الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39

59.2K 4.1K 1.1K
                                    

أخذَ ريس نفساً عميقاً و انا فعلتُ المِثل أصَفي عقلي، أستعد لِلبدأ بِهذا التدريب على بِناء حائِط قد يحميني من فضول الجنيات و خصوصيتي أكثر من اية شيء أخر.
فأنا بِطبيعتي فتاة تُحِب خصوصيتها و لا تُحِب مُشاركة ما تشعر بِه أو تفكر فيه أبداً. كنتُ و مازلتُ اخشى مِن مشاعري الفائِضة أن تَحوم حَول الجنيات الى أن يَعرِفوا كيفَ أشعر و ماذا يقول جسدي. جميع من تقابلت مَعهُم قد تخطوا الحدود بِمعرفة ما يحدث معي في حالات كالغضب، الحزن، و توتري الشَهير. لِهذا اعجبتني فِكرة ريس عندما اقترح عَليّ تعليمي كيفية إبقاء هالة مَشاعري لِوحدي و خاصة بي، فقط مِن دون تدخل قُدُرات لِتكشفني كَكشف الغِطاء عَنِ البَدَن.


" هل انتِ مُستعِدة؟ " سألني هو بِأبتِسامة مَرسومة على شفتيه التي قد تَحسُدُه الفتيات عليهما.

" نعم. " اجبته بِأختصار.


وقفَ ريس فجأة من على كُرسيه و تحركَ من حَول الطاولة الى أن وصل للكرسي المُرتَكِز أمامي. جلسَ هو عليه بِهدوء يقترب مني قليلاً ثم اعادَ نفسُه يُريح ظهره و يحدق بي بِعيونه المَسحوبة.


" حسناً.......الأن أريدكِ أن تَملكِ عقلاً صافياً مِن دون وجود اية أفكار قَد تُشَتِت من عقلك و تركيزك. "
قال ريس عاقِد الحَواجِب يُريح يَديه على كِلا مَسانِد الكرسي الخشبي.


فعلتُ انا ما طلبه مني حرفياً، اخذتُ نفساً أخر أدخِلُه مِن أنفي، أحبِسُه لِثواني بعدها زرفته من فمي بِقوة.


" و الأن أغلقي عيناكِ و تَخَيلي حائِطاً عِملاقاً زُجاجي من حولكِ في كل الأتِجاهات يَحميكِ. "
قال ريس يتقدم الى الأمام و يَضَع أكواعُه على رُكبَتيه ثُم شابَك يديه بِبعضها أمام وَجهِه كالذي يتحمس لِمُنافَسة حاسِمة.


مِن جديد فعلتُ ما أخبرني بِه، أغلقتُ عَيناي أدَع مِن مُخَيلتي تَتَحكم بي لِتَبني حائِطاً خيالياً شفاف و عِملاق مِن حَولي في كُل الجِهات.


" هل رأيتي الحائِط بعد؟ " سألني هو بِفضول في نبرته.

أومأت له و اجبته
" نعم انا أراه. "

" ممتاز........اريد منكِ أن تتأكدي أنَ الحائِط عازِل و قوي. "

" كيفَ ذلك؟ "

سَمِعتُ ريس يتنهد بِخفة ثم عَمَ الصَمت للِحظة
" يجب عليكِ أن تَدَعي بِما تشعُرين بِه يطفوا الى أن يتلامس مع الحائِط و انا بِنفس الوقت سوفَ أرسِل هالتي إليكِ لكي اتأكد من قوته. "


بدا لي كلامه صَعب جداً، كيف لي أن أجعل مِن هذا الحائِط كل ما أفكر به و في الجِهة الأخرى أفكر بِمشاعري الحالية؟
من المُستَحيل التركيز بِأمران في أنٍ واحِد فأنا ليست لدي القُدرة على فِعل هذا و مع ذلك حاولت.......
حاولتُ السماح بِما اشعر بِه يطفوا كالدُخان من المِدخنة، لكني و بِسرعة خَسِرتُ صورة الحائِط التي في عقلي لِيَختفي كأنَ لا وجود له مِنَ الأساس.


  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن