Part 32

3K 216 186
                                    

كان من المفترض أن أكون على علمٍ بأنه لم يكن عليّ العودة

لم يكن عليّ العودة والوقوع من أجله وكأنها مرتي الأولى

كان من المفترض أن أكون على علمٍ بأن وقوفنا على خطين متوازيين يعني لا لقاء قد يجمعنا، لا احتضان، ولا لمسات أيادي

لوي لو كان الاعتذار سيُعيدك لاستمررت بالصراخ مُعتذرًا حتى أفقد صوتي وتتقطع حبالي الصوتية

لو كان البكاء سيُعيدك لبكيت عمري كله حتى تبيضّ عيناي..

صغيري أعلم أن رحيلك هذا لا عودة منه، لكن ما ذنبي إن كان مرضي يأخذني مرارًا وتكرارًا بعيدًا عنك

في المرة الأولى التي رأيتك فيها في الحديقة الخارجية لقصر عمي تلاعب أختك، كانت وكأنها الضوء الذي أجبرني على فتح عيناي لرؤية الحياة معك، بل وقلبي أيضًا لأُحبك مرةً أخرى، وعزمت وقتها بأن لا رجعة لي بدون حُبك بالمُقابل..

قُبلتي معكَ في الحديقة خاصتك، كانت أعظم من أن أستطيع وصفه
لكني وللحظة طرأ ببالي صورة الشخص الذي كان من المُفترض أن يكون صديقي المُقرب بمُخيلتي وهو يعترف بحبه لي ولأجل صداقتنا لم أستطع الابتعاد عنه
لكني حزُرت بأنه كان من الممكن أن أبتعد عنك بما أن مشاعرنا كانت في بداياتها

كانت بداياتنا سعيدة وكان من المفترض أن تكون النهايات كذلك، لكننا بلا نهاية..

في اليوم الذي رأيتك مُصابًا على يد والدك فقدت صوابي، كان الجنون يعتليني، لم أرى شيئًا أمامي سوى دماءه تتناثر على الجدران من بين يديّ
كان يستحق هذا
فقد ضرب طفلي وصغيري الذي لا يعلم كيف يُدافع عن نفسه، لا يعلم حتى كيف يضرب !

وفي تلك الليلة كنت قد عزمت أمري بأني لن أعود لأمريكا إلا بك، أنا حتى لم أترك لك المجال في التراجع أو التفكير والتردّد
فقد كان الأمر محسومًا منذ خطر ببالي

وفّرت كلّ سُبل الراحة من أجلك خوفًا من أن تشعر بالغربة بلا أختك حولك

كان من المفترض أن الغربة كانت بقُربي منك

رؤيتك حولي وفي منزلي كانت كالحلم
استيقظت منه مُبتسمًا باكيًا لاستيعابي أنك رحلت عائدًا إلى لندن

كان من الممكن أن يكون يوم زفاف جيما هو من أروع أيام حياتي معك
لكني وكعادتي أُفسد كلّ شيء

ليس وكأنني لست بنادم
لكني كنت سعيدًا أن الأمر كان قد انتهى بيننا في تلك اللحظة

لم أكن أعلم بأني سأُعاني أكثر مما قد أعانيه في محاربتي لمرضي

لا أعلم ما الدي بيدي لأصنعه من أجلك

بل أعلم، لم يكن عليّ شرب الخمر في تلك الليلة لكنّ صديقي أغراني
ليتني علمت أن هذه هي النتيجة

Not Now - Larry Stylinson.Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora