفكر، رد فعلها المرة دي كان غير متوقع، أو أنا اللي بلغت في أفعالي، أخدت حاجتي وكتابها ونزلت عشان أروحلها المستشفي.. وصلت وقعدت منتظرها وكان باب أوضة الكشف مفتوح!، دقيقتين وخرج شاب في سني تقريبا من عيادتها ودخلت أول ما الممرضة قالتلي.
=ماكنتش أعرف إنك ليكِ مرضي رجالة!
رفعت عيونها ليا ووقفت
"بشمهندس مراد، أهلا اتفضل"
=شكرًا
"العفو، بعدين ايه المشكلة إن في شباب بتعاني من مشكلة نفسية فأساعدهم"
=أنتِ فهمتي سؤالي غلط، أنا قصدي إن في دكاترة ستات تانين مش بيقبلوا أن يكون عندهم مرضي رجالة
"والله أنا شايفة إن مافيهاش حاجة، خصوصا إن باب الغرفة بيبقي مفتوح"
=تمام.. أنا حاليًا عاوز أفهم ليه بعتي صحبتك تاخد الكتاب؟
"احم، لأني ببساطة مش عاوزة الكتاب ده يبقي مسلسل أو فيلم"
=ليه؟ كل ده عشان شوفتيني بشرب ويسكي!
"لا مش بس كدا، لأني رجعت نفسي"
=رجعتي نفسك في ايه؟
"القصة بتاعتي بتدور في زمن كلاسيكي.. يعني الحفلة اللي هتبقي موجودة في الآخر هتبقي عاملة ازاي؟ تخيل معايا كدا البنات اللي هتبقي موجودة لبساها هيبقي ازاي؟ والدة الأمير.. البطلة لما تدخل الحفلة فستانها هيبقي شكله ازاي؟ هيبقوا لابسين حجاب مثلا! هيشربوا ايه؟عرقسوس!"
بصتلها ببرود وكنت متضايق منها مش عارف ليه!
=لا طبعًا، هيبقوا لابسين فساتين صارخة الجمال.. والبطلة لازم تكون لابسة فستان محدد تفاصيلها عشان تبقي مُميزة.. وهيشربوا ويسكي من أفخم الأنواع..
قمت وقفت وشاورت بإيدي
=عارفة بفكر يكون نهاية المشهد ايه كمان!
"خلاص إذا سمحت. "
=يكون فيه قُبلة وداع من البطلة لل...
وقفت واتكلمت بعصبية
"قولت خلاص"
=أنتِ بتناقضي نفسك!
"أنا!.. أنا عمري ما نقضت نفسي. "
قربت من المكتب ووقفت قدامها
=امال ليه وافقتي قبل كده على كذا كتاب ليكِ يتمثل! ليه رفضتي في التوقيت ده وليه كل المبررات دي دلوقت! كل ده عشان شوفتيني بشرب!
"ايوا.. أنا مش بحب أكذب ف أيوا رفضت عشان بتشرب"
=وأنتِ مالك بحياتي الخاصة!
"والله دا نفس ردي ليك.. وأنت مالك بحياتي الخاصة! مش عاوزة العمل ده يتم! "
=أنتِ واللي زيك مُدعين المثالية منافقين، مُنافقين جدًا كمان
التفتت بضهرها ليا بس كنت لمحت دموع او تقريبًا تهيألي! بس صوتها المهزوز أكدلي ده.
"اطلع برا إذا سمحت"
=أنا همشي فعلا.. وأتمنى ما أشفوكيش تاني، صُدفة سعيدة يااا.. يا أخت آية
مشيت من قدامها وانا مضايق و متعصب على الآخر.. ليه الناس بتشوف الجانب الوحش اللي فيك، ماحدش بيتعب نفسه ويشوف السبب اللي وصلك لكده، وهيشوفوا ليه! ويتعبوا نفسهم ليه! التعب لينا لوحدنا.. أحنا أحق بتعبنا وحزننا، أحق بكل الوحش اللي فينا قبل الحِلو، ماحدش له الحق إنه يحاكمنا على حاجة معاشهاش، ماحدش له الحق إنه يلومنا أو يعاتبنا على اللي وصلنا له طالما مايعرفوش ولا هيقدروا الوجع والوحدة اللي مرينا بيها.
روحت البيت وطلعت أوضتي بصمت وفصلت قاعد في البلكونة لحد الصبح، بفكر في نفسي في حياتي في مستقبلي اللي اتهد زمان ورجعت أنا أبنيه مرة تانية، بفكر في كم المسؤوليات اللي ع كتفي، قمت لبست ونزلت الشركة واتفاجأت بيها هناك.
=أهلا خير!
"أنا مديونة لك ب اعتذار"
=أنتِ مش مديونة ليا بأي شيء، عن إذنك
"إذا سمحت دقيقة"
وقفت وخرجت من شنطتها حاجة.
"اتفضل"
=ايه ده؟
"دي حفلة معمولة علشاني، توقيع روايتي الجديدة هتلاقي مكتوب العنوان والمعاد أتمنى تشرفني، أنت أول شخص يقف و يساعدني وجودك هيفرق أكيد.. عن إذنك"
مشيت من قدامي ودخلت مكتبي ورميت الشنطة بكل قوتي.. يعني هيا مضت عقد روايتها مع دار تانية بقالها فترة، أنا مش بحبها ولا متعلق بيها ولا أي حاجة بس.. بس كلامها كان بيفوقني ساعات، أنا مش رايح الحفلة، مش رايح مش رايح هه.
فات يومين وكان أنهاردة معاد الحفلة، كنت أول واحد موجود برا القاعة.. فضلت قاعد في عربيتي ونص ساعة ودخلت، ناس كتير كانت متجمعة حواليها وأختي كمان كانت جانبها، حركت عيني ع المكان لحد ما شوفت البار.. اتحركت لهناك وطلبت ويسكي بس مافيش أي خمور فطلبت ليمون وطلعت برا.
"الليمون أحسن من الويسكي مش كده! "
ماالتفتش فضلت باصص للنيل قدامي
=مش أوي!
"ايه اللي يفضل الويسكي عن الليمون"
=الحزن! بيمحي الحُزن شوية ممكن! يمكن بيفوقنا!.
"ازاي! انا بشوف في الأفلام إنهم بيفتكروا كل أحزانهم"
=دا بالنسبة لواحد ضايع ماعندوش شغل وكذا حاجة يهلك فيها نفسه ف يشرب عشان ينام.
"طب وليه الحُزن من الأساس! "
=اتخرجت من الكلية بتقدير امتياز الأول ع الدفعة وكنت بحب واحدة زميلتي، كان المفروض اتعين معيد بس ازاي؟ وابن الدكتور يروح فين! خد مكاني ف الكلية وفي حياة البنت دي.
"بس أنت حاليًا ما شاء الله، ليك اسمك وشركتك الخاصة ومستقبلك كويس! "
كنت بتكلم ومش حاسس بأي شيء حواليا، كنت حاسس إني بتكلم مع نفسي.
=بعد ما اتخرجت بشهرين والدي ووالدتي توفوا ف حادثة، وكانت حفصة وقتها في ثانوي اتحملت مسؤوليتها كلها وبقت بنتي... في الوقت ده مافيش شركة رضيت تشغلني لأني حديث التخرج، اشتغلت حاجات كتير لحد ما الحظ ضرب معايا وواحد زميلي طلبني في شغلانة معاه، وقتها اتعرفت ع صاحب الشغل وعجبه شغلي أنا وصحبي.. عرفنا ع ناس كتير وبدأنا أنا وصحبي مع بعض، الموضوع يبان لك بسيط وسهل بس للأسف ماكنش سهل أبدًا عليا.
"كل دي نعم ربنا أنعمها عليك و.. "
بصتلها وقاطعتها بهدوء
=مش عاوز محاضرة خالص دلوقت، أنا حبيت أجي أبارك لك وبس.. عن إذنك.
وقفت لما سمعتها بتقول

اسكريبتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن