Part 15

4.3K 255 77
                                    

شتّان ما بين المشاعر التي كنت أحملها تجاهه، ومشاعري الآن

لا أقصد بهذا أنها تضاءلت!

بل أنها لم تكن تتغيّر إلا لتصبح أكثر، أكثر وأعمق

الوقوع من أجل هاري لا يكون سوى مخاطرةٍ، تبدؤها ب"لن أعود إلا وقلبك بين يدي" وتنتهي بتطبيق كلامه حرفيًا..

لا أندم على ما فعلته من أجله، لا أندم على تصديقي لكلامه، ومشاعره

فأنا بالفعل أصدق كلّ ما يُقال لي وإن قلت أني أصدق أغلبه؛ فأنا بالطبع لن أكذب هاري!

إني فقط أتساءل..

ما كان سبب هذا الكذب؟

ما كلن سبب هذا التمثيل؟ ما كان سبب إخراجه لهذه المسرحية؟

البكاء؟
ظننت أنه انتهى بيوم رحيله لكنه لم يكن يرحل إلا ليعود في يومٍ يليه بمضاعفات..

الدموع؟
لم تكن لتنتهي!

وفي النهاية،
حياتي التعيسة برحيله والأتعس بوجوده الذي كعدمه؛ أتمنى لو تنتهي

والنهاية التي اتحدث عنها لم أجد نهايةً لها حتّى

بعد قُبلته تلك

أصبحت كغراء الخشب في قطعة أثاث

بالضبط!

غراء الخشب المتعدد الاستخدامات، وقطعة أثاثي التي لا تكفّ عن برودها؛ وكأنها أخذت دور الجماد حرفيًا

الحديقة التي أولاني عليها
كنت أذهب كل صباحٍ للاعتناء بها في غيابه عن المنزل

الست سنوات التي عانيت فيها بسببه؛ كانت تلك الحديقة، الشيء الوحيد الذي يربّت على قلبي ويخفّف عنه تلك الوحدة

قضيت ذلك اليوم كله في الحديقة، اخذت احوم بها وأتعرف على كل زهرةٍ بها
حتى الأشجار لك اتركها بحالها

وبطريقةٍ لا أعلمها أنا كنت أسقي كلّ ما كان في الحديقة بأدمعي..

في قبلته تلك اللحظة، جاريته
بادلته؛ لأريه أني واقعٌ من أجله

لكنه لم يعلم!

ظنّ ردة فعلي ما كانت إلا شفقةً به
لكني كنت أعنيها !

كنت أتمنى تقبيله
كنت أتمنى هذا الاندماج الذي حصل بينا شفاهنا

فصل القبلة وفتح عينيه ببطءٍ شديد مخدرًا من النشوة
وكذلك أنا

تلاقت زرقاوتيّ خضراوتيه

شعرت بدموعٍ في أطراف عينيّ

بالطبع لم تكن حزنًا!

كنت فرحًا ظانًا بأنه علِم عن مشاعري أخيرًا.

"آسف لم أقصد تقبيلك" قالها وابتعد بسرعة

Not Now - Larry Stylinson.Where stories live. Discover now