الفصل الاول CHAPTER 1

ابدأ من البداية
                                    

" هذا لن يحدث صوفي!! توقفي عن المناقشة.... لن اجعلك تذهبي بعد الان " قالت امي.

رفعت صوفي ذِرعيها بِأحباط ثم اجابت بِصراخ
" كيف لكِ ان تأخذي قرار هكذا من دون أية سبب مُقنع؟ و كيف يُسمح له هو ان يذهب و انا لا؟ هذا ليسَ عادلاً "

وضعت امي اصابعها على جسر انفها و كأنها تُخفف الم رأس عن طريق ضغط انفها ثم رفعت رأسها و قالت بعد صمت طويل
" اسمعي جيداً، انا خائفة على سلامتك، لانك تذهبين لوحدك و لا تعودين بِوقت باكر. ذهابُكِ الى هناك وحدك خطير و انا اقلق عليكِ دوماً "

اخذت نفساً عميقاً، بعدها ضَبَطت طريقة وقوفها خلف أريكة ابي المفضلة ثم اكملت بصوت هادىء
" عزيزتي ارجوكِ افهمي انني لا اقول لكِ هذا الكلام لانني اريد ان احرمك من الذي تريدينه، لكنه خَطَر عليكي و على عائِلتـ--"

توقفت فجأة عندما انتبهت انني موجودة، اعيُنها مُتبحلقة و كأنها رأت شبحاً. ادارت صوفي ايضاً رأسها لي و تعابير وجهها مطابقة لِأمي.

ما الذي يحدث لهما؟ لماذا ينظرا الي بهذه الطريقة؟
انا تسألت.

" اوه....تاليا، لقد عدتي بِسرعة! "
قالت امي بعد ان اختفت تعابير الدهشة عن و جهها.

ابتعدتُ عن الحائط، بعدها اجبت
" نعم لقد عدت منذ قليل، ما الذي يحدث؟ "

اعادت امي نظرها لِصوفي و كأنها تتكلم معها بِصمت ثم قالت و هي تمشي بِتِجاهي
" سوف نكمل حديثنا في المرة المقبلة صوفي، و انتي..."

اشارت امي لي بأصبعها ثم اكملت
" اتبعيني الى المطبخ، احتاج مساعدتك "

بعدها اكملت طريقها للمطبخ بسرعة مُتفادية النظر لصوفي.

فتَحتُ فمي كي اسأل صوفي عن سبب المشاجرة بينهما، لكنها رَمَت لي نظرة ثم غادرت الغرفة من دون اية كلمة. رائع، الوضع اصبح اكثر غرابة و اعتقد ان صوفي تَلومني على قدومي و قطع الشجار بينهما.

يا له من يوم عجيب، هل له ان يكون اسوء؟.

اخرجت الهواء من فمي ثم استَدَرت و قررت الذهاب للمطبخ من اجل ان اساعد امي و احاول ان اخرج بعض الاجوبة للاسئلة التي تُحيرُني الان.
عندما دخلت المطبخ، شممت رائحة خشب يحترق و الدخان الذي يخرج منه بدأ بحرق عيناي.

مطبخنا ليس كبير الحجم، لكنه واسع بعض الشيء. فيه طاولة و من حولها اربعة كراسي خشبية قديمة جداً، احد الكراسي يملك بعض المشاكل، لانه يخرج اصوات كل مرة يجلس عليه احد. و حتى اقدامه تتحرك. الشخص الذي يجلس عليه هو انا لانني الاخف بين عائلتي. لذلك ما زلت لم اقع او اكسِره بالكامل في كل مرة اجلس عليه.

و في المنتصف طاولة اكبر، لتقطيع الطعام عليها. و يوجد بعض اللأغراض لا مكان لها. على اليمين يوجد نافذة مربعة الشكل، هي التي تدع ضوء الشمس يدخل للمطبخ و يُضيء المكان بِأكمله. على اليسار خزائن كثيرة، صغيرة و كبيرة مليئة بالتوابل و اغراض المطبخ الازِمة.

اكملتُ طريقي الى امي التي تقف امام المَغسلة، و وقفت بجانبها الايسر. قبل ان افتح فمي، اشارت لي بيدها لِخزنة التوابل و قالت و هي تُنَظف السمكة
" هل لكِ ان تجلبي لي بعض الملح و الفلفل من هناك!"

هززتُ برأسي ثم ذهبت لخزنة التوابل المختلفة ثم عدت لها بالملح و الفلفل.

أخذت امي التوابل من يدي وبدأت بِوضعهم على السمكة التي امامها. رفعتُ جسَدي بِذراعي و جلست على الطاولة بِجانبها و انا أُفَكر كيف لي ان اسألها، بِطريقة اجعلها تجيب من دون لَفٌ و دوران. أخذتُ قطعة من الخس الموجود في طبق دائري مليئ بالخضار المغسولة و الماء يسقط من الخس لِيدي و ينزلق مُكمِلاً طريقه الى كوعي.

قبل ان اسأل اخذت قضمة بعدها قلت لها
" لماذا ليام غاضب؟ هل تشاجر هو ايضاً معكم؟ "

لم تجبني امي بسرعة، انما اخذت وقتها بالعمل على السمكة من دون ان تنطق بكلمة، و كأنني غير موجودة معها.

" لا، لم يتشاجر مع احد "
قالت امي مُختصِرة الاجابة.

ازحتُ نظري لمدخل المطبخ ثم سألت مرة اخرى
" و ماذا عن صوفي؟ "

" ماذا عنها؟ "
سألتني هي.

" اعني، لماذا كنتم تتشاجرو ؟ و لماذا قررتي ان لا تدعيها تخرج مجدداً؟ "

مرة اخرى لم تجبني بسرعة و انما اكتفت بالصمت الطويل، جاعلة من صبري ينفذ.

" امي!! لماذا لا تجيبي؟ هل سألت عن شيء لا يعنيني ؟"
انا قلت بتذمُر.

توقفت هي على تتبيل السمكة، و نظرت لي بِعيون ناعسة، و قالت
" لا ان الامر ليس هكذا، لكنه غير مهم... شجار صغير يحدث كل مرة مع ام و ابنتها. "

اشارت لي بيدها لِدُرج عند اقدامي
" احضري لي صحن من هناك، كي اضع السمكة عليه "

نفختُ الهواء من فمي بِأحباط ثم نزلت من على الطاولة واحضرت الصحن لها. هي لن تجيبني بهذه الحالة، كل مرة تتفادى الاجابة بالكامل. و انا صبري قد نفذ ان لم اتوقف عن السؤال، لن احصل على الشيء منها بِشكل عام. لذلك قررت ان اتكلم مع ابي عندما يعود ربما يعرف عن سبب عدم سماح امي لصوفي بالخروج مرة اخرى، و عن الخطر الذي تكلمت عنه امي.

نعم صحيح!
انا تذكرت.

لماذا قالت امي ان خروج صوفي مرة اخرى خطر عليها و على العائلة؟ ما الذي تفعله صوفي عندما تخرج كل مرة لوحدها؟ انا لم افكر بهذا الامر او لم اسأل صوفي الى اين تذهب في كل مرة تخرج لوحدها من دون مرافقة.
يبدو ان الامر جِدي و ليس مجرد شجار صغير يحدث كل مرة مع ام و ابنتها. فأنا لم أرى شَرارت تخرج من كلامهم عند الشجار هكذا كل مرة. ما الذي يخفيه الجميع عني؟

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

أسحبو الشاشة للأعلى للوصول للفصل التالي
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻

  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن