ذاك منطقي....لم يسبق أن فعل هذا و لم يفكر يوما بفعله لأن وضع نائب للأقفاص كان خطيرا...فلو وضعت نائبا و خان ثقتك سينتهي الأمر بك مقتولا و به هو ينوبك...و الهدف من صنع صفيحة الذئب الفضية عند تأسيس الاتحاديات كان أن وولف أراد وضع منصب شخص واحد يستطيع أن يحل محله لكن في نفس الوقت رفض أن يضع أحدا فيه ...حتى و في حال أنه مات...لن يرثه أحد في الإتحاديات و ستُغلق...فوِفق القانون الذي وضعوه وجود منصب النائب يجعل له أولوية الحكم و يمنع تنصيب ورثة في مقعد القاضي بعد وفاته...
الأمر أشبه بوضع زجاج في حذاء و تركه في الطريق ..الحذاء يدعو الجميع لارتداءه لكن حين يفعلون يعجزون عن المشي به...هكذا منصب النائب...كان عائقا على الورق يضمن لوولف أنه إن حدث شيء له ستختفي الاتحاديات ...و بالتالي يحمي عائلته من أي شيء قد يصيبهم بسببه...
لذا تفاجئهم كان منطقيا و مبررا و همساتهم بينهم و نظرات التفاجىء على أعينهم كذلك كانت مبررة...لأن تنصيبه لنائب تعني احتمالين لا ثالث لهما..إما أنه خاطر بحياته...أو النائب الذي عينه هو شخص يثق به ثقة عمياء لدرجة يضع حياته بين يديه ..
الكثيرون وضعوا أيديهم على شعار الإتحاديات يطلبون الإذن لطرح تساؤلاتهم ...و عشوائيا اختار وولف إمرأة كانت من الديفانسيا و سألته دون تردد بجدية :
" هل النائب محل ثقة قاضينا ؟...هل تسمح لنا بمعرفة هويته ؟..."
" أجل هو محل ثقة....و حاليا لا...ستعرفونه في اللقاء..."
باختصار قدم وولف جوابه لسؤاليها الإثنين ..يشير لعضو آخر من ركنها كي يتحدث و سؤال آخر أتى صوبه:
" هل النائب سيعمل وفق المخطط الأول لمنصبه أم هناك تغييرات ستطرأ مع العهدة الجديدة؟ .."
سؤال جيد...ففي العهد القديم للاتحاديات لم يكن هناك نائب...لكن كان هناك أعمال تخصه وفق البروتوكول و تتعلق بعمل الأقفاص و عادة كان وولف يقوم بها...لكن الآن وجود نائب غير الأمور...
طبعا ليس كما يتوقعون هم...صحيح لا يعرفون النائب و على الأغلب سينصدمون جميعا لكن منصب النائب سيظل كما هو بنفس البروتوكول...يعني لن يضيف أعمالا للنظام و لن تضطر هي أن تحضر لمبنى الاتحاديات أصلا...عملها سيكون مقتصرا على الأقفاص و النيابة عن القاضي...هذا إن قبلت أن يُعلِمها عن الأقفاص...عدا عن ذلك سيتسلم زمام الأمور بنفسه كالمعتاد...فهدفه من منحها المنصب ليس لتساعده بل ليحميها بالحصانة...
و بالتالي جوابه كان الحقيقة و هو يخبر من تحدث :
" لا...عمل النائب سيظل كما هو دون أي إضافات في الوقت الحالي ..."
يحتاج سماع رأيها أولا...أخبرها أن الصفيحة تمنحها حصانة و لم يخبرها أن هناك احتمال أن تعمل معه إن رغبت بذلك...
YOU ARE READING
عاشقة في الظلام
Romanceلم يكن بزعيم مافيا و لم يكن الدون أو الزعيم على الإجرام...بل كان شيئا مختلفا...هو كان قاضي المافيا...كان الرجل الذي يرأس نظام القضاء الذي يسير القوانين في العالم السفلي... وولف سييرا هو الرجل الذي يلجأ له زعماء المافيا ليحل مشاكل عشائرهم و يسن العقو...
Part 36: الإرث الأسود
Start from the beginning
