Part 5

7.1K 372 59
                                    

أمضيت الليلة الفائتة بالتفكير بما قاله. أعني كيف له أن يكون واثقًا هكذا؟
أشعر بالخوف يدبّ في قلبي ويسيطر على جسدي؛ لا أخاف من شيءٍ بقدر خوفي من الوقوع في الحب.
لكنّي وقعت بالنهاية. وقعت ولم استطع الوقوف مجددًا
كنت ضعيفًا جدًا على مواجهة الحياة من بعده.

اليوم، أنا مدعوٌ لمنزله أو لقصره، أيًا كان. أخبرني بالأمس أن والدته تودّ رؤيتي فقد مرّ زمنٌ منذُ آخر مرةٍ التقينا بها 'أعني والدته بالطبع، فأنا كنت قد رأيته بالأمس. بعد وعوده التي قطعها، أخبرني بأنه سيرحل الآن ويودّ مني المجيء لمنزله غدًا، يعني بها اليوم'
أخذت أحدق في الغرفة التي تجمع ملابسي وأحذيتي لا أعلم ما الذي علي ارتادؤه.
أسيكون لقاءً رسميًا؟ أم أنه كلقاء صديقٍ بصديقه في أحد المراكز التجارية؟
الغريب في الموضوع أني لازلت عازمًا على الرحيل بعد كل هذا الخوف الذي زرعه داخلي بوعوده.

"هاري؟ أنا لوي" بعد رنة واحدة.
"أعلم صغيري.. هل انت مستعد؟ أخبرت والدك بأني سآتي لاصطحابك"
'لمَ عليه أن ينطق بصغيري في كل مرةٍ يُحادثني بها؟ اللعنة لم يخبرني والدي!!'
"نعم.. أعني لا لست مستعدًا بعد فأنا محتار إن كان اللقاء رسميًا أو لا ما الذي عليه ارتداؤه؟ "
"أوه صغيري تستطيع ارتداء ما يريحك"
'صغيري مرةً أخرى'
"هل لك أن تتوقف عن قول صغيري؟ "
"لمَ!" المفاجأة في صوته واضحة.
"لا أعلم، أشعر وكأنها مرتبطة بذكرياتٍ لا أود تذكرها"
"كما تريد"
'خيبةٌ عظيمة تسكنه. أشعر بذلك'
"متى ستأتي؟"
"الخامسة سأكون عندك إن كان مناسبًا ، منزلي بعيد وقد يستغرق ساعة ونصف إلى ساعتين لنصل مع ازدحام الطرق"
"إذًا انتظرك"
'ساعةٌ واحدة وأنا لم أغسل وجهي حتى بعد استيقاظي'
اركض للحمام، آخذ دشًا سريعًا وأخرج عاريًا كم هي عادتي بعد الاستحمام.
بنطال ضيقٌ أسود وقميص بلا أكمام أسود. أتمنى لو يفهمون معنى أن الأسود هو ما يعطي الملابس فخامتها! أظن أن لا أحد يعشق الأسود كما أفعل.
جففت شعري وحاولت رفعه للأعلى ثم أعدته للأسفل.. لم أنا متوترٌ هكذا؟ ليس وكأنه موعد!
أنظر للساعة، تبقى خمسة دقائق على موعد مجيئه، خللت شعري بأصابعي ونثرته عشوائيًا ونزلت راكضًا للأسفل وأصرخ لأبي قائلًا "أبي أنا ذاهب، قبّل لوسي إذا عادت، لا أعلم متى سأعود لكني لن أتأخر" كل هذا كان بنفسٍ واحد.
أرتديت حذائي وفتحت الباب وإذا بهواء لندن يصفعني بقوة! الحو باردٌ جدًا وما أرتديه لا يساعد أبدًا.
'فات الأوان فها أنا أشاهد ذا الخضراوتين يتقدم بسيارته الرياضية الحمراء، إنها سيارة لم أحلم بلمسها حتى فكيف بركوبها'
"لوي ما الذي ترتديه هل أنت مجنون!!" صوت غاضب قلق.
"لا لست مجنونًا لكني لم أعلم بأن الجو سيكون باردًا هكذا!"
"ألا تشاهد الأخبار لوي! هناك عاصفةٌ قادمة و.." يقطع كلامه صوت أبي العالي من خلفي بعد فتحه للباب بقوله "لوي أرتديت شيئًا يدفئك؟ "
'محاصرٌ من الجهتين'
"سأذهب لأحضر معطفًا انتظرني قليلًا" قلتها لهاري وأستدرت عائدًا للمنزل
أصعد الدرج وأخذ كل درجتين بخطوة، 'معطفٌ جلدي يفي بالغرض'
وأرجع للأسفل وأجد أبي متكئًا على إطار الباب الخارجي يتحدث مع هاري
"ها قد عدت" صرخت بها، لا أحد منهم انتبه على عودتي فكان هذا هو الحل.
'هاري يضحك'
'يا إلهي أهو ملاك؟ '
"هيا بنا لوي" أيقظني صوته الهادئ من تحديقي به
"هيا"
والتفت لأبي "إلى اللقاء أبي"
فتح لي باب السيارة منتظرًا مني ركوبها، وربط لي حزام الأمان بعد تثبيته جيدًا.
'هل أنا طفل؟ '
صعد من جهة السائق وشغل محرك سيارته بعد ربط حزام الأمان
"كيف حالك لو؟" بعد صمتٍ استمر لعشر دقائق كانت مليئة بصوت موسيقى حزينة تنبعث من مشغل الموسيقى بسيارته.
'قلبي ينبض لاسمي من شفتيه'
"بخير، وانت" صوتي مرتجف، لا أدري أهو بسبب الجو بالخارج أم بسبب قربه أم بسبب رائحة عطره التي تنتشر في هذه السيارة والتي تشبعت رئتيّ منها..
"لم أنم الليلة الفائتة لوي شوقًا لرؤيتك! لا تعلم كم انتظرك!"
'فراشات بطني هل من توقفٍ عن الحركة لدقيقة فقط؟ دعيني أركز بما يقوله هذا الملاك الذي بجانبي'
"حسنًا.. أنا ل لا أعلم" أتلعثم
"ليس عليك أن تعلم حبيبي، المهم أنك هنا الآن" يبتسم لي بصدق
'هل قلت قبلًا أني أود تقبيل غمازته؟' وجهي يحمرّ بشدّة من كلامه. لم أكن أعلم أني خجولٌ هكذا!
يمدّ يده ويضعها بخفةٍ على خدي، أرجع للخلف كردة فعل بلا سبب
"وجهك متعب، هل أنت متأكدٌ بأنك بخير؟"
"أنا لم أتناول الإفطار هذا هو السبب"
"لوي! من المفترض أنك تناولت وجبة الغداء أيضًا!!" يكمل بحدة "لمَ أنت مهملٌ هكذا!"
'دموعي بدأت بالتشكل لم أتعود على هذه الحدة منه'
'لم أتعود؟ ما الذي أقوله! لا يجب علي التعود على أي شيءٍ منه!'
"لا دخل لك!" أجيب ببرود حابسًا أدمعي
"لوي لا تغضبني" يقولها بنفس الحدة
"لا دخل لك هاري! إن كنت ستتدخل بأكلي ونومي وكل شيءٍ يخصني أعدني لمنزلي الآن" سقطت تلك الغبيات من عينيّ، التفت وأسندت رأسي على النافذة، أكره أن يراني أحدٌ وأنا أبكي
تتوقف السيارة فجأة!
"أنا آسف صغيري" يهمس بها وهو يحتضن يدي بخفةٍ بين يديه ويكمل حين التفتّ كي أراه "أقسم لك أني آسف لم أكن أقصد التكلم معك هكذا لم أكن أقصد إنزال دموعك! إن دموعك آخر شيءٌ قد أودّ أن أراه! عينيك بها جميلة لكني بالطبع لا أحبها إن كانت سببي!" ينهي جملته بقهقهةٍ خفيفة بعد أن رأى وجهي المتفاجئ بسبب حديثه عن عينيّ.
قبّل خدّي وابتسمت بخجل "سنتوقف عند أي مطعم نتناول الغداء ونكمل طريقنا حسنًا صغيري اللطيف؟"
أومئت بابتسامة صغيرة وأنا أشعر بأن وجهي يحترق من الخجل.
'لم عليه أن يخجلني دائمًا؟'

أخبرني بأن شكل عيناي غارقةً بالدموع جميلة، لكنه لم يحبها لأنها كانت بسببه.
ما الذي يحدث الآن إذًا؟ الدموع تغرق عيناي كل صباحٍ ومساءٍ أقضيه بدونك حبيبي الراحل..

Not Now - Larry Stylinson.Where stories live. Discover now