الفصل الثاني CHAPTER 2

Start from the beginning
                                    

ليس لديه سبب ليكذب علي، بيني و بينه ثقة عمياء، منذ ان كنتُ صغيرة، اعتمد عليه و هو في المقابل ايضاً. بعض الاحيان استطيع ان اعلم ما الذي يُفكر فيه و شعوره عندما انظر لعينيه او حتى عن طريق نبرة صوته عند الكلام. لكني تذكرت عندما ذَكَرت امي الخطر الذي سَيُصيبنا ان خرجت صوفي مرة اخرى. انا اعلم انه لا يعرف....ربما، لكن ما المشكلة في المحاولة و سؤاله عن الامر. ربما لديه معلومة و لو حتى سطحية.

" لقد ذكرت امي شيء غريب عند الشجار مع صوفي." انا قلت.

" ما هو؟ " سأل ابي.

" لقد قالت انه خطير على صوفي و علينا ان خرجت مرة اخرى. ما الذي تعنيه بالخطير؟ "

نظر ابي للنار من خلفي بتمَعُن و قال
" خطير؟ انه دوماً خطير عندما تخرج لوحدها هكذا. فهي فتاة و انه دوماً خطر على الفتيات في قريتنا ان تخرج حتى المساء. "

يبدو انه لم يفهم عليي جيداً. لكن لن اضغط و اسأل المزيد من الاسئلة، يبدو ان لا احد سوف يطعم فضولي . لذلك قررت ان استكشف بنفسي.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انا عندما يبني فضولي نفسه في داخلي، ابدأ بِكسره شيئاً فشيء على طريقتي الخاصة.
اِما بالاسئلة الى ان اتلقى الجواب الذي اريده ( و طبعاً هذا لم يحدث هذه المرة)، او احاول ان اجد الاجوبة بِطرق اخرى. لكني مُحتارة، اختي توقفت عن الذهاب منذ الأسبوع الماضي بعد ان قررت امي ان خروجها من المنزل لوحدها غير مسموح بعد الان، لذلك لا استطيع مراقبها عندما تذهب لاية مكان.

اخي لن يُجب علي في كل مرة اسئله او عندما احاول ان اخذ بعض المعلومات منه بِطريقة غير مباشرة.
صوفي مثل امي تتفاداني في كل مرة احاول. و ها انا هنا عاجزة عن فعل اية شيء.

" ما الذي تفكري فيه؟ " سألتني كانيلا و نحن نجلس على العشب الاصفر في حديقة منزلها الصغيرة.

انها صغيرة لكنها جميلة حتى في الخريف. يوجد شجرة كبيرة في المنتصف تَحجُب الشمس من اية شيء اسفلها، كَبعض الفطر الابيض المُنَقط بالاسود الموجود على جذعها العملاق، و الأعشاب المليئة بالاشواك من حولِها. وضعتُ كفوف يداي الاثنتان على وجهي اخفي غضبي عنها.

" لا اعلم....انا حقاً عاجزة! " انا اخبرتها.

وضعت يدها على ظهري و بدأت بِفركه بحركة دائرية ثم قالت بصوت ناعم
" لا باًس، ربما انه حقاً امر غير مهم. لذلك توقفي عن التفكير به و دعينا نستمتع بِأواخر دفء الشمس، فالشتاء قادم. "

" اعلم هذا، ربما غير مهم، لكن شعور في داخلي يخبرني العكس تماماً. كل مرة احاول ان اتوقف عن التفكير في الامر، اجد نفسي افكر فيه اكثر و اكثر من الاول. "

" يبدو ان الوضع جدي حقاً. "
قالت هي بِتساؤل تنظر للسماء و انا حاولت تصفية ذهني، بالتحديق بالغيوم لأنه توجد القليل من الغيوم اليوم.

  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔Where stories live. Discover now