الفصل الاربعين CHAPTER 40

61.2K 4K 1.5K
                                    

لقد مرَّ يومين مِن دون رؤية ريس......

عندما ذهبتُ الى غُرَفِه بعد ذلك الأجتماع في المجلس، اخبرني حارس غرفته انه غير موجود، سألته بِتعجب عن مكانه مع أنَ ريس اخبرني أن ألتقي بِه في هذا اليوم إلا انه غير موجود في القصر اصلاً و الحارس رَفض إخباري اين يكون. في اليوم التالي عدتُ و ذهبتُ الى غُرَفِه لأجِد نفس الحارس في مكانه يقف بجانب ابواب غُرَف ريس مع الحارس الأخر و مِثل المرة الأولى مَنَعَني مِن الدخول و اخبرني انه يُريد بعض الراحة و يَرفُض رؤية أحد.
بالطبع لأن الحارس تلقى أوامِر مِن مَلِكِه فَهو سوف يُنصِت و يَمنع دخول أحد حتى لو كنتُ مُساعِدته فلا كلمة لدي على اية حارس شخصي بالملك، لهذا أريتهم كم كنتُ غاضِبة ثم عدتُ أدراجي الى تيلار أتذَمَر لها كم انه ملك أحمق لا يستحق المُساعدة أو التفكير به ابداً.

لقد ظَل في بالي طيلة اليومين أفكِر بِه و القلق يأكلني حية ليلاً و نهاراً حتى في أحلامي قد يزورُني. رُبما هو مُحق في البقاء لِوَحدِه بعض الوقت، لكن ليس لأيام!
لا يجب عليه الضغط على نفسه لوحده من دون السماح لأية أحد بالوجود معه و مساعدته و لو قليلاً. قد أكون فتاة تَجهَل التَكلم بالحَرب و أمور لم أشارِك بِها أو اتعلم عنها في حياتي، لكن يمكنني الوجود كَسنداً أو شخص يَستَمِع مِن دون فتح فمه.

كنتُ أظن انني بدأتُ بالتَعرُف على ريس جيداً في كل مرة أراه فيها و على ما يبدو أنَ ظَني لم يكن في مَحلِه، بَل كنتُ حقاً مُخطِأة. انه كالصندوق بِقفل مُحكَم يَصعُب عليكَ فَتحُه و أكتِشاف ما يوجد بِداخله. غموضه قد بلعني في بِئره، عَميق و الظلام يُغطيه في كل مَكان مِنَ المُستَحيل رؤية ما في قاعه و كيف يبدو. و ها انا هنا في قاعِة التدريب في حلقة القِتال مع أدلار، أجلِس في جِهة على الأرض اخذُ انفاسي بِصعوبة و العَرق يُغطيني في كل مكان و السيف بِجانبي على الأرضية. أما أدلار في الجهة الأخرى بِنفس حالتي.

" تبدين في عالم اخر.........سوفَ أعطيكِ قِرشاً على كُل فِكرة. " قال أدلار يَبتسِم، لكنه أسقَط البسمة عِندما لم أعيد له إياها.

" هل تريدين التكلم عن الأمر؟ فأنا كُلي أذان صاغية. "
أعادَ و اخبرني هذه المرة بِجدية واضِحة على مَلامِحه.

لعقتُ انا شفتاي التي يُغطيها بَعض الدِماء لأن شَفتي السُفلية مَجروحة و بِالكاد بَلعتُ ريقي لِجفافه. أستطيع الشُعور بِجروح سَطحية على أذرُعي و كَدمات مُتَورِمة قد تكون زرقاء و أرجُوانية الألوان على وجهي في أماكِن مُختلِفة لكنني تجاهَلتُهُم و وضعتُ تركيزي على كلام أدلار.

" لا اعلم إن ما يُمكِنني التكلم عن الأمر معك. "
اجبته و أخيراً بعدما أدرتُ ما يُشغِلُني في عَقلي.

" هل هو أمر جدي أو خَطير؟ " سألني هو و في نبرته الأهتِمام.

هَزَزتُ رأسي لا اعلم بِماذا أجيبه هذه المرة لكنني تَنهدتُ ثم لفظتُ الحقيقة
" لا ........ليسَ خطيراً أو بِتلكَ الجدية، فقط.......يُشغل بالي أحياناً و يُشَتِت تركيزي كما رأيتَ في قِتالنا قبل قَليل. "
أشرتُ بيدي على الكدمات على وجهي و شفتي التي تنزِف.

  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن