Part 9

5.4K 314 74
                                    

"لا تتقوّل مشاعري! أنت لا تستطيع الاعتراف عني لك! ثمّ من الذي أخبرك بأني أغار عليك؟ ومن من؟ من سارة؟ من هي سارة بحق الإله أنا لا أعرف أحدًا بهذا الاسم! ثم كيف لي أن أغار وأنا لا أحبك أصلًا؟ وإن كان بشأن الغد فأنا قد غيرت رأيي أود الجلوس في المنزل وحدي شكرًا لك على الأسبوعين المثاليين الذين قضيناهما معًا" أنفجر بكل قوتي وأنا أبكي

كم كنت حزينًا لقولي هذا

أشعر أن ما تفوهت به آلمني أكثر منه

ثم إنه لم ينطق بكلمةٍ واحدة
بل استمر بالتحديق فيّ
وكأنه ينتظر مني إكمال حديثي

"هل انتهيت؟" كنت أعلم أنه كان ينتظر انتهائي من حديثي

"لا .. أعني نعم" أتوتر بشدة فأنا لم أتوقع بأنه سيسخر مني

هو حتى يحدق فيّ بنظراتٍ لم أعهدها
أظنه غاضب؟ حزين ربما
لكنه يستحق

أنا لا أحبه
أعني أنا أحبه
لكني لن أسمح له بكسري
لن أعترف له ..

"إذًا إلى اللقاء، اتصل بي إن عدت لفكرة الخروج" وأخذ طريقه عودةً لسيارته ورحل
بكل بساطة
وبكلّ هدوءٍ لم أكن أتوقعه حتى

أكنت أتمنى أن يترجاني؟ وأن يينزل على ركبتيه ويطلب مسامحتي أو حتى قبول حبه على الأقل؟ بالطبع لا

أنا لا أتوقع شيئًا من هذا الرجل

لن أتوقع أبدًا

-------------------------------------

في عيد ميلادي العشرين أهداني كتابًا كان قصةً تحكي حب مريضيّ سرطان يموت أحدهما فيلحقه الآخر في يوم عزائه.

تلك القصّة هي الشيء الوحيد العالق في ذاكرتي منذ اللحظة التي أخبرني في عن مرضه..

في الحقيقة علمت عن مرضِه بعد وقوعي في حبه أي منذ فترةٍ طويلة

ولكن كم علمت من الطبيب وقتها بأنه كان في أول مراحل المرض وأنه ليس ورمًا خبيثًا حتى! أي ليس بسرطان

كلّ هذا كان في ستّ سنواتٍ عشت فيها على كذبةٍ وكوابيس تصور رحيله لم أعلم أنها ستتحقق يومًا

أهمل مرضه رغم ترجيّ المستمر وبكائي الذي لم ينقطع..

وأتت تلك الليلة التي أتى بها وصدمني قائلًا "أنا ذاهبٌ لألمانيا لتلقي العلاج، خمسة أشهر وأتمنى أن تكون قد نسيتني بعدها."

في الحقيقة هو لم يعلم بأن تلك الأشهر لم تنسِني إياه
بل أوقعتني به أكثر
أعمق
وعالقًا داخله حيث لا مجال للتسلق أو حتى تلقّي مساعدات

تلك الخمسة أشهر لم تكن إلا لأعاني بحبي له أكثر، فوعده الذي أخلف به قد جعل منّي أحمقًا غبيًا قد صدّقه بسهولة رغم كذبه الذي لا يتوب عنه، ينتظر مكالمات أو حتى رسائل تُطمئن قلبه وتُهدئ روحه..

Not Now - Larry Stylinson.Where stories live. Discover now