الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58

62.5K 4K 1.9K
                                    

لم أكن اعلم كم أنَ الحروب متعبة و تأخذ كل الطاقة مع الوقت و تجعلك تغرق بالأعمال. لقد اخذ منا اسبوعاً كاملاً اخراً لِلتحرك بعد أن وصلنا خبر أنَ غادان بدأ بالتحرك مع جيشه شرقاً الى نهر الكريستال. نحنُ اخذنا جيوشنا و توجهنا الى مملكة أريزو ( مملكة الغابات ) بِما أنَ موقع التخبئة و الأستعداد هناك بالقرب من المملكة على جبل زانو، بعيداً عن النهر لكن موقعه أستتِراتيجي مُناسب لنا و لِلتخيم.



" هل تشعرين بالجوع؟ " سألني ريس يمسك بِسلة الطعام التي اعدَدتُها بِنفسي مع جيانا قبل مغادرتنا لأراضي أسليراً لنتوجه لوجهتنا.



هززتُ رأسي ثم أجبته ارُسِل له أبتسامة صغيرة
" انا بخير........انتَ تناول إن شأت، لا تنتظرني. "

" حسناً. "


فتح ريس السلة و اخرج قطعتين خبز بينهما بعض الجبنة و اللحم اللذيذ و بيده الأخرى اخذ خِيارة صغيرة بعدها اغلق السلة و اعاد وضعها الى مكانها بِجانبه في العربة. علاقتي مع ريس منذُ ذلك اليوم الذي حاول إعادتي الى عالمي و عندما اعترف لي بِكُل شيء امامي محاولاً إخافتي لكنه بالطبع فشل........اصبحت اقوى.
علاقتنا لم يعد بينها عوائق أو اية شيء ليُبعدنا عن بعضنا غير الموت. لم يعد ريس يُبعدني عنه أو يحاول التصرف عني بأمور تتعلق بي. لقد اصبح متفهِماً، يعلم انني مهما كلفني الأمر، سأختار البقاء معه للأبد، و العودة لعالمي اصبح موضوعاً ليسَ لِلنقاش أو التفكير به حتى.


موطني هو أسليرا منذ اليوم الذي اصبح لدي اشخاص من حولي، يحمونني و يحبونني كالعضو المهم في حياتهم و كأنني جزء من عائلتهم. منذ اليوم الذي اصبح قلبي ينبض لريس و لكل ثانية اقضيها بِجانبه.
الموطن، هو المكان الذي يوجد فيه مَن تحبهم و المكان الذي تشعر به بالأمان و الراحة، المكان الذي تشعر فيه بأنكَ مُرحَب بِك ليس ليوم، لأسبوع، شهر أو سنة، بَل لمدة الحياة و هذا العالم.........هو موطني. اعلم انني سأكبر و اتقدم بالعمر لأصبح عجوز عاجِزة و ضعيفة بينما الباقي سيبقون شباباً اقوياء، لكني لن اسمح لنفسي بالتفكير بهذا الموضوع لوقتٍ طويل، سأفعل ما يمكنني لحِفظ و الأستمتاع بِكُل لحظة مع مَن أحبهم الى اخر نفس اخذه.

" تاليا. " اخرجني صوت ريس مِن فقاعة افكاري ليُعيدني للواقع......اليه.


" هممم. " هَمهَمتُ انا ارفع رأسي لكي انظر له ينظر لي بعيون مُضَيّقة يمضَغ اللُقمة التي بِفمه و يبلعها.

" هل انتِ خائفة؟ "

رفعتُ حواجبي بِحيرة ارمش عليه بِجفوني لم افهم ما يقصده بِخائفة.
" من ماذا سأكون خائفة؟ "

" من الحرب. فأنتِ لم تخوضي امراً كهذا من قبل. "

لم أرُد عليه أو اتفوه بِكلمة لفترة اعتقد طويلة كِفاية ليأخذ ريس قضمة اخرى مِن سندويشَته و يمضغها ثم يبلعها مازال ينتظر إجابة مني.
" لستُ خائفة من شيء و انتَ معي. قد املك بعضاً من هذا الخوف، عليكم انتم أكثر من نفسي أو من فكرة الحرب اساساً، لهذا نعم، خائفة عليكم و لكن ليس عَليّ انا. "

  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن