البارت المئه وسبعه

635 43 8
                                    

تنهد فيصل وهو يفرك الأعشاب بين يدينه ونطق بتردد: ليه لابسه لثمتك مو أول مره نشوفك
كان فيصل متردد ينطق شي بهالموضوع بس اشتاق! ، هزت كيان راسها بنفي وهي تتأمل ألي قاعد يسويه: يوم كنت كنان هذا الكلام بس الحين ما يحق لك تشوفني بدون لثمه!
بلع ريقه بضيق وهز راسه بتفهم ونطق بعد دقايق صمت: أنتي ألي كتبتي على جدار الكوخ؟
رفعت كيان حاجبها وهزت راسها بأيجاب : ايه كنت أهوجس لا أكثر
رفع فيصل راسه مو مقتنع: وش تقصدين فيها؟
هزت كيان راسها بنفي وقامت من مكانها: ما أقصد فيها شي!
قام فيصل بدون وعي أول ما شافها قامت ووقف مكانه أول ما التفتت له بأستغراب: ليه قمت!
رفع فيصل حاجبه وهز راسه لنفي: لا ولا شي !
مشت كيان عنه بعد ما تأكدت أنه حط العشبه عالجرح ، مو فاهمه سبب جلوسها من الأساس والسبب ألي خلاها تسمع كلامه وتجلس! أما فيصل عجز أنه ينزل عيونه عنها وهي ماشيه عنه!
رفع حاجبه بأستغراب وهو يشوفها تمشي عكس طريق بيت الجد صالح!
سحب شماغه من على الصخره بحركه سريعه وبدأ يلحقها بهدوء عشان ما تحس فيه ! شي في داخله يوسوس له أنها بتروح من يده بس كيف وشلون ما يدري!
وقف ورا وحده من السيارت وزفر براحه أول ما شاف البيت ألي دخلته كيان وألي كان متزين بالأنوار والأطفال حول البيت وألي خلاه يدري أن هالبيت فيه عروس والقهوه ما كان بمحله، بلع ريقه براحه والتفت على طريقه وصار يمشي بخطوات تعكس مشاعره المرتاحه بشكل غير مفهوم! صار ينط بنص الطريق ويهوجس مع نفسه وكأنه مجنون من زود الفرحه ألي بجوفه!
رفع واحد من الماره حاجبه وهو يتعوذ من أبليس وهو يشوف فيصل ماشي من جنبه ونطق: تعوذ من أبليس يا رجال لا تنجن!
أبتسم فيصل بأحراج وهز راسه بتفهم وبدأ يركض بسرعه راجع للبيت  قبل ما يناديه أحد بالجنون
عند كيان ألي دخلت بتوتر وتسمرت مكانها أول ما شافت أمها قبالها ، قربت منها ريم وهمست بغضب: وينك؟ من أول أسأل عنك يقولون محد شافك!
رفعت كيان حواجبها وردت بأنكار: مارحت مكان! جلست فالحوش شوي انكتمت من الزحمه!
تنهدت ريم بضيق والتفتت عالحرمه ألي كانت واقفه وراها وهمست بأحراج: كيف حالك يا ريم! أخيرا شفناك!
أبتسمت لها ريم بمجامله: الحمدلله بخير ونعمه
التفتت على كيان ألي كانت واقفه ورا أمها وكملت: هذي بنتك؟ أول مره اشوفها ماشاء الله تبارك الله!
هزت ريم راسها بأيجاب وقدمت كيان جنبها: أيه بنتي كيان
أبتسمت كيان بأحراج وكملت الحرمه: أجل خلينا نشوفكم بين فتره وفتره لا تقطعينا!
رفعت ريم حواجبها : أفا عليك شدعوه! أكيد إن شاء الله
همست كيان لأمها بعد ما قفت عنهم: خلينا نرجع خلاص! انزفت العروس وش مقعدنا بعد!
تنهدت ريم : تضحكين علي؟ ماهو أنا من أول اسأل عنك عشان نروح!
رفعت كيان حواجبها بأدراك وهزت راسها بتفهم: أجل بنتظرك برا ألين تلبسين
طلعت كيان وهي ماسكه على صدرها وتمتم براحه: ياربي لك الحمد! كنت بروح وطي لو درت وين رحت!
....
فالمستشفى في واحد من الأسياب الطويله والهاديه دخل وليد غرفه خليل بعد ما تأكد أن أم خليل طلعت وهمس وهو يتلفت حوله يتأكد أن الكل راح: أمك مشت؟
هز خليل راسه بصعوبه: بالقوه اقنعتها وترجع لي الصبح
ابتسم وليد وهو يسحب كرسي ويجلس جنب خليل: كويس إذا ما داهمتك من فجر الله
ضحك خليل ومسك صدره بألم: تكفى لا تضحكني!
قرب وليد من خليل وألي اربكته نظراته الجديه: دامك مصحصح احتاج تبرير!
رفع خليل حاجبه بعدم فهم والمدام ألي جته فجأع: وش تهبد انت!
رفع وليد حاجبه: جاد أنا ما أمزح معك!
هز خليل راسه بتفهم: ايه ادري انك جاد بس وش تتكلم عنه!
بلع وليد ريقه ونطق بتردد: أقصد ملاذ
التفت خليل بسرعه على وليد ووسع عيونه: وش تقصد! وش جاب طاريه! أقصد من ملاذ ذي!
رفع وليد حاجبه بعدم اقتناع: تضحك على من! رتب جملتك أول بعدها اهرج!
زفر خليل وسند راسه على السرير ونطق بعد تفكير دام دقايق: وش جاب الطاري!
وسع وليد عيونه بعدم فهم: انت ألي فتحت الطاري مو أنا!
عقد خليل حواجبه وعدل جلسته: شلون فتحته!
تنهد وليد وهو عاجز يفهم هل خليل يستغبي ولا منجد مو متذكر شي! عدل جلسته وكمل: مو متذكر شي من ألي صار يوم اصابتك؟
سرح خليل بنظره بين جدران الغرفه وهو يحاول يتذكر وش ألي صار ووسع عيونه فجأه والتفت على وليد: سألتك بالله انا قلتها؟
اكتفى وليد أنه يناظر له بجديه وكمل خليل: تكفى لحد يدري وخلها بيني وبينك!
رفع وليد حاجبه بعدم رضا: انت مستوعب كمية القلق ألي رميتها علي؟ وانا كل يوم اجيك اتطمن عليك وادعي تطلع سليم بسبب ألي قلته؟
رفع خليل كفوفه وحاوط وجهه يحاول يسيطر على نفسه وكمل وليد: حتى جدتي وديتها عند عمي فالمدينه عشان ادور صرفه للبلا ألي حطيتني فيه! وش بينك وبينها !
التفت له خليل بصدمه: وش تقصد ! والله ما عمري لمستها أو لمحتها حتى!
رفع وليد حاجبه بعدم تصديق: كل ذا ولا قد شفتها حتى! أجل لو شفتها ! خلك صادق معي محد هنا غيرنا!
زفر خليل ونطق بضيق: هات المصحف احلف لك فيه الحين دام انك مو مصدق!
عقد وليد حواجبه بشك: أجل ليه وصيتني عليها؟ ليه خفت أحد ياخذها غيرك دام أن ما بينكم شي!!
رفع خليل حواجبه ونطق بقلة حيله: والله ما بيني وبينها شي! جعل هاليوم أخر أيامي إن كنت كذاب! وإن كان عألي قلته والله أنه من حبي لها! " نطقها خليل بخجل وكمل" والله ما كنت قاصد شي بس..
قاطعه وليد : بس وش! عيب عليك هذي اعراض الناس!
سحب خليل مفرشه وهو يغطي وجهه يحاول يمسك نفسه قبل ما ينفجر: والله ما عمري ضريتها ولا جيتها ولا حتى لمحتها!" نزل المفرش والتفت على وليد وعيونه غرقانه بدمعها" انت شايف أن لي نصيب معها؟ انت شايف لي فرصه؟ انت تتوقع لو كان لي حيله كنت قلت لك ألي قلته؟ اكيد لا! كنت احذت عفشي وجاهتي ورحت لبيت ابوها بس مالي حيله! ما خلى لي أبوي ولا خلت لي أمي سمعه امشي فيها بين الناس! انت لو معك اخت بترضى تعطيني اياها؟؟! "زم وليد شفته وكمل" ايه بالضبط! هذي هي التعبير ألي كنت خايف منها ولا أبي أشوفها في وجه أبوها! ايه انا معي أم وأب بس مثلي مثل اليتيم ألي ماله عزوه! انت يتيم! بس وراك اعمامك واخوالك والكل ينشد فيك ما عندك من يدفن خشمك تحت التراب! اخترتك لأني داري أن محد بيداريها مثلي كثرك! ادري انك تبيها وانتظرها تكبر اكثر عشان تاخذها ترا ادريي!!
تنهد وليد وهز راسه بتفهم وتمسك فكتوف خليل وهو يحاول يعدل جلسته بعد ما تفاعل بالكلام: صل على رسول الله هدي!
رفع خليل يده ومسح دمعته بأهمال قبل ما يلحظها وليد وكمل: خلني لوحدي لو سمحت!
وسع وليد عيونه وعدل وقفته: وش تهبد يا ولد بنام عندك اليوم! وبسوي نفسي ما سمعت ألي قلته وألي هرجت فيه
تجاهله خليل والتفت عنه وعطاه ظهره بعد ما تلحف بمفرشه: أقعد وين ما تبي بس خلني في حالي
زم وليد شفته وشعور الذنب ياكل جوفه! ماكان يقصد ألي سواه بس ما صدق خليل يقوم عشان يرمي هالحمل من صدره! ما توقع أن خليل بتأثر بسبب كلامه وينام متضايق بسببه! شلون وهو ألي كان متحري متى يجي اليوم ألي يشوف فيه خليل صاحي ويياكل ويمشي زي زمان! بس ما كذب خليل بأخر كلمتين قالها بس شلون عرف! هو متأكد أن حنى جدته ما قد صارحها برغبته هذي واكتفى فيها لنفسه!
تنهد بضيق وانسدح على السرير ألي كان على يسار سرير خليل وتحلف وجلس يراقب حركات خليل بذنب وهو معطيه ظهره
___________________________
تأخرت بارتات هالدفعه لكن اتمنى تكون عند حسن ظنكم كالعاده 💕
اتمنى ما تحرموني من دعمكم اللطيف وكومنتاتكم الملهمه🥺💕

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن