36|مخفيّ- شبه موعد|

1.2K 96 379
                                    

تم اختيار الصورة بسبب الكسل *-*

الفصل فيه مشهد مميز فـ Enjoy 💛

_ _ _

«أين هو؟»
صرخ محتدًا، عروق رقبته بارزة وأعصابه محتدة، في غضب عينيه يبدو وكأنه مستعدٌ لقتل أي أحد، لكن ذاك كان بالتضاد تمامًا مع الذي يحدق به بزرقاوتين ملولتين وكفيه في جيبي بنطاله قبل أن يلعق زاوية شفته ويجيبه بلا مبالاة «ألم تسمع، في مكان آمن»

«هل تعبث معي يا بهاء!»

«من الذي يعبث الآن!» تهكم ضاحكًا باستخفاف وهو يشيح بوجهه، قبل أن يعود يحدق به ويكرر بحدة مفاجئة «أخبرتك مرارًا أنه في مكان آمن، ما إلحاحك الكريه هذا»

«لا تتحاذق معي أيها الصعلوك، ليس وكأني لا أعلم أنك من دفعته لهذا!»

«لم أدفعه لشيء، هو أراد ذلك بنفسه دون أي تدخل مني»

«من سابع المستحيلات أن يقدم ماريوس على فعل كذاك وعلى التعذيب بتلك الطريقة، فلا تحاول التستر به» همس بحدة يقترب منه حتى تقابل وجهيهما، ورسم الآخر ابتسامة جانبية مستخفة قبل أن يقابله بهمسٍ ساخر «هل أروك جواسيسك في عائلة كريستوفر جسد ابنهم الذي حوله ماريوس لكائن لا ينفع لشيء! لا ألوم رد فعلك، لا بد أنك تفاجئت وشعرت بالهزيمة بعد إدراكك أنك لا تعرف شقيقك حتى!»

«أيها اللعين المنحط!»
نبس بحقد يسحبه من مقدمة معطفه، لولا صوت الدون الذي جاء يوقفه «سكوار، توقف»

دفعه بقوة ليعود الآخر خطوات للخلف وابتسامته الجانبية لا تسقط وكفيه لا يغادران جيبي بنطاله، والتفت الآخر لجوار الباب حيث تقبع الأريكة منعدمة المساند على امتداد الجدار، والتي يجلس سواد يشد خصلات شعره السوداء للخلف يحدق بهم بملامح مشدودة، وتيم الذي يجلس قريبًا منه يحدق بكفيه بهدوء كأنه لا يهتم بما يحدث.

«هل تعلمان ما الذي حدث؟»
سأل سكوار، يحاول ألا يفقد آخر أمل لديه، أن شقيقه كما يعرفه، لكن جاءه صوت سواد يدحض أفكاره وهو يرخي خصلات شعره «لقد كان ماريوس، بهاء كنت معه طوال الوقت»

ضحكة ساخرة جاءته من خلف جانبه الأيسر جعلت الشياطين تتقافز فوق رأسه، قبل أن يأتيه صوته «هدئ من روعك، أكاد أشتم أعصابك تحترق»

«أنت السبب أيها اللعين، أليس كذلك؟»
نبس بقسوة يستدير نحوه، وأمال المعني رأسه للجانب مجيبًا بمكر «أوه! من ناحية السبب فيمكننا الحديث بالأمر قليلًا»

صمت لبرهة مستمتعًا بعصبية الآخر أمامه والذي بالماد يكافح لئلا ينقض عليه، ثم تابع «لقد سعيتُ لتعليمه كثيرًا، كان من السخف أن تأتمنني عليه وأنت تعلم أني أبغضك، لكني أشفق عليك الآن، فأحلامك في شقيقك المطيع والخاضع لك ولأوامرك ذهبت أدراج الرياح، كل ما ستحصل عليه هو شقيق لن تهتز له شعره وهو يريحك من رأسك المحمول بين كتفيك»

||خذلان : نسيجُ وهم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن