الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57

54.4K 4.2K 2.7K
                                    

انه يوم جنازة سموها أغاثا........لقد وصلنا البارحة مساءاً لِلمملكة و توجهنا بأسرع ما يمكن للطبيب، لكن جميعنا كُنا نعرف أنَ لا امل لأنقاذها و مع ذلك كان ريس هو من اخذها اليه.......لكونه مازال في صدمة لا يصدق انها غير حية. و فور إعلان الطبيب موتها رسمياً، غادرنا غُرفة الطب مِن دون ريس، لكي يبقى معها و يودعها قبل قدوم هذا اليوم للأعلان عن موتها امام كُل أسليري ثم نبدأ بِجنازتها حتى لا تُفرِز جثتها رائِحة العفونة كما شرح لنا الطبيب.

اننا اليوم نقف في شُرفة القصر المُطِلة على الساحة الكبرى امام المئات من الأسليريين الذينَ قد سُمِح لهم بدخول القصر لكي يودعوا أغاثا لِلمرة الأخيرة قبل دفنها بِجانب قبور العائلة الملكية.

كل كائن يرتدي الأسود للحداد. انا اقف بِجانب ريس الذي لم يلفظ بِحرف منذُ البارحة، لا يتحدث مع احد أو يُبدي اية ردة فعل على كلام احد كأنه أصَم لا يمتلك لِساناً للتكلم أو أذنين ليَسمع بها. كُلما حاول شخص ما التكلم معه، إما يومئ بِرأسه أو يُهمهِم بِصوت منخفض بالكاد يمكنك سماعه.

و معي........لم يتحدث، انا مِن الأصل لم احاول فتح حديث أو حاولت جعله يتكلم، كما اخبرني بيتر، انه يجب أن ادعه و شأنه لفترة حتى على الأقل يستعيد نفسه.....متى تنتهي هذه لفترة؟ لستُ ادري.

بيتر، أدلار و كُل المهمين في القصر يقفون معنا في الشرفة تُطل على معظم الشعب الذينَ يُشاركونا الحزن يبكون بِصمت بِحرقة و باقي الشعب في المدينة ايضاً يشاركون عندما سمعوا عن هذا الخبر المُحزن، لتتغير اجواء المملكة للكأبة كأنَ غيمة سوداء طَلت عليها و لن تذهب إلا بعد أن تتأكد أنَ جميعنا كَئيبين.
و فالكين المسكين......لقد اضطُرِرنا أن نرسله مع خادمته التي يحبها التي لا اذكر اسمها الى المنطقة السرية الخاصة بريس و عائلته، المنطقة نفسها التي اخذني اليها في الماضي. مكانها فوق جبل صغير يُطِل على غابات أسليرا بأكملها و الذي يكون مَبني عليه بيوت بيضاء سرية خاصة.

لقد سأل و تذمر فاكلين كثيراً لكي يرى والدته و نحنُ اقنعناه انها متعبة و سوف تعود مِن اجله قريباً. لم يجرئ احداً على اخباره أنَ والدته لم تَعُد موجودة اساساً، لهذا قررنا ابقاء الأمر سِراً عنه حتى يصبح بالعمر المناسب لأخباره أو رُبما يوماً ما سَنخبره بطريقة مناسبة و ليس الأن فَمازال صغيراً و لن يتحمل.

حركتُ رأسي للأعلى انظر الى وجه ريس الثابت خاليٍ من المشاعر و عيونه الناعِسة، انتبه لتحركات الظلال اسفل قميصه الأسود. عندما حاولتُ لمس ريس البارحة بعدما عاد لغرفته متعباً و لأنني رأيتُ ظلاله تتحرك بسرعة كبيرة على جسده، رفض لمسي و دخل الحمام لا يخرج منه. لم أنَم بِغرفته معه، بَل انصَتُ من جديد لكلام بيتر عن تركه لوحده و عدتُ لغرفتي في طابق الخدم مع أنَ السيدة مورغن اخبرتني انه توجد غرفة جديدة مُعِدى خاصةً مِن اجلي في الطابق الخاص بالضيوف لكي انام فيها إن اردت، لكني رفضت و ذهبت الى غرفتي التي حقاً احبها و اشعر بالأمان فيها.

  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن