الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21

67.3K 4.9K 1.4K
                                    

مرت ايام اخرى اكتفيت بِعدها و تركتها تمضي. مازلت لا اتكلم مع لوثر، لأنني اعلم اِن فعلت فَسوفَ تشتَعِل الشرارة بيننا من جديد.
احياناً قد أراه في الحديقة التي تُطِل عليها شُرفة غرفتي.

أراه يتمشى ضائع بِأفكاره او يجلس على المقعد اسفل شجرة الصفصاف الذي تحول لونها الى الأبيض بِسبب قدوم فصل الشتاء القريب و يُحَدق إما بالبركة امامه او القمر الكبير الذي يغطي السماء في الأعلى.
في تلك الفترة التي بقيت فيها في غرفتي لا اخرج، كنت مُستَلقية على سريري اقرأ كِتاباً و اتخيل كلِمات الكاتب الجميلة التي تُرسم خياله الى حقيقة في عقلي.

فجأة سمعت صوت دقات خفيفة على الباب، رفعتُ رأسي من على وِسادتي انتظر دخول من يطرقه، لكن لم يدخل احد.
في العادة جيانا أو أحد الخدم من يطرق الباب قبل ان أسمح لهم بالدخول.
هذه المرة قبل ان افتح فمي و أسمح لِمن يقف خلف الباب بالقدوم، سمعت صوت لوثر يتكلم بِصوت هادئ جداً كالهمس. امسكتُ فمي و بقيت صامتة اسمع ما يقوله لي.

" تاليا.........هل يمكنكِ الخروج قليلاً كي نتكلم؟ "


لم اجيبه، مازلت صامتة كالتي لا تملك اذان تسمع.


" تاليا.....ارجوكِ اخرجي، يجب ان نتحدث و لو لدقيقة واحدة."
هو قال مجدداً، لكن بِنبرة حزينة قد جعلت من مشاعري و افكاري في حرب.


" تاليا--"

قبل ان يكمل، رميت الكتاب من يدي على السرير بِجانبي و حملت الوِسادة ثم و ضعتُ رأسي اسفلها كي اغلق اذاني كلياً و اتفادى صوته.

لا اعلم لِكم من الوقت بقيت في تلك الوضعية و لا اعلم لِكم من الوقت بقية هو في الوقوف خلف باب غرفتي يتكلم مع نفسه، لِذلك قررت ان أغلق عيناي مثل اذاني و انام كي انسى وجوده ولو لِلحظات لن تدوم.

تيلار تصرفت معي مثل كل مرة منذ ان قابلتها.......مزعجة و ألم في الرقبة و انا في اليد الاخرى فعلت المثل.
انا تظاهرت بأن الحديث الذي حدث بيننا انا وتيلار عن شجاري مع لوثر لم يحدث و هي لم تفتح معي الموضوع مجدداً.
في هذه الايام ايضاً عدت للذهاب الى الحديقة الوردية بِأستمرار.
في كل مرة اذهب ارى ذلك الطفل اللطيف و ذلك الشاب الذي يرافقه دوماً.

اصبح وجودي في الحديقة روتين يومي.....اذهب الى هناك في كل صباح و أراهم في نفس المكان في الجهة الاخرى من البحيرة.

لا أَكُف عن مشاهدة الطفل يلعب مع الكلب، اِن ضِحكاته تجعلني سعيدة جداً، انني استمتع بِمشاهدته و سماع صوته الصغير يطفو في الهواء و يصل لي كالموسيقى.

و ذلك الشاب.......مازال مجهول الهوية بالنسبة الي، الامر الأغرب انه لا يرتدي اِلا الملابس البيضاء في كل مرة أراه فيها. يبدو انه حقاً مهووس باللون الابيض.

  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن