Part 34

3.3K 194 115
                                    


"ما الذي تعنيه بقولك؟ لمَ يجب عليك أن ترحل؟" يهمس بعد أن استلقى كلانا على سريره واستقرّ هو بحضني

ما الذي يجب أن يكون مقصدي من "يجب أن أرحل"؟ لا أجد كلماتٍ أخرى قد تصف الرحيل له، على نحوٍ إيجابيّ أعني وأنا أعلم أنه مستحيل..

أوزّع قُبلاتي على رأسه وأنا أدعو داخلي بأنه حتى إن علِم بأني راحل؛ ليبكي على الأقل، حتى أعلم بأنه قد أخرج ما بداخله، حتى لا يؤلمني كتمانه لحزنه بسببي

يرفع رأسه ويحدّق فيّ بدموع تُغرّق عيناه مُنتظرًا إجابة

"أنا مريضٌ لوي، ولن أُشفى.. إن لم أرحل اليوم سأرحل غدًا وإن لم أرحل غدًا سأرحل بعده، أنا ميتٌ لا محالة" تخنقني كلماتي في نهاية الحديث

أنا راحلٌ في النهاية

لن أكذب عليه

ليس في آخر أيامي معه

"لقد وعدتني بأنك لن ترحل أبدًا، أخبرتني بأنك لن تدع يدي تمسك بيدٍ غير يدك، أخبرتني بأنه لن يكون لي دليلٌ في هذه الحياة غيرك، لم سترحل الآن؟ لمَ سترحل ونحن لم نحتفل بعيد ميلادي ولا لمرةٍ واحدةٍ سوية! لمَ سترحل الآن ونحن لم نُ نجهز شجرة رأس السنة التي وعدتني بأننا سنضعها بجانب المدفئة في الليلة التي تسبق يوم الاحتفال؟ لمَ سترحل بعد أن ملأتني وعودًا كاذبةً مكسورة لم أبكي في حياتي لأمرٍ إلا وكانت هي السبب وراءه؟ لمَ سترحل وأنت لم تُلبي لي نداءً ولم تُسمعني غناءً بصوتك التي حظيت به كلّ من حولك عداي؟ لمَ سترحل وكأنّ الرحيل لا يؤثر بك، هو كذلك بالفعل.. لن يُبكيك مثلما يفعل بي، لن يصفعك بالقوة التي صفعني بها، لن ينقبض قلبك كما يفعل خاصتي، لن تتهاوى عيناك رغمًا عنها خالدةً للنوم لأنك قضيت يومين أو ثلاثًا بكاءً بسبب هذا الرحيل! لمَ عليّ أن أكون الضحية خلف قراراتك دائمًا! لمَ سترحل الآن؟ أنا لم أقتصّ منك بعد! لم آخذ حقي، لم أجعلك تبكي بقدر ما بكيت بعد!" يشهق وهو ينزل من السرير ويصرخ بكلماته مبتعدًا عني حتى أخذ زاويةً بالغرفة وانهار بها..

لم أتوقع ردة الفعل هذه
أعني كنت أعلم بأنه سينهار لكن وقع الكلمات كان مُؤلم
كان يعني بأنه قد عاش ما لم يعشه كائن ليوم، بل لدقيقةٍ واحدة

كنت أتمنّى أن يبكي، لكن ليس هكذا

أقترب منها وهو يلتصق بالجدار أكثر "إياك وأن تلمسني، إن كنت راحلًا فارحل الآن" يصرخ بوجهي وهو يضرب يداي اللتان تُحاولان لمسه

"أنا آسف لوي أقسم بأنني آسف، سأعوض.."
"أي تعويضٍ تتحدث عنه أيها المجنون! اذهب وجد لك مصحةً تلمّ بها شتات نفسك، أنا لن أسامحك ما حييت، اذهب وعالج مرضك وحدك لا تعد لي إلا وانت متعافٍ بالكامل حتى أستطيع أخذ حقي منك" يقطع حديثي صارخًا

Not Now - Larry Stylinson.Where stories live. Discover now