اسكريبت (١) "رحمه طارق"

3.1K 107 5
                                    

- الصبر جميل قالوا في المواويل، والقلب يا دوب يا دوب يرتاح، ليل يا شوق مع صبري صباح.
- مش هفتح مش هفتح، متحاولش يا غيث.
- قادر تنساني؟
صوته مال للعتاب، ودقاته على الباب قَلت.
- طيب انساني، صعب أنا انساك و أنا روحي معاك.
سندت على الباب وابتسمت بشغف ونسيت الزعل في لحظة. أما هو فكمل غنا وهو عارف تأثير صوته على قلبي.
- وافضل انا داري حيرتي و مراري وانت ولا داري.
حطيت ايدي على أوكرة الباب وفتحته كإعلان للهزيمة قصاد دفا صوته وكملت الأغنية معاه :
- يا ليل يا عين، يا ليل يا ليل.

الأغنية خلصت، والحرب بدأت فأخدت دور المُهاجم.
- دلوقتي ليل وعين ورضا صح؟ لكن من ساعتين أنتِ غبية ومستهترة وطفلة وعنيدة
- أنا قولت كدا؟
- أيوة.
- اخس عليا، أنا بجد أخ وحش خالص.
- كويس انك عارف.
- أنتِ كبرتِ امتى؟
سؤاله العفوي فاجئني، رَبك مشاعري للحظة، ورجعني سنين لورا.
- مش قادر استوعب إنك كبرتي، وإنك نفس البنت الصغيرة الي كانت بتخبي كفوفها في ايدي، وتنام على كتفي.
لمست أيده بحنين الذكرى - لسه فاكر؟
- وانا اقدر انسى، دا أنتِ الي باقيالي.
كنت خلاص هحضنه واتأسفله أنا على قلة أدبه معايا لولا..
- بس والله لو تليفونك اتقفل تاني وأنتِ برا لهيبقى يومك اسود.
نطرت أيده وعليت صوتي - مين دي الي هتسود يومها؟
على صوته أكتر وقرب خطوة - أنتِ وعشرة زيك.
- طب والله لـ .. اوعي من وشي، أنا مش طايقاك اصلا.
- ولا أنا.
- ولا أنت! يا سلام على قلة الادب، اه طبعا، ماهو علشان خلاص هتتجوز حبيبة القلب حورية، لكن اختك الي بقالك ٢٠ سنة عايش معاها بقت وحشة خلاص و ...
- أنا هنزل اجيب عشا من برا.
- طب والله راجل وتوب الرجولة معمول على مقاسك، انزل هات يا حبيبي العشا وانا هحضر اللب واجيب فيلم عقبال ما ترجع.

نزل وانا فضلت واقفة في البلكونة استناه لحد ما يرجع.
زي كل ليلة، نتخانق، نتخاصم، نتصالح وننام راضيين.
زي كل ليلة من ساعة وفاة بابا وماما في حادثة عربية.
زي كل ليلة واحنا لوحدنا، محدش له ونيس غير التاني،
لا بيرتاح في الكلام مع حد قدي، وانا لا بفضي وجع الدنيا غير في حضنه.

- أيوة يا غيث، اتأخرت لية؟
- الراجل كان عنده طلبات كتير عقبال ما خلص بقى.
- طيب عدي الطريق بالراحة مبتقاش متسرع و.. غيث !!
خبطة عالية.. صريخ.. ازاز بيتكسر.. ناس صوتها عالي !
مسكت في سور البلكونة لثواني وانا مش مستوعبة، حطيت ايدي على قلبي وطلبت رقمه تاني.
لا يارب لا إن شاء الله هو كويس.
هو بخير بإذن الله، مفيش حاجة.. مفيش حاجة.
التليفون فتح فحطيته على ودني بسرعة وصرخت..
- غيث.
- صاحب التليفون دا عمل حادثة وطلبنا الإسعاف وراح على المستشفى دلوقتي.

نزلت بالاسدال والشبشب جري، كل سلمتين سوا، وانا مش شايفة حاجة من دموعي، اخدت اول تاكسي في وشي وروحت على عنوان المستشفي الي الراجل قالي عليه.

الانسان حركته بتتجمد وقت الصدمة، وبتتسرع وقت الخوف، وانا كنت باكل السلالم مش بطلع عليها.
وصلت الدور الي قالولي عليه في الاستقبال تحت، ودخلت القسم وانا بنهج واول دكتور شفته ماشي وقعت قدامه.

اسكريبتات Where stories live. Discover now