Part 33

3.5K 215 199
                                    

كان من الممكن أن أخبرك بأن تلك كانت نهايتنا؛ لكني لم أجرؤ فقلبي خان جسدي وقبض على نفسه ليجعل منّي ضعيفًا جدًا لدرجة أني أبكي لأنك أمام عينيّ الآن

كل الكلمات التي كنت أخطط على النطق بها حين أرى عيناك اختفت، بل حتى الأحرف التي حفظتها عن ظهر قلب خانتني وتلاشت عن ذاكرتي

كلّ ما كنت أخطط له وكل ما كنت مُقدمًا عليه لم اجرؤ على فعله

عيناك بزرقتها الباردة هي كلّ ما أبكاني

لم تكسر عينك حتى أو ترمش بجفنك

وكأنّ الروح قد غادرت جسدك..

أمِن المُفترض أن تكون فرِحًا بما أنجزت؟

لمَ أشعر وكأن قلبك قد أمسى بلا مشاعر تسكنه؟

أأنا من خلّف ذلك صغيري؟

ألا يُمكنك أن تشكو إليّ ما أنت به؟ ليس وأنا هاري

أعني وكأنني غريبٌ لا تعرف عنه سِوى أنه بشعرٍ أجعد وعينين خضراوتين

يُمكنني أن أكون غريبًا من أجلك فقط لأعلم مالذي تشعر به

سأكون غريبًا كي لا تخجل من البكاء أمام عينيّ لأنك تعلم بأننا غرباء حين نفترق لن نلتقي مُجددًا

مررت بجانبي وكأن عيناك لم تُصادف عيناي

حتى أنك لم تسألني عن سبب مجيئي للمشفى!

أيُعقل بأنك لم تعد تهتمّ بي؟

أكرِهتني أخيرًا؟

ليس وكأنني أجهل سبب البرود الذي يسكن لكني وبكلّ ضعفٍ لم أعترف لنفسي أو لك بأني كنت السبب..

ليس وكأنني أجهل السبب الذي يجعل وسادتك مُبتلةً كلّ ليلةٍ بدموعٍ خلّفها بكاؤك

ليس وكأني لست على علمٍ بأني من تركك
لكنّي الآن أعضّ أصابعي ندمًا، باكيًا وراجيًا عودتك
لتُحييني من جديد

كنت كالميت الذي لا ينتظر من الحياة شيئًا سوى صُدفةٍ تجمعني بعينين وقعتُ من أجلها

"لوي" هتفت بعد رؤيتك متوجهًا متجاهلًا وقوفي أمامك نحو بوابة الخروج

توقفت عن المشي لكنّك لم تلتفت أبدًا

"أيُمكننا التحدث للحظة؟" خرج صوتي أضعف مما كنت أتخيّله

هززت رأسك للجانبين وركضت بعيدًا عنّي

كان قد راودني شعورٌ بأنّ مسامحتك لي بعدما طلبت يدك على الهاتف ستكون الفرصة الأخيرة

كنت أعلم بأنّ لا سماح بعد تلك اللحظة لكنّي لم أصدّق نفسي

بل وتجاهلت الأفكار السوداوية التي غزت رأسي في لحظة، حين رأيتك تتقدّم نحوي على ممرّ مفروشٍ ببتلات وردٍ أبيض كبياض البذلة التي تلتحف جسدك والابتسامة لا تفارق شفتيك، وخديك المحمرّين بشدّة كان ذلك سببًا مُقنعًا لإبعاد تلك الأفكار وترقّب شديد للاتصال بين شفتينا بعد تلاوتنا العهود والوعود اللا متناهية

Not Now - Larry Stylinson.Where stories live. Discover now