Part 36

3K 192 107
                                    

تناولني المُمرضة قفّازين بلاستيكيين بعد أن ربطت مئزري الخاص بالعمليات، وكل ما يجول بفِكري هو المرات التي كنت أحضر فيها لحظاته السيّئة التي يكون فيها مريضًا بشدّة وما كان يجعلني أبكي بشدّة حين تبدأ معه حالاتٌ من السعال المستمرّ والذي ينتهي به يبصق الدماء..

تأتي صورته بمُخيلتي في آخر مرةٍ كان مُتعبًا بها


"أنا لست بخيرٍ مع ما يحصل لك الآن!" أنطق بها وأنا آبكي بشدّة


"لا تقلق حبيبي أنا بخير، أنا أصبح أفضل كل يوم" يهمس بها وهو يحاول أن يبتسم بزيفٍ رغبة في زرع الاطمئنان داخلي


"لا تكذب هاري لنذهب للمشفى أرجوك، أنا لا أستطيع رؤيتك هكذا!"


"لن يستطيع فعل أي شيءٍ من أجلي، حالتي ميؤوسٌ منها حبيبي"

لا أريد سماعه أكثر، لا أريد من فكرة الرحيل الأبدي أن تتأصّل داخلي


"ليس الآن" أهمس لنفسي باكيًا


ليس الآن، وأنا ما زلت مُتمسكًا بأملٍ ضعيفٍ في نجاته


ليس الآن، وأنا لم أخُض في عمليتي الأولى بعد، والتي بالطبع ستكون في جسده


عمليتي الأولى والأخيرة


"هاري سنذهب للمشفى الذي أعمل به، سأكون أنا المسؤول عنك" أهمس له وأصابعي تعبث بخصلات شعره التي باتت أطول عن أول لقاءٍ لنا بعد عودته من ألمانيا


"عدني بأنك لن تتركني معهم هناك.. أنا أكره المستشفيات لوي أرجوك لا أريد الذهاب" يتحدث بطفوليةٍ تجعلني أودّ أكل شفتيه


"لن أدعك هناك، سأذهب معك وسأبيت معك أيضًا" أؤكد له بحديثي وآخذ هاتفي لأتصل على مدير المشفى طالبًا تجهيزًا كاملًا لغرفة مخصصة لخطيبي وسأكون أنا المُرافق والطبيب المسؤول عن حالته وأقفل الخط ملتفتًا نحوه


"ما رأيك الآن؟"


"حسنًا" يتمتم مع نفسه


أعلم بأن فترة بقائه الطويلة بالمستشفيات ولدت هذا الكره والرهبة لديه، لكنها فرصتنا الأخيرة

وأدعو في داخلي ألا تخذلني يداي في وقت إجراء عمليته الأخيرة


..


"طبيب لويس هل أنت واثق بشأن دخولك لغرفة العمليات وهذه أول عمليةٍ تقوم بها وحدك دون إعداد أو تجهيز؟"

Not Now - Larry Stylinson.Where stories live. Discover now