||خذلان : نسيجُ وهم||

By A_star_O

89.4K 7.6K 24.7K

عزام الذي عاش حياته خطوة بخطوة وهو يملأ كفيه بآمال كالنجوم جاءت عليه لحظة نظر فيها لكفيه وحياته ليجد أن نجومه... More

المقدمة
اقتباس #1
اقتباس #2
عودة |رسالة|
01|الإجتماع الأول|
02 |شقيق- في الخفاء|
03|حقيقة- هَلَع|
04|تهديد- موقِع|
05|انسحاب- عودة|
06|ذبول الياسمين- نحيب|
07|صديقة- طرف الحقيقة|
08 |زيارة- لقاء|
اقتباس #3
09|استغلال- عبيد|
10|قُربان-شَوق|
11|متمرد- اختطاف|
12|مساومَة- اختيار|
13|عِداءٌ سابق- توتر|
14|حفيد- تعقب|
15|شبيهٌ مجهول- نُسخة|
16|خِلاف- جولة في هلسنكي|
17 |غيرة- قُبلة|
18|تحرُّش- مراقبة|
19|عدو قريب- مفقودة|
20|ثُمَّ تأتِ أنت..|
21|وريثين- خصام|
22|خائف- لقاء صحفي|
23|هلع- ماضٍ مشوه|
24|ثقة- وريث الجزيرة|
25|مكتئب- في خطر|
26|ضد مجهول- الشركاء|
27 |دعوة عشاء- تهديد مستفز|
28|رفض- شجار|
29|ما وراء الحقيقة|
30|اقتحام|
31|اتجاهٌ خاطئ|
32|لقاء- تهديد|
33|ضائع- اتصال|
34|اختفاء- صفقة|
35|رصاصة- كابوس|
37|موعد- حارسٌ شخصي|
38|رفض- وريثة السيد|
39|الشقراء- آخر إفطار|
40|تاجر البشر|
41|ضِماد- تمرد|
42 |مدَبَّر - عقدة|
43|مخبأ- نقاط ضعف|
44|شقيقين- كوابيس|
45|مشاعر واضحة - شقيق|
46|ردُّ دين- مقرَّب|
47|مليءٌ بالكذب- اغتيالات|
48|أُمسية - من الماضي|
49|تعايش- هلوسة|
50|مدمرٌ نفسيًّا - مساعدة|
51|علاجٌ نفسي- ورقة مخفية|
52|بين وريثين- قلوبٌ مثقوبة|
53|عشاء الفريق- في عينيه|
54|حفيد- اغتيال|
55|جاسوس الجزيرة- لعبة|
56|تتبع- عدوُّ الماضي|
57|فارغ- مختلٌ آخر|
58|مستذئب- الأخ الأكبر|
59 - 60|وحين تعود..|
دليل
التوائم والمستذئب 🌟
دليل الشخصيات 🌟

36|مخفيّ- شبه موعد|

1.2K 98 379
By A_star_O

تم اختيار الصورة بسبب الكسل *-*

الفصل فيه مشهد مميز فـ Enjoy 💛

_ _ _

«أين هو؟»
صرخ محتدًا، عروق رقبته بارزة وأعصابه محتدة، في غضب عينيه يبدو وكأنه مستعدٌ لقتل أي أحد، لكن ذاك كان بالتضاد تمامًا مع الذي يحدق به بزرقاوتين ملولتين وكفيه في جيبي بنطاله قبل أن يلعق زاوية شفته ويجيبه بلا مبالاة «ألم تسمع، في مكان آمن»

«هل تعبث معي يا بهاء!»

«من الذي يعبث الآن!» تهكم ضاحكًا باستخفاف وهو يشيح بوجهه، قبل أن يعود يحدق به ويكرر بحدة مفاجئة «أخبرتك مرارًا أنه في مكان آمن، ما إلحاحك الكريه هذا»

«لا تتحاذق معي أيها الصعلوك، ليس وكأني لا أعلم أنك من دفعته لهذا!»

«لم أدفعه لشيء، هو أراد ذلك بنفسه دون أي تدخل مني»

«من سابع المستحيلات أن يقدم ماريوس على فعل كذاك وعلى التعذيب بتلك الطريقة، فلا تحاول التستر به» همس بحدة يقترب منه حتى تقابل وجهيهما، ورسم الآخر ابتسامة جانبية مستخفة قبل أن يقابله بهمسٍ ساخر «هل أروك جواسيسك في عائلة كريستوفر جسد ابنهم الذي حوله ماريوس لكائن لا ينفع لشيء! لا ألوم رد فعلك، لا بد أنك تفاجئت وشعرت بالهزيمة بعد إدراكك أنك لا تعرف شقيقك حتى!»

«أيها اللعين المنحط!»
نبس بحقد يسحبه من مقدمة معطفه، لولا صوت الدون الذي جاء يوقفه «سكوار، توقف»

دفعه بقوة ليعود الآخر خطوات للخلف وابتسامته الجانبية لا تسقط وكفيه لا يغادران جيبي بنطاله، والتفت الآخر لجوار الباب حيث تقبع الأريكة منعدمة المساند على امتداد الجدار، والتي يجلس سواد يشد خصلات شعره السوداء للخلف يحدق بهم بملامح مشدودة، وتيم الذي يجلس قريبًا منه يحدق بكفيه بهدوء كأنه لا يهتم بما يحدث.

«هل تعلمان ما الذي حدث؟»
سأل سكوار، يحاول ألا يفقد آخر أمل لديه، أن شقيقه كما يعرفه، لكن جاءه صوت سواد يدحض أفكاره وهو يرخي خصلات شعره «لقد كان ماريوس، بهاء كنت معه طوال الوقت»

ضحكة ساخرة جاءته من خلف جانبه الأيسر جعلت الشياطين تتقافز فوق رأسه، قبل أن يأتيه صوته «هدئ من روعك، أكاد أشتم أعصابك تحترق»

«أنت السبب أيها اللعين، أليس كذلك؟»
نبس بقسوة يستدير نحوه، وأمال المعني رأسه للجانب مجيبًا بمكر «أوه! من ناحية السبب فيمكننا الحديث بالأمر قليلًا»

صمت لبرهة مستمتعًا بعصبية الآخر أمامه والذي بالماد يكافح لئلا ينقض عليه، ثم تابع «لقد سعيتُ لتعليمه كثيرًا، كان من السخف أن تأتمنني عليه وأنت تعلم أني أبغضك، لكني أشفق عليك الآن، فأحلامك في شقيقك المطيع والخاضع لك ولأوامرك ذهبت أدراج الرياح، كل ما ستحصل عليه هو شقيق لن تهتز له شعره وهو يريحك من رأسك المحمول بين كتفيك»

لم يرمش سكوار وكلمات بهاء الخبيثة تدخل أذنيه، ولم يعلق أحد، لا رفاقه، ولا والده ضياء أو حتى الدون أو جيرمان.

لقد بدا الذهول في أعين الجميع وإن تصلبت ملامحهم.

عدا تيم الذي لا يهتم، وسواد الذي يعلم بالأمر مسبقًا، سواد الذي لو كان يعلم سابقًا أن هناك احتمال لخروجهم من الجزيرة لمنع بهاء من غسل عقل ماريوس بتلك البشاعة، لكن ما حدث قد حدث، ويجب عليهم التعامل مع الأمر الآن، لا النواح عليه.

«وأين هو؟»
صوت الدون جاء يكسر الصمت، والتفت له بهاء يجيبه يفصل تحديقاته مع سكوار الذي بالكاد يتمالك نفسه من أن ينقض عليه «في مكان آمن لن يصل له أحد أو يتوقعه، رتبوا لسفره فقط أو أسكتوا عائلة اللعين وامنعوهم من رفع القضية»

«لن يرفعوا القضية ويجلبوا لاسمهم العار أساسًا، لكنهم يطالبون بتسليم ماريوس أو سينشبون حربًا»

جاء صوت جيرمان ليلتفت له، ثم يعلق ساخرًا «زيفوا موته إذًا أو فلتسكتوهم بإحدى صفقاتكم، ليس وكأنكم عاجزين عن التصرف أو كأنها أسوأ قضية تتحملونها»

تحرك مغادرًا رفقة آخر كلماته، ثم صدح صوت إغلاق الباب ليتحدث الدون بعد ثوان من صمت غير مريح «لا تخرجا دون حراسة، أو لأمر غير ضروري»

«ورهف لا تعلم بالأمر أيضًا ولا يجب أن تعلم» ألحق سكوار بنزق، ليومئ سواد واقفًا يتبعه تيم ثم يغادرا المكان، يتركون الدون وأتباعه يتصرفون لحل هذه المصيبة، التي جاءت من أصغر شخص بينهم، ومن أكثر شخص لم يتوقعه أحدهم أن يحمل كل هذا السوء.

_ _ _

يجلسان على حافة الجسر المطل على مياه البلطيق الهائجة، الرياح تلعب بمعطفيهما والصمت المريح يحفهما، ومن بعيد، تظهر ضحكات سيرين وأريج خلال حديث المارة ومن خرجوا للتجول في عتمة الليل الذي أصبح أشد برودة عن الليال الماضية.

«هل ستكون بخير؟ هناك؟»
صوت ياسين صدح فجأة بعد أن توقف حديثهما لدقائق.

كل ما كان يشغل باله هو صديقه الذي قرر أنه سيقابل والده.. عدوه، دون أي شيء يحميه.

«سأحاول جهدي»
همس، ثم رسم ابتسامة خافتة يلتفت لصديقه على يساره قبل أن يعاود التحديق بالأفق المظلم، وتنهيدة طويلة حملت معها الكثير من الكلمات المبتورة غادرت صدره على حين غرة.

«لقد رأيتهم.. مجددًا»
همس يجلب انتباه صديقه الذي كان يشعر بطريقة ما، أن عقل الجالس بجواره ليس معهما، بل ليس في واقعهما، ربما في مكان بعيد، ربما مظلم، وربما يحمل الكثير من الألم، وصدقت توقعاته والآخر يردف «أصدقائنا، رأيتهم مجددًا»

لم يعلق بحرف وهو يرفع رأسه يحدق بظلمة السماء التي تزينها مئات النجوم، وتابع الآخر «رأيتهم منقوعين في دمائهم، علاء ينتحب، وسلوى تعاتبني بنظراتها»

«هذا ليس ذنبك»
تحدث الآخر فجأة يجلب انتباهه وإن بدا أنه لم يستجب له، ثم استرسل «لم يكن ذنبك أبدًا، فتوقف عن لوم نفسك وتعذيبها، فهي لا تستحق»

أخفض عزام رأسه قليلًا، لعق شفتيه ثم تنهد محدقًا بالهواء الساخن الذي خرج من فمه يجعل رؤيته لأصابعه التي يمسدها في حضنه ضبابيًا.

«عزام»
صوت صديقه جاءه، لكنه لم يشأ أن يرفع عينيه له، أو ربما لم يقدر، لا يعلم، فقد تشابكت في رأسه الكثير من الأمور، ونفسه تتلاعب به في مياهٍ ضحلة جعلته صريعًا للوساوس والشكوك.

«ما حدث، لم يكن يومًا ذنبك»
صوت ياسين جاء هادئًا وهو يضع ذراعه على ظهر صديقه وكفه على رأسه، في حين مال بجسده إليه قليلًا.

«من فعل ذلك؟ من قتلهم؟ وقتل سلوى؟»
سأله يحاول جعله يعود للواقع وقلبه يؤلمه، وعجِز الآخر عن الرد لوهلة وغشاوة دموع تغطي مجال بصره، فتح فمه لثوان، وأنفه ظهرت شديدة الإحمرار، والرياح ضربت جسديهما تذهب بدموعه بعيدًا وحرقة تداهم عينيه.

«من؟»
صوت ياسين جاء مصرًّا على سماع الإجابة، وزفر الآخر تنهيدة مرتجفة قبل أن ينبس بارتجاف «سكوار»

«فحُرِّيَ عليك أن تدفع بكل مشاعرك السوداء نحوه إذًا»
تحدث ياسين مباشرة، ثم مد كفه اليسرى الحرة ليمسك بكفي عزام شاعرًا بتجمدهما، قبل أن يلتفت لوجهه منتبهًا لأنفه ووجنتيه المحمرتين، ثم لقميصه أسفل معطفه.

«ما هذا الذي ترتديه بحق الإله!»
تمتم بامتعاض وعدم رضى، فرفع عزام قدميه يعقدهما أمامه معلقًا «لم أكن أشعر بالبرد عندما خرجنا»

تنهد ياسين بتعب معتدلًا بجلوسه ليتحاذي كتفيهما وكفه اليمنى عانقت كتف صديقه، ثم تحدث «لا ترهق نفسك، ركز على خطوتنا التالية، وسننتقم من سكوار عاجلًا أم آجلًا»

القول أسهل من الفعل.

كان هذا ما فكر به عزام وعينيه تملأهما الدموع مجددًا، لكنه حبسها في عينيه، ثم تحدث شاردًا بما جال في خاطره.. بآخر ذكرياته المنقوعة بالألم معهم.

«أظنه عقابي لأني لم أنتقم لهم»

التفت له ياسين، وأكمل هو شاردًا بالأمواج المتلاطمة «لقد نسيت آخر كلمات محمد لوهلة، وسلوى.. التي تم الاعتداء عليها، ثم وضعها سكوار أمامي، لقد حدقت بعيني، وأخبرتني.. أن لا أنسى ما حدث»

ارتجف صوته، كما أنفاسه، وهو يحرر قدميه، ثم يتابع بغصة كبحها وارتجافة برد لم يهتم لها تداهم جسده «لقد صرخ يوسف بوجهي، كما لم يفعل من قبل، كان صامدًا أمام سكوار، وكنت واهنًا، حتى علاء ضحك في وجهي قبل أن يُقتل، لقد اختار الذهاب معهم، وبقيتُ أنا عاجزًا..»

دموعه تمردت هذه المرة ليرفع كفه يمسح وجهه ساحبًا نفسًا عميقًا، ثم يتحدث ضاحكًا بمرارة «كنت عديم النفع، لم أستطع إنقاذهم، لم أحرك طرفًا، لم أستطع المساومة على علاء على الأقل، هذا.. مقرف»

رفع كفيه يخللهما خلال شعره ورأسه ينخفض للأسفل حتى لامس ذقنه صدره وهو يتأوه بألم، وسارع ياسين يلتفت له يحيط كتفه بذراعه يشده له متمتمًا «ليس خطؤك، ولا ذنبك، لم يكن بيدك شيء، ولا لوم عليك أن كان عدوك وغدًا حقيرًا»

«أشعر بالعجز»
تمتم متنهدًا يرفع رأسه يحرره من بين أصابعه، ثم لعق طرف شفته السفلية وهو يسحب ماء أنفه شاعرًا بأنه سيمرض بسبب إهماله.

الرياح ازدادت ضراوة، وقطرات مطر خفيفة تساقطت ليشتم ياسين من بين أنفاسه وهو ينهض يقفز من على السور ساحبًا عزام الذي تلفت حوله يبحث عن سيرين وأريج.

«لنذهب للسيارة، ستلحقاننا»
تحدث ياسين وهو يراهما تأتيان من بعيد، ثم تحرك ليفعل عزام المثل والصمت يلفه.

وأفكاره تخنقه.

_ _ _

«ضاعت مخططاتي أدراج الرياح»
همست سيرين وهي ملتصقة بزجاج السيارة تحدق بالمطر الذي اشتدت غزارته خلال دقائق، وتحدث ياسين وهو يمد لهما بكوبي قهوة ابتاعهما على طريق عودتهم «سيبقى حتى الصباح على الأقل»

تنهدت تتلقف منه كوبها تستشعر حرارته ثم ترتشف رشفة في حين جاء صوت أريج من جانبها بتردد «ماذا عن دوامي؟»

التفت لها ياسين من المرآة للحظة، وتنهد عزام بصوت مسموع قبل أن يتحدث «سأحل الأمر، حتى بعد الغد على الأكثر»

أخرج هاتفه وهو يتذكر مالك حينها، وأومأت هي بصمت قبل أن يظهر صوت عزام متحدثًا عبر هاتفه.

«أين أنت؟»

«مالك الوغد» تمتمت سيرين قبل أن تتنهد، والتفت لها ياسين بسرعة وعزام يطمئن عليه «هل هو طبيعي حتى!»

«لا تحاول تفكيكه، إنه عبارة عن مجموعة من العقد النفسية، ستموت وأنت تحاول دون الوصول لنتيجة» ردت بنزق وغيظ وهو يطرأ على بالها، ثم رفعت كوبها تشرب منه وحدقت أريج بالكوب بين كفيها لثوان قبل أن تهمهم ترفع رأسها لهما «لكنه ساعد عزام وجعل شاهين يغادر.. كما قلتِ لي»

التفتت لسيرين بحذر وتوتر في آخر عبارتها، واكتفت الأخرى بأن هزت كتفيها بلا مبالاة، ثم علقت تحدق بالخارج «إنه يستمتع فقط»

«عزام قال هذا أيضًا»
علق ياسين، ثم التفت لرفيقه الذي انتهت مكالمته، وسأل مباشرة «هل يحبك أم يكرهك؟ حدد»

«لا هذا ولا ذاك» أجابه عزام متنهدًا يضع هاتفه في جيب معطفه، ثم تابع يلتفت له «لا تحاول معه، ستنهك»

«أخبرتك»
قالت سيرين مسرعة، وغيرت أريج بعدها الموضوع مباشرة «ماذا سنفعل الآن؟»

«إلى المحلات التجارية» قال ياسين يضغط زر المحرك، وصرخت سيرين بحماس وسعادة «لنتسوق!»

_ _ _

بعد ساعة ونصف..

«هذا.. محبِط»
تمتمت وهي تراها تركض حولها تجمع أشياءها وهاتفها لم يتوقف عن الرنين، ثم زفرت ونقلت عينيها للذي يقف متكئًا على الباب مكتفًا ذراعيه ومحدقًا بالمنشغلة في ترتيب حقيبتها، قبل أن يرفع كفه يحدق بساعته ثم يتحدث «بقيت ساعة على موعد الرحلة، ألم تنتهِ؟»

«لا تربكني أنت أيضًا!»
هتفت المعنية تتوقف للحظة تشير نحوه بسبابتها، قبل أن تغلق حقيبتها بقوة ثم تتحدث للجالسة على السرير «كان ينبغي أن نقضي يومًا آخر سويًّا، لكن تعرفين حظي، لا يبتسم لي مطلقًا»

«توقفي، هذا ليس لطيفًا»
تحدثت الأخرى، واعتدلت هي بعد إغلاقها للحقيبة، ثم فتحت ذراعيها تهتف باسمها والدموع تغرق عينيها فجأة «أريج، سأشتاق لك!»

«يا لك من لئيمة»
علقت المعنية تحضنها بقوة، لتضحك من بين دموعها، ثم تتركها تمسك بساعديها مسترسلة «ليس وكأنني سأختف من على وجه الأرض، حالما تنتهي الحملة التطوعية سأزورك مباشرة»

«يستحسن أن تفعلي! يكفي غيابك الطويل السابق، ثقتي بك أصبحت صفرًا، وتواصلي مع عمتي، إنها قلقةٌ عليك بشدة»

علقت وهي ترى عزام يسحب الحقيبة ويحمل أخرى قماشية متحركًا لخارج الغرفة، ليتبعانه يكملان حديثهما الذي لم يكن سوى عبارة عن خطط للقائهما القادم، يخططان لأمر لم يحدث بعد.

«أسرعي، لن تلحقي برحلتك على هذا المنوال»
تحدث عزام يمد لها بمعطفها بعد أن ارتدى خاصته، وهو يراها لا تتوقف عن الحديث مع أريج حتى بعد وصولهم الباب، فتلقفته منه ترمي له نظرة منزعجة لمقاطعته حديثهما وتبسمت أريج تحدق بها بخفة قبل أن تعلق «لا تنزعجي، معه حق»

«أيًّا يكن»
علقت بلا اهتمام ترتدي حذائها الذي تصل ياقته لركبتها، ثم اعتدلت والتفتت لأريج تفتح ذارعيها متمتمة «آخر عناق»

«سأشتاق لك» قالت تبادلها العناق، فنبست السمراء تفصله «أنا أيضًا، وداعًا أراك قريبًا»

لم تكد تخطو خطوة من الباب الذي قد غادره عزام قبلها ليضع حقيبتها في السيارة، حتى توقفت مكانها فجأة، والتفتت لأريج هاتفة بما جعل أطراف الأخرى تتجمد «مهلًا! هل هذا يعني أنك ستكونين مع عزام وحدكما في الفترة المقبلة!»

«ما الذي تهذينه، ليس وكأنك لم تكوني تزورينه في منزله!» تمتمت أريج بصعوبة مصدومة من الموقف، وتحدثت سيرين مبررةً بكل طلاقة وكأن تحليلها أمرٌ مفروغ منه «هذا مختلف، وضعنا ليس متساويًا، وأيضًا..»

«تحركِ، تحركِ، أنت تزيدين الأمور سوءًا فقط»
سحبها عزام من عضدها فجأة يقاطعها، لتهتف به معترضة وهي تحاول جعله يتوقف عن جرها بعده «مهلًا! سأوضح لها!»

«توضيحك لا داع له مطلقًا»
علق يفتح لها باب السيارة فرمته بنظرة نزقة قبل أن تصعد والانزعاج يملأ وجهها وإشارات جسدها، ليغلق الباب ثم يلتفت لحيث تقف أريج، ويشير لها لتدخل وتقفل فتومئ قبل أن تغلق الباب ويتنهد هو بهدوء يتحرك نحو مقعد السائق، وما إن كاد يغلق الباب حتى هتفت سيرين في وجهه «أنتما حقًّا لن تبقيان سويًّا في المنزل! مشاعركما واضحة جدًّا!»

«الرحمة!»
تمتم بتعب يسحب الحزام ليغلقه، قبل أن يلتفت لها فيفك حزامه وينحني نحوها يغلق حزامها معلقًا «اهتمي بأمورك أولًا يا سيرين، ثم فكري في أمور غيرك، وبعد أن تفكري مليًّا إن كانت أمور غيرك موضوعًا للنقاش أم لا، لا تناقشي حولها مطلقًا»

«أنت حقًّا لا تفكر بهذا!» استنكرت بفضول كأنه لم يتحدث، فزفر بعد أن ثبت حزامه وضغط زر المحرك ثم خرج من الحديقة الأمامية معلقًا بضجر «مالك موجود، ثم ماذا تظنيني!»

«لا شيء! لكن المشاعر لا أحد يتحكم فيها»
علقت ببساطة، فالتفت لها من طرف عينيه ثم تحدث «هل أنتِ جائعة؟ يبدو عليك ذلك»

«سأصمت، تبًّا لك» تمتمت تتكتف وتريح ظهرها على الكرسي، قبل أن يأت صوته بعد دقائق «ثم ما علاقتك ببهاء؟ هذا أمرٌ جديدٌ أكتشفه!»

«لا شيء مهم بيننا، اجتمعنا في صدفة بعد احتفال أريج، والتقيته هنا قبل بضعة أيام فقط، إنه مختل ولا أعلم كيف اجتمعتَ به أنت، بل وأدخلتَه منزلك» أجابت بهدوء تنشغل بهاتفها الذي امتلأ بإشعارات وتقارير عن عملهم التطوعي القادم في إحدى القرى في شمال الهند، وحدجها هو بنظرة سريعة قبل أن يركز على الطريق وفي رأسه تدور العديد من الأفكار.

لولا اتصال بهاء به قبل دقائق لصدقها.

«وصلنا»
تمتم بعد ربع ساعة لترفع رأسها من على هاتفها للحظة، ثم تعيد تركيزها عليه متمتمة «لحظة فقط»

ثوان ثم أطفأته تضعه في جيب معطفها، وفتحت حزامها ثم نزلت لينزل بدوره يخرج حقيبتيها، فتسحب التي تُحمل على الكتف منه تحملها، ثم التي تجر وتتحدث مسرعة «سأكمل طريقي، عد للمنزل واحظ بقسطٍ من الراحة»

«هل أنت متأكدة؟» تمتم بعدم رضى وحيرة، وأومأت هي مسرعة قبل أن تحدق به بابتسامة ثم تفتح ذراعيها ليعانقها بقوة مبتسمًا بلطف ثم يحررها متحدثًا «اهتمي بنفسك، تفقدي الطقس، ولا تفوتي وجباتك أو تقعي في المشاكل»

«حاضر سيدي»
هتفت تسحب حقيبتها تلوح له بقوة، ثم استدارت تركض نحو المدخل، وتنهد هو يضع كفيه في جيبي بنطاله قبل أن يشعر بأحدهم يعبر من جواره متحدثًا «عانقها مجددًا إن كنت لا تريد ذراعيك»

زفر يحدق بظهر الذي ابتعد يتحرك نحو البوابة، ثم تمتم يفتح سيارته «كيف سيتفق معها بحق الله!»

_ _ _

تلفتت حولها تبحث عن المسار نحو قاعة رحلاتها، هيئتها المبعثرة والفوضوية أعطتها طابعًا لطيفًا، وكعادتها، تشعر بالارتباك وهي تتفقد مسار رحلتها بالرغم من أنها ليست أول مرة.

كادت تزفر وهي تتفقد هاتفها، لكن أنفاسها احتبست في حلقها وتجمد جسدها وهي تشعر بأحدهم خلفها مباشرة.

خلفها بدرجة قريبة جدًّا لا يفصلها شيء عنه.

فكرت بالكثير من الأمور.

ربما رحلتها المفاجئة كانت فخًّا للإيقاع بها! أو ربما كان لصًّا! جاسوسًا! قاتل متسلسل! مختص اغتيالات!

كل الأمور السيئة تتابعت على عقلها خلال لحظات، وتعالت نبضات قلبها وهي تتمنى لو تركت عزام يرافقها، قبل أن يأتيها صوته «ألن تذهبي لقاعة الرحلات؟»

«اللعنة عليك!»
هتفت تستدير نحوه تلوح بهاتفها لتضربه به لولا ابتعاده للخلف بسرعة ضاحكًا إثر صراخها «لقد أرعبتَني! كيف تقترب من أحدهم وتقف خلفه بكل هذا الهدوء! كاد قلبي يقع!»

«هوني عليك، أنت في مكان عام، لن يستطيع أحدٌ إيذائك» علق ضاحكًا يخفض كفها التي تحمل الهاتف، وعينيها اللتان تطلقان شررًا ناحيته لا تتركانه، ليمد كفه يغطيهما متابعًا «وتوقفي عن إعطائي هذه النظرات»

«ماذا تفعل هنا؟ ما الذي تريده؟» تحدثت بسخط تدفع كفه عن وجهها، وأمال هو برأسه ناحيتها مبتسمًا ابتسامة عابثة «لمَ ألا يحقُّ لي أن أكون هنا!»

«اذهب في طريقك إذًا واتركني وشأني» علقت بسرعة تعدل حزام حقيبتها على كتفها ثم تسارع تجر الأخرى مبتعدة، لكنها توقفت خلال ثوان وهو يرفع حقيبتها عن كتفها ليحملها معلقًا ببساطة «دعيني أرافقك»

تحرك يمشي معاكسًا لها وموضحًا بابتسامته التي لا تسقط وكفيه في جيبي بنطاله «هذا ما أتيت لأجله أساسًا»

لن يتركها وشأنها، علمت ذلك، ولم يكن لها من خيار سوى مسايرته لتلحق برحلتها، لذا تحركت بخطواتها تجر الحقيبة البرتقالية الصغيرة خلفها متحدثة «بعد ذهابي يمكنك التفكير مليًّا في تركي وشأني»

«أنا لا أخطط لذلك»
أجاب ببراءة يحرك كفه أمام وجهه، وزفرت هي بانزعاج قبل أن تسأله واليأس يحتلها منه ومن تصرفاته «ماذا تريد كي تتركني وشأني؟»

«واه! هذا لا يصدق! ليس وكأنك من طلبت رؤيتي قبل أيام!» مثل عدم التصديق، فاعترضت «كانت أسبابي واضحة، وطلباتي، والتي لم تنفذ منها شيئًا!»

«أيها تقصدين؟» سأل ببرائة، فضيقت عينيها عليه وهي تتوقف مكانها للحظة قبل أن تتحرك متبرمة بغيظ «هل تستخف بي!»

«لا، لا أفعل، أقسم بذلك» أجاب يستدير للممر الأيمن، فسألته بصوت مرتفع أوضح نبرتها المنزعجة «ماذا طلبتُ منك حينها؟»

رفع حدقتيه للأعلى مفكرًا للحظة، يحاول تذكر ما حدث ذلك اليوم قبل أن يتحدث ببساطة «لا أذكر، كنتُ غاضبًا»

أدارت عينيها في محجريهما بفظاظة ثم تحدثت بنزق «أخبرتك أن تترك عزام وشأنه!»

«آه! بهذا الشأن، هو من اتصل بي وبحث عني، يمكنك سؤاله» أجاب متحاذقًا يرفع حاجبيه ويعطيها ابتسامة ماكرة لتضيق عينيها عليه بغيظ، ثم سرعان ما توقفت متداركة مكانها وأين أصبحت لتهتف «مهلًا! لقد أضعتُ القاعة! لمَ أنا في الطابق الأول!»

«لا، لم تضيعينها، أين تذكرتك؟» تحدث يمد كفه، فسحبت تذكرتها من جيب معطفها وهمت بتفقدها، لولا أنه سحبها ومزقها ببساطة يجعلها تلتفت له بعدم استيعاب، وما إن همت بالصراخ حتى أحاط كتفيها بذراعه ودفعها يتحرك متحدثًا«لقد حجزت لرحلتك بعد ساعة، فلنتجول قليلًا»

_ _ _

تخصرت تحدق به بغيظ يستلم مفتاح خزينتها التي وضعت بداخلها حقيبتيها.. هي لم تفعل، بل هو من فعل عنوة ودون أن يستمع لها مطلقًا.

«هيا، لنتجول» قال يضع المفتاح في جيب معطفه ويعود يلف ذراعه حول كتفها الصغير مقارنةً به، فسارعت تنفض كتفيها عنه، وحين لم تستطع توقفت مكانها واستدارت نحوه ترفع وجهها له مباشرة ترى نظراته المستمتعة نحوها.

كانت قصيرة مقارنةً به، وجسدها نحيل أمام جسده، وبذراعه التي يحيطها حول كتفها بدا الأمر وكأنه يحتضنها، لكنها لم تأبه لذلك وهي تتكتف تعترض بحدة «من قال أني أريد التجول معك!»

«هل أبدو لك كشخص يأخذ برأي غيره!» نبس ينحني بوجهه تجاهها متحاذقًا. ثم تابع ببرائة مصطنعة يميل برأسه قليلًا «ثم من يكره التجول! يمكننا التسوق أيضًا والمرور ببعض المقاهي والمطاعم لتجربة أطباقهم»

ضربها في نقطة ضعفها.

بدا هذا جليًّا عليها وهي تخفض نظراتها من عليه تحدق به من أسفل جفنيها قبل أن تتمتم «أنا نباتية»

«هناك مقهىً لطيف يقدم الطعام النباتي هنا» قال ببساطة يعود يتحرك فتتحرك بالمعية، وصلا للسلالم المتحركة ليصعد بهاء يدفعها بجواره لتتحرك كالعادة، وما إن حطت قدميهما حتى اعترضت مجددًا «ولا أريد التسوق»

ولم تكد تنهي جملتها حتى هتفت بسعادة تمسك كفه التي تتدلى على كتفها وتجره بعدها متحدثة «محل تجميل! علامته التجارية مذهلة! تعال!»

تابعها مبتسمًا بخفة دون تعليق، يراها تنغمس في تحديقها بالرفوف العديدة. قبل أن يتركها تتجول ويجلس على أحد المقاعد سائلًا «تحبين مستحضرات التجميل؟»

«أحتاجها حين أحصل على كدمات أو جروح، لا ينبغي أن أتعامل مع الأطفال بوجهٍ ملون»

بدا أن حديثها، وبوضوح.. أزعجه، وهذا جعله ينهض يتحرك خلفها مباشرة يحدق بالعلب التي تفتحها تجرب ألوانها والتي لم يعلم ما هي متحدثًا «هل يجب عليك حقًّا أن تقومي بمثل هذا العمل؟»

وسؤاله أزعجها.

«ما شأنك؟» نبست تنظر له من فوق كتفها بغيظ قبل أن تعود تتفقد بعض مرطبات البشرة، فتحدث متجاهلًا استفزازها يدخل كفيه في جيبي بنطاله «أليس خطيرًا؟»

«يجب على أحدهم القيام به في الأخير» تحدثت تختار ما تريد بعناية، ولم تمر دقائق حتى خرجا من المحل وسيرين تحمل كيسًا ورقيًا صغيرًا وملامح.. منزعجة.

«ما شأنك كي تدفع عني!»

هتفت به بحنق ترى وجهه تعلوه ملامح مستمتعة، قبل أن يعاود يحيط كتفيها بذراعه ويتحدث «اعتبريه تعويضًا عن تأخيرك على رحلتك» صمت لبرهة يتركها تفكر بكلماته، ثم تابع ببساطة «لقد غيرتُ حجزك للدرجة الأولى، أيضًا»

نفضت ذراعه عنها تتوقف مكانها فجأة، ثم التفتت له صارخةً بوجهه غير آبهة بمن يحدقون بهما «وما شأنك كي تغير مقعدي! حتى عزام لا يجرؤ على فعل ذلك!»

«اعتبريها تعويضًا لإزعاجي وتتبعي لك» تحدث يعود يمسك بكتفها يدفعها، فتمتمت بعد تفكير «حسنًا.. هذا منطقي!»

لم يكبح ضحكته التي صدحت وهو يسمعها تتمتم، وقد كان ذلك آخر شجار لهما قبل أن ينغمسا في التسوق في المطار الذي عمته الأضواء الذهبية، مطار هلسنكي الذي صنف لأكثر من مرة كأفضل المطارات في أوروبا، وبالرغم من أنهما لم يشتريا شيئًا إلا أن سيرين لا تستطيع أن تنكر.. استمتعت.

انتهى بهما الأمر في المقهى الذي أخبرها عنه، وظلت هي تحدق بالمكان كأنه أعجوبة، قبل أن تلتفت لخلفها حيث تقبع شخصيات كرتون مدينة الأمل، أو مومين.

كانت الأريكة كبيرة ومتصلة، على شكل نجمة ثلاثية، وتوزعت الطاولات المرتفعة والدائرية الصغيرة حولها بالكامل، في وسط المقعد وخلف الجالسين قبعت دمى كبيرة لشخصيات كرتون مومين، وفي الأعلى تدلت القلوب الوردية الضخمة محدبة الطرف كأنها مظلات مائلة، في حين غلب اللون الوردي الهادئ على المكان.

قابلت الطاولات الكراسي البلاستيكية الزرقاء، والصفراء التي تتأرجح للأمام والخلف، وقبعت بعض الطاولات المنفصلة حول المسند الأساسي وحولها الكراسي الزرقاء، أمام سيرين كان هناك رف لأكياس وعلب الحلوى، تجاوره عربة صغيرة بيضاء حوت قنينات ماء معدنية.

أما المقهى فقد كان مجاورًا لمكان الطاولات، غلب عليه اللون الأزرق المعدني المعتم، وظهرت منه واجهة زجاجية تظهر المعجنات، في حين امتد تصميمه أعلى مكان التحضير على هيئة نوافذ مغلقة، وكله باللون الأزرق وبدرجة واحدة.

التفتت لخلف جوارها الأيسر، تحدق بدمى المومين، ثم وقعت عينيها على الزجاج الذي يحتل الجدار بأكمله، كانت السماء غائمة، مع ذلك ظهرت بعض النجوم تلمع من بعيد، تجعل سيرين ترسم ابتسامة مستمتعة وهي تحدق بالمنظر اللطيف.

«تبدين مستمتعة»
جاء صوت بهاء من أمامها يجعلها تستدير ناحيته معتدلة بجلوسها، تراه يضع أكياس الشطائر والبطاطا المشوية وكوبين كبيرين، قهوة ساخنة لها، وعصيرٌ باردٌ ممزوج بمشروب غازي له، على الطاولة الصغيرة ثم يجلس على كرسي أزرق مقابلها، فعلقت ببساطة «المكان لطيف»

«لم تزوريه من قبل؟ » تعجب وبوضوح، يفتح أحد الأكياس ويمد لها بالشطيرة بعد أن رتب ورق تغليفها لتتمكن من حملها، فأجابت تتلقفها منه «لا، أقلق حيال طعامي، وقد تم خداعي أكثر من مرة، لذا أتجنب الأكل في المقاهي المفتوحة»

هز رأسه متفهمًا، ثم عاد للخلف مسترخيًا يأكل من شطيرته وقد علت وجهه ابتسامة جانبية لسؤالها «لماذا تخطط إذًا؟»

«ماذا تقصدين؟» سألها مدعيًا البرائة برغم أنه فهم مقصدها تمامًا، فأشارت بكفها اليسرى للطعام وهي تقضم من شطيرتها وعينيها لا تحيدان عنه، فحدق بها باستمتاع قبل أن يهز كتفيه معلقًا ببساطة «انتزعتُ لي موعد، وإن كان لا يعتبر كموعد حرفيًا»

«ما الذي تريده تمامًا؟» سألته متجاهلةً الأمر، وبدا أنها بدأت تيأس وتمل من تصرفاته، فحدق بها يراقبها تشرب من كوبها محدقةً بالمارة، ثم تحدث مباشرة حالما وضعَت الكوب «أريد مواعدتك، أنا معجبٌ بك»

وهي مطلقًا.. لم تتوقع هذا.

اختنقت بطعامها فجأة، فرمت بقية شطيرتها بسرعة وهي تمسك بصدرها، فانتفض هو واقفًا على إثر ذلك، يمد كفه يربت على ظهرها كابحًا ابتسامته.

«هوني عليك، لا بأس، لا بأس»
تمتم بابتسامة طفيفة، فسارعت تبعد كفه وهي تأخذ نفسها وتسعل لعدة مرات، قبل أن تسحب منديلًا من على الطاولة وتمسح فمها، وصدرها يعلو ويهبط.

حملت كوب قهوتها ترتشف منها بسرعة، ثم عادت تضعه على الطاولة تتنفس بهدوء، تحدق بكل شيءٍ عداه.

لوهلة، قبل أن تلتفت له تراه يسترخي بجلوسه على الكرسي يحدق بها باستمتاع ملأ عينيه وماصته بين أسنانه، بدا أنه بجهد يحاول كتم ضحكته.

«هل تمزح معي أم ماذا!»

سألته بعدائية وحدة، فأغمض عينيه لبرهة ينفي برأسه، ثم تحدث يحدق بها «أنا جادٌ تمامًا»

«أعطني سببًا واحدًا يقنعني بذلك»

«أنتِ الفتاة الوحيدة.. لا، ليس الفتاة، بل الشخص الوحيد الذي صفعني بوجهي»

تمتم يرفع عينيه متذكرًا، وأشارت لنفسها بسبابتها باستهجان «أنا!»

هز رأسه موافقًا، فسارعت تجادله باعتراض واستنكار «متى هذا! لا أذكر!»

«هل نسيتِ! كان هذا في ثاني لقاء لنا!» تعجب ببساطة يعتدل بجلوسه واضعًا كوب عصيره على الطاولة وساحبًا قطعة بطاطا مشوية يضعها في فمه، ثم شرد لبرهة مفكرًا وتمتم «لا، بل الثالث كما أعتقد»

«الثالث!» تمتمت مفكرة بعدم استيعاب وحدق بها بتمعن واستمتاع زاد حالما تلون وجهها بالأحمر وهي تلتفت له تحدق به، لترى عينيه الماكرتين تحدقان بها فتهتف به تشير له «أنت وقحٌ يا هذا!»

ضحك بخفة يسحب قطعة أخرى، ثم تحدث يقترب منها «كنت سأسرق قبلتك الأولى، أخبريني، هل أعطيتها لأحد؟»

«يا لك من منحرف» تمتمت تحدق به بعدم استيعاب وهي تشعر بحرارتها ترتفع، ثم هتفت به بعناد «أجل، بل ودخلتُ في علاقات كثيرة، لن تقدر على عدها حتى»

«أجل، أجل، هذا بدليل أنكِ علمتِ بسرعة أني مهتمٌ بك من ملاحقتي لكِ» علق يهز رأسه بملل وقد بدا أن البطاطا المتبلة والمشوية نالت إعجابه، وشردت سيرين لبرهة تستوعب ما حدث.

لقد لاحقها.. بالفعل! في الجزيرة وهنا.

«هل أنت مجنونٌ يا هذا!» تمتمت بعد استيعاب، فنفض كفه ثم رفع كفه اليسرى يقبض أصابعه بخفة عدا السبابة والوسطى معلقًا «هذا شيءٌ لا يختلف عليه اثنين»

تجمدت تحدق به، وتابع هو يميل بجسده أكثر ناحيتها وذراعيه معقودتين فوق الطاولة «إذًا؟ ماذا قلتِ؟»

«هذا مستحيل!» هتفت فجأة، ورفع حاجبه يحدق بها لبرهة، ثم ينبس متسائلًا «لم؟»

«الجميع سيعاني!» قالت بنبرة لا تقبل التشكيك وهي تشير بكفها لما حولها، فحدق بها لبرهة قبل أن يهتز ضاحكًا وعلى وجهه ابتسامة لينة تجاهها، ثم اقترب منها أكثر وتحدث بنبرة منخفضة «من يهتم بالجميع! أساسًا لديك خيارين حيال عرضي، الموافقة، أو الموافقة، لا شيء غيرهما»

«نرجسيٌ متبجح» تمتمت تحاول إخفاء إحراجها بكوب قهوتها الذي رفعته لفمها، واعتدل هو للخلف يحمل كوبه يضع الماصة في فمه ويعلق ببساطة يهز كتفيه وعلى وجهه ابتسامة خافتة «ينبغي أن تكوني قد استوعبت شخصيتي بالفعل!»

لم تعلق لبرهة، تدور بعينيها في الأرجاء تنشغل بالشرب من كوب قهوتها، في حين لم يزحزح عينيه من عليها، يحدق بها بهدوء غريبٍ عليه، ثم رمش بخفة حين وضعت كوب قهوتها بقوة على الطاولة والتفتت له متحدثة «سأفكر بالأمر، لكن لديّ شرط..»

ترك كوب قهوته وانحنى على الطاولة يسحب قطعة من كيس البطاطا المشوية، ثم مدها يضعها في فمها ويعلق «أخبرتك أن الأمر محسوم، أما شرطك فإن كان يشمل أصفر العينين الوغد ذاك فيستحسن أن لا تذكريه كي لا أقتله»

«أوه! طعمها لذيذ!» علقت على القطعة التي أكلتها، فوضع كفه أسفل خده بخفة معلقًا «أعلم، لقد أنهيت كيسًا كاملًا»

«لمَ تكرهه؟» سألت تعود لموضوعهما وهي تسحب قطعة أخرى تتناولها، فعاد للخلف يجيب وعينيه عليها «لأنه بقربك طوال الوقت، وأنت تهتمين به بطريقة تثير غيظي»

جاهدت لئلا تتأثر بحديثه وهي تنشغل بتناول ما بالكيس قبل أن تعلق ببساطة «إنه صديقي، أخاف أن تؤذيه فقط»

«لذا هو ما يزال بخير، لأنه صديقك» قال بابتسامة متكلفة وهو يمد كفه اليسرى يمسح على شعرها، فعلا وجهها الانزعاج وهي تنبس تحرك رأسها «لا تلمسني»

«أفكر أن أقبلك قبل مغادرتك وأنتِ تقولين لا تلمسني! أفكارك عني بريئة جدًّا» تحدث متهكمًا ببساطة وهو يحدق بها باستمتاع، يجعل عينيها تتسعان بصدمة ووجهها يحمر، وشعرت هي بأنها تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها وهي ترميه بالقطعة التي بين أصابعها هاتفة بعلو «أيها الوقح!»

صدحت ضحكته وهو يحمي وجهه بكفه لتسقط القطعة على الأرض، ثم نهض يتحدث نافضًا ثيابه وضحكته لا تزال مرسومة على وجهه «هيا، رحلتك بعد نصف ساعة»

«لن أذهب معك. غادر» هتفت به تحيط جذعها بذراعيها كأسلوب حماية، فمد ذراعه نحوها وقد أصبح جوارها. ثم سحبها من عضدها ضاحكًا «لن أفعل شيء، لا تقلقي، ثم إن مفتاح خزانة حقائبك معي، بمَ ستسافرين؟»

«تستبزني!» هتفت به وقد ابتعدا عن المكان وظهر صوتهما خافتًا، في حين جاء تعليقه يمثل البرائة «أنا! لا! كيف يمكنني ذلك!»

_ _ _

راقبها تسلم أوراقها للموظف، ثم ترفع حقيبتها على الممر الجانبي، ثم التفتت له حالما استلمت تذكرتها وتحدثت «سأغادر»

لم تكن ثانية حتى ابتعدت للخلف بسرعة تنظر له بحذر، يعطيها ابتسامته الجانبية وكفيه في جيبي بنطاله، قبل أن تتحدث «إياك أن تقترب!»

اتسعت ابتسامته أكثر، ثم أخرج كفه يشير لها «لن أفعل، هيا غادري»

تحركت بحذر للخلف عدة خطوات، قبل أن تسحب حقيبتها وتستدير تعطيه ظهرها مبتعدة، في حين وقف يحدق بها قبل أن يتمتم بضجر «ليتني لم أخبرها»

حدق بها بهدوء لبرهة، امتدت الثوان أمامه وهو يراقبها، وعناده وجرأته المتربعان بداخله جعلانه يتحرك بخفة وسرعة ناحيتها، ولم تكد تدخل لمنطقة المسافرين حتى أمسك بمرفقها يجرها نحوه بسرعة ثم ينحني يقبلها دون أن يترك لها فرصة للاستيعاب.

كانت أقل من ثانية، فقط قبل أن يبتعد ويهمس بعجل «سأشتاق لكِ»

ابتعد بعدها يدفعها عبر الباب الزجاجي، وصوته يأتي أكثر وضوحًا «هيا ستتأخري»

تحرك بعدها يمشي للخلف، يحدق بمن تحدق به بعينين متسعتين بعدم تصديق وذهول ولا تكاد تتحرك، فكتم ضحكته واكتفى بابتسامة مرحة وهو يهتف «كنت سأندم بقية عمري هذه المرة»

كادت تصرخ عليه وتشتمه، تشعر بجسدها يرتجف، وبأطرافها مخدرة لصدمتها، وفرقة طبول كاملة تعزف بدلًا عن قلبها.

ولم تعلم كيف تمالكت نفسها واستوعبت الهمسات من حولها وبعض النظرات السعيدة عليها، تجعلها تستدير بصمت، ممتنة أن البلد الذي هي فيه لا تجري فيه محادثات مرتجلة كثيرة، غير ذلك إن قام أحد بوصفه كحبيبها وأنه لطيف وغيره من الترهات فستقتلع عينيه.

«مختلٌ منحرف»

بالكاد همست من بين ارتجاف شفتيها وهي تجر حقيبتها الصغيرة، تحاول إخفاء وجهها الذي يكاد ينفجر لفرط احمراره بوشاحها، وهي تبحث عن مقعد بعيد ومناسب ريثما تغادر.

_ _ _

راقبها من الزجاج تبتعد، قبل أن ترتسم ابتسامة جانبية خافتة على وجهه وهو يتمتم «هذا رد فعلها وهي مجرد قبلة، لو علمت ما بعقلي لرمتني بالرصاص»

استدار يتحرك ينوي المغادرة، خطواته هادئة وملامحه تبين مدى جرأته، قبل أن يمر بجانب شخص يعبر نحو منطقة المسافرين، لا لون لثيابه وقبعته وكمامته سوى الأسود، ثم يتمتم لا تتوقف خطواته «لا تتركها مطلقًا»

ولم ينتظر ليرى إيماءة الرجل الخافتة التي تدل على طاعته، قبل أن يسلم أوراقه بدوره، بل غادر للخارج، يركب سيارته الرياضية ثم ينطلق لطريقه.

_ _ _

الرياح الباردة تعبث بالمكان بأريحية.

تحرك الأشجار الموزعة في المكان وتحمل الأوراق التي ضعفت وسقطت إثر دخول ملامح الخريف، رغم ذلك فقد كان هناك العديد ممن يتجولون في المناطق الخضراء المفتوحة وكأنهم يتحدون الطقس، خصوصًا مع انعدام أشعة الشمس وتسلل ضوئها كضيف خجول.

زفر يحرك قدمه التي رفعها فوق الأخرى وهو يرفع رأسه يحدق بالأشجار الباسقة والسماء الغائمة التي تضللها، والهواء الساخن عبرَ شفتيه قبل أن يضيع بين ذرات الهواء الباردة.

حتى شعوره بجلوس أحد بجواره لم يفصله عن تأملاته، قبل أن يأتيه الصوت الهادئ والثقيل «أليس من المفترض أن تكون في دوامك؟»

التفت له، بنظرة جانبية من رأسه الذي ما زال يميل للأعلى، ليراه يحدق بأمامه وكفه اليسرى تمتد بكوب قهوة كبير الحجم، ثم تحدث متنهدًا برفق يتلقف الكوب منه ويعدل رقبته.

«من يعلم، ربما أترك الدراسة في وقتٍ قريب»
رفع الكوب يشرب منه متذوقًا مرارة القهوة ونكهة الحليب المختفية بها، قبل أن يرفعه لمجال بصره يحدق بالعلامة التجارية لستار بوكس ويأتيه صوت الآخر يتخلله بعض اليأس برغم النبرة المحايدة «توقف عن التمرد، سيضرك الأمر بشكل أكبر عن غيرك»

أخفض كفه اليمنى التي تحمل الكوب ليسندها على ركبته، وحدق بما حوله والأخرى تعانق جيب معطفه الطويل الرسمي، ثم تنهد بوضوح وتحدث يلتفت له «أخبرني ماذا يريد والدي كي أقرر إن كان تمردي سيضرني أم لا إذًا»

التفت له أسمر البشرة بجانب وجهه، عسليتاه الحادتان حدقتا به لوهلة قبل أن يعود يحدق بأمامه يرفع كوبه يرتشف آخره ثم ينهض متمتمًا «ربما يجب عليك سؤاله بنفسك»

«سأذهب إليه»
قال فجأة ليلتفت له الآخر بسرعة.

لم يتوقع هذا.

تلاقت عينيهما بثبات وأردف أصفر العينين «سأذهب وأتوقف عن المماطلة» ابتلع ريقه، حسب كلماته ثم تابع «لكن أريد معروفًا منك بالمقابل»

حدق الآخر حوله بهدوء يفصل تواصل عينيهما، لبرهة، ثم أومأ وعاد يلتفت له نابسًا «ماذا لديك؟»

«أريج، احمها ووفر لها شخص موثوق يحميها طوال اليوم، وأيضًا.. هناك شخص أريدك أن تحميه بشكل مباشر، دون أن يعلم أحد، أُخفيه في منزلي حاليًا لحمايته، ولا أريد لأحد أن يعلم بذلك»

«من؟»

سأل، يحدق به بثبات، وحرك الآخر لسانه ضد حنكه بتوتر لم يظهر على ملامحه، قبل أن يبتلع ريقه ثم يجيب «ماريوس، شقيق سكوار»

_ _ _

احم..

مرحبًا *-*

تمت اضافة ألفين كلمة للفصل اليوم.

الأمر وما فيه.. لاحظتُ حماسكم لسيرين وبهاء وأنا أمر بالتعليقات صباحًا، لأقرر تأخير الفصل وكتابة المشهد، بالأحرى إضافته.

كان المشهد سيقتصر على مرافقة بهاء لسيرين لمكتب المعاملات بعد تعليقه على عزام فقط، لكنني قررت إضافة ساعة لوقتهما لنستمتع بوجود سيرين رفقة لمرة أخرى فظهورها سيتأخر كثيرًا بعد هذا.

وقبل الدخول في هذا المشهد.. لنبدأ بالترتيب كالعادة :)

بدايةً بسكوار وبهاء ☻

اهتمام سكوار بماريوس رغم أنه يريد استغلاله عبر الوصول لرهف فقط أمرٌ مريب!

وبالنسبة لمن قالوا أن دور ماريوس لا يبدو مهمًا، لا أظن أن الأمر يبدو كذلك ☻

عمومًا. سيتوضح الأمر بعد..

لحظة، دعوني أحسب..

عشرة أشهر تقريبًا 🙂

هذا إن استمررنا بالتحديث الأسبوعي رفقة توقف التحديث في رمضان.

عمومًا، هذا يعني أن الرواية ستطول فقط -تسلك-

بهاء وبجاحته وتفاخره بما فعله بماريوس 🙂

وبالنظر لرد فعل سواد فقد بدا أن لبهاء سبب لما فعله، سنعرفه لاحقًا، وقريب بإذن الله :)

عزام وأخيرًا وجد ياسين جواره يسنده بعد أن كان يكبت كل شيء وكل كوابيسه بداخله.

ياسين مواساة كبيرة بالفعل💛

ثم سيرين ورحلتها المفاجئة.

ليست بسبب بهاء إن قام أحد بتوقع هذا.

بهاء الذي أظهر مشاعره تجاه سيرين وغيرته عليها بشكل واضح لعزام ☻

يمكنم توقع اتصالهما فلن أذكره، تخيلوه كيفما تشاؤون طبقًا لردة فعل عزام لتهديده عند المطار.

ثم سيرين وبهاء في مشهد.. طويل.

أخبرتكم أني أضفته اليوم، فقط لنستحمل الغياب قليلًا :)

بهاء وأخيرًا.. يصارحها.

هو متبجح ونرجسي أساسًا لذا الأمر غير صعب عليه، ويمكن القول أنه وبسهولة.. حشر سيرين في الزاوية :)

ثم آخر مشهد.. ☻

توقعتم أن يتصرف بجرأة معها؟

سأستغرب إن لم تفعلوا ☻

عمومًا، بدا أن القبلة لم ترضه بالأخير 😂

وظهر أيضًا السبب الرئيسي لتواجده في المطار.. أحد رجاله سيرافق سيرين بصورة دائمة دون أن تعلم، لحمايتها بالطبع.

ثم المشهد الأخير..

لقاء عزام وإريس.

هذا ما قصدته أن عزام وأريج سيفترقان، وبشأن من سموا منزل عزام بالملجأ.. جرحتم مشاعري ونوايا عزام الصافية 🙂🔥

صحيح، بشأن نوايا عزام، سيرين لم ترضى بأن تذهب سوى بعد أن تحرجه وتحرج أريج 😂

ليس عن قصد بالطبع فهي غبية عاطفيًّا، ومنطقية غالبًا ☻

عمومًا.. نهاية هادئة للفصل، برغم أن المشهد الأخير يدل على أن الكثير من الأمور ستتغير.

عزام سيذهب للبقاء في قصر والده..

ليس بالفصل التالي، فهو سيقوم ببعض الأشياء قبلها.

منها تدبير الحماية لأريج كي تتمكن من الذهاب لدوامها دون أي قلق، وترتيب أمر بقاء ماريوس في المنزل، غير أنه سيلتقي ببعض الأشخاص اللطفاء بالرواية ويقضي معهم بعض الوقت.. يشحن طاقته استعدادًا للقاء والده الذي لم يره سوى مرة في حياته وقبل خمس سنوات.

الفصل القادم..

لا تلميح له لأنه سينزل مع العيد 🙂

وسلام 💛

Continue Reading

You'll Also Like

7.3K 933 63
أرض أمارياسن؛ أرض غريبة يقطن بها سكان عجيبون. أين موقعها في الكون؟ممالك ثلات و رابعة غير مرغوب فيها، صراع بين الخير والشر بأطياف ملونة بالحيرة والتسا...
3.4K 157 9
لا شيء لتحكم عليه هنا: متوتر، مضطرب، غير مفهوم
2.6K 155 16
صوفيا : "التّفاصيِلُ مُهِمّة أنطُوني!" عِندَما يَكُونُ الأَمَلُ عَلى هَيئَةِ إنسان.... لا تنسوا التعليق 🖤 أنطوني تشارلز ~ صوفيا روتشيلد ~ مُكتَمِلَة...
5.8K 482 22
why I keep dreaming of him ? who is he ? why is he dancing like this ?