36|مخفيّ- شبه موعد|

Börja om från början
                                    

لم يرمش سكوار وكلمات بهاء الخبيثة تدخل أذنيه، ولم يعلق أحد، لا رفاقه، ولا والده ضياء أو حتى الدون أو جيرمان.

لقد بدا الذهول في أعين الجميع وإن تصلبت ملامحهم.

عدا تيم الذي لا يهتم، وسواد الذي يعلم بالأمر مسبقًا، سواد الذي لو كان يعلم سابقًا أن هناك احتمال لخروجهم من الجزيرة لمنع بهاء من غسل عقل ماريوس بتلك البشاعة، لكن ما حدث قد حدث، ويجب عليهم التعامل مع الأمر الآن، لا النواح عليه.

«وأين هو؟»
صوت الدون جاء يكسر الصمت، والتفت له بهاء يجيبه يفصل تحديقاته مع سكوار الذي بالكاد يتمالك نفسه من أن ينقض عليه «في مكان آمن لن يصل له أحد أو يتوقعه، رتبوا لسفره فقط أو أسكتوا عائلة اللعين وامنعوهم من رفع القضية»

«لن يرفعوا القضية ويجلبوا لاسمهم العار أساسًا، لكنهم يطالبون بتسليم ماريوس أو سينشبون حربًا»

جاء صوت جيرمان ليلتفت له، ثم يعلق ساخرًا «زيفوا موته إذًا أو فلتسكتوهم بإحدى صفقاتكم، ليس وكأنكم عاجزين عن التصرف أو كأنها أسوأ قضية تتحملونها»

تحرك مغادرًا رفقة آخر كلماته، ثم صدح صوت إغلاق الباب ليتحدث الدون بعد ثوان من صمت غير مريح «لا تخرجا دون حراسة، أو لأمر غير ضروري»

«ورهف لا تعلم بالأمر أيضًا ولا يجب أن تعلم» ألحق سكوار بنزق، ليومئ سواد واقفًا يتبعه تيم ثم يغادرا المكان، يتركون الدون وأتباعه يتصرفون لحل هذه المصيبة، التي جاءت من أصغر شخص بينهم، ومن أكثر شخص لم يتوقعه أحدهم أن يحمل كل هذا السوء.

_ _ _

يجلسان على حافة الجسر المطل على مياه البلطيق الهائجة، الرياح تلعب بمعطفيهما والصمت المريح يحفهما، ومن بعيد، تظهر ضحكات سيرين وأريج خلال حديث المارة ومن خرجوا للتجول في عتمة الليل الذي أصبح أشد برودة عن الليال الماضية.

«هل ستكون بخير؟ هناك؟»
صوت ياسين صدح فجأة بعد أن توقف حديثهما لدقائق.

كل ما كان يشغل باله هو صديقه الذي قرر أنه سيقابل والده.. عدوه، دون أي شيء يحميه.

«سأحاول جهدي»
همس، ثم رسم ابتسامة خافتة يلتفت لصديقه على يساره قبل أن يعاود التحديق بالأفق المظلم، وتنهيدة طويلة حملت معها الكثير من الكلمات المبتورة غادرت صدره على حين غرة.

«لقد رأيتهم.. مجددًا»
همس يجلب انتباه صديقه الذي كان يشعر بطريقة ما، أن عقل الجالس بجواره ليس معهما، بل ليس في واقعهما، ربما في مكان بعيد، ربما مظلم، وربما يحمل الكثير من الألم، وصدقت توقعاته والآخر يردف «أصدقائنا، رأيتهم مجددًا»

||خذلان : نسيجُ وهم||Där berättelser lever. Upptäck nu