البارت الخامس والثلاثون

1.1K 37 9
                                    


عدل جلسته بسرعه وهو يشوف ظبيه داخله عليه الطاحون وبالقوة شايله كيس الحبوب وحطته على ارضية الطاحون ونطقت بتعب: لو سمحت يا أخوي أطحنهم لي
عقد ليث حواجبه وهو يتقدم لها ويسحب كيس الحبوب منها: الله يسامحك لو قلتي لي أنزلهم لك وانا نازل من البيت !
عظت طرف شفتها ووقفت بطرف الطاحون: نسيت
كان ردها مختصر مره عكس الي توقعه ليث لكن تجاهل الموضوع وكمل يطحن لها الحبوب ، التفت على ظبيه وهي تحاول تهمس بخجل: ممكن ما تقول لأخوي أني نزلت اطحن الحبوب؟
نطق ليث بأستغراب: وش صار معك!
ظبيه: بس لا تقول له وخلاص
هز راسه بإيجاب وطول هالوقت كان يتفادى النظر لها لكن لفته حركت رجولها العفويه وهي تنتظر الحبوب تنطحن، أبتسم وسحب كيف الطحين وحطه قدامها ورجع مكانه: انتبهي وانتي راجعه الجبل
تجاهلته ظبيه وحملت الكيس فوق راسها وطلعت من الطاحون، أبتسم ليث من حركتها وعدل جلسته ينتظر زبونه الثاني ، التفت على الي جالس جنبه وتكلم بفضول: عواد راعي الغنم الي فالجبل عرفته؟
هز الرجال راسه بإيجاب : وش فيه؟
ليث: ما يحتك بأهل الديره واجد؟ أشوفه معتزل فالجبل ما ينزل إلا نادر!
عدل الرجال جلسته وهو يتسند: مو مره نشوفه لكن إذا نزل الديره الكل يحتفي فيه لأن أخلاقه وسمعته كويسه
هز ليث رأسه بتفهم ومشى عالطاحون بعد ما دخلت حرمه كبيره بالسن تطلب منه يطحن لها حبوبها
...
عند كنان ألي رفعت ثوبها على خصرها بعد ما جمعت المنجا وتمشي بخطوات ثقيله بسببها ، قرب منها فيصل ومعه عزبته ونازل من الوادي وصادفها وهي ماشيه وحط عزبته قدامها وهو يفتحها : حط نصهم هنا والباقي ناخذ كيس من الدكان واحنا نازلين ونحطهم فيه
مدت كنان يدها فثوبها وبدأت تطلع حبات المنجا وترصهم فالاماكن الفاضيه داخل العزبه وسكرت عليهم : زين منك فايده
أبتسم فيصل وهو يرفع العزبه ويكمل طريقه وهي ماشيه جنبه: وش توحمت فيك أمك؟
هزت كنان راسها بنفي: مدري مافكرت اسألها
نطق فيصل بحماس: توحمت أمي بالريحان أول ما حملت فيني
رفعت كنان حواجبها ببرود: وش المطلوب طيب؟
عقد فيصل حواجبه بأستغراب: ذكرني مره ثانيه ما افتح معك سالفه
مدت كنان خطواتها عشان تتخطاه: من زين سوالفك عاد روح دور بقره تلحسك
رفع فيصل حواجبه بدهشه وده يصفقها لكن مو قادر لأن العزبه ثقيله عليه!
تقدم هزاع وخليل من فيصل : من فيكم يحتاج مساعده
مد فيصل عزبته لهم بتعب : شيلوه عني والله انها تقيله وخلو ذاك الجربوع يمشي لوحده
أبتسم خليل وهو يمسك طرف العزبه وهزاع بالطرف الثاني: تهاوشتوا مره ثانيه؟
فيصل: لا راح قبل ما اتهاوش معه
هزاع: خلكم كذا ألين أروح بعدها خذوا راحتكم
قلب فيصل عيونه: كلامك ذا قوله وهو موجود ما تشوف شلون شايف نفسه
نزل خليل العزبه بملل: بتسكت ولا أخلي العزبه لك واروح؟
زم فيصل شفايفه من ردة فعل خليل وكمل الطريق وهو ساكت ، تجمعوا العيال حول السياره وبدأو يرتبون الأغراض فالصندوق ، نفظ خليل كفوفه وهو يأشر لأويس ينتظر: أصبر ثواني وأجيكم
راح ركض داخل البيت وطلع وبيده العود وطبله وحطهم جنب الأغراض فالصندوق
أبتسم مازن بحماس: الليله طربب
قربت كنان من أويس وبهمس: تكفى مابي اركب الصندوق
ركب السياره وهو يشدها من كتفها عشان تركب جنبه والتفت عالعيال: أركبوا يالله وأحد فيكم يجي جنبنا والباقي فالصندوق
ركب خليل الصندوق بسرعه وهو يسند ظهره عالطبل: بقعد هنا مع عيالي
ركب فيصل جنبه ومازن وهزاع أما وليد ركب جنب كنان وأويس فالخانه ، ميل وليد راسه من دريشه السياره: نحرك؟
نطقوا العيال بصوت واحد " حرك حرك " وحرك أويس السياره ومشى الطرق برا الديره
...
دخل أبو ليث الغرفه بعد ما تغدى في بيت الشيخ رعد وكانت أم ليث منسدح ونايمه في زاويه الغرفه ، قرب منها ومد رجله وصار يضربها على ظهرها، فزت أم ليث بخوف وهي تتلفت يمين يسار وتمسح مكان الضربه بكف يدها بألم: وش صاير !!
أبو ليث: قومي شوفي لك شغله بلا كسل  ثقل دم
مسحت أم ليث وجهها بكفوف يدها تحاول تي الروعه الي جتها بسببه وعدلت طرحتها وقامت عنه
عدل جلسته وهو يمد رجوله ونطق بنبره عاليه : يا بنتت " سكت شوي وكمل" رحمه يا بنت الكلبههه
فزت رحمه ألي كانت فالمطبخ وقامت مسحت كفوف يدها بشكل عشوائي بطرف ملابسها وراحت له وجسمها يرتعش من الخوف : سم يبه
نزل عيونه وهو يأشر على رجوله: تعالي مسدي رجولي
قربت منه وكل خليه بجسمها ترتعش من الخوف وهي تحاول تنفذ لأبوها طلبه
مد رجله ودفها بقوه على الأرض ونطق بحده : وش بلاهم يدينك؟!! مسدي زي الخلق والناس
شهقت رحمه بألم وعدلت جلستها بسرعه وهي تستجمع قوتها وشجاعتها عشان ما يمد يده عليها
...
وقف أويس السياره على أطراف الديره وبدأوا العيال ينزلون ويفرشون الفرش وينزلون الأغراض ويرتبون الجلسه بكل حماس ، جلسوا العيال والتفت وليد على كنان : يالله يا شطور روح جيب الحطب
عقدت كنان حواجبها : من وين اجيبهم!!
تنهد أويس بملل: منجدك تطلب شي من كنان ذا المحبوس؟ أطلب منه يطبخ أو يشب النار أو ينظف لك الجلسه غيره ما يقدر
وقف فيصل وهو يسحب كنان من ذراعها : قوم انا بعلمك شلون تجمع الحطب
ضحك خليل وهو يرتب العزبه عن فيصل: تحسسني مدري وش بتجيبون على هالجديه كلها
أشر مازن لخليل بمعنى أسكت عشان ما تتحسس كنان كالعاده وتخرب عليهم الجلسه بزعلها
وليد: أجل روحوا الأثنين جمعوا الحطب وتعالوا
مشى فيصل عنهم وهو يسحب كنان من يدها وهي الي تقاوم وتحاول تبعد عنه بس مو قادره ، تنهدت بضيق أول ما وقف وسحبت يدها بسرعه: الله يضيق عليك مثل ما ضيقت علي !! وش بلاكك يا رجال!
رفع فيصل حواجبه ببرائه: وش سويت! عشان فكرت اعلمك علوم الحطب؟
مشى عنها وسحب عود حطب طويل وحطه تحت رجله والتفت على كنان : شوف شلون الواحد يكسره
شد رجله عالعود وكسره ومده لكنان: أنا بكسرها وانت جمعهم
نطقت بملل وهي تجمع الحطب من وراه: وش صار على محبوبة القلب
تيبس فيصل بمكانه أول ما طرت في باله وأبتسم بخفه وهو يمثل عدم الأهتمام: عند أمها وأبوها وش دراني أنا!
رفعت كنان نظرها عليه: مو قلت بتدور عليها ومدري ايش ولا اشوفك استسلمت!
تنهد فيصل والتفت على كنان وجلس قبالها : السالفه مو هنا بس ياخي كأن الأرض انشقت وبلعتها ! ما شفتها أمس بعد السباق !
عقدت كنان حواجبها: تستهبل!! طبيعي يمكن ما جت !
مد فيصل يده وهو يشرح لها : هنا السؤال هي ليه ما جت!!
قامت كنان بقلة صبر من سالفته الي تشوفها بايخه وهو ما عنده صبر : لو انك رجال رحت بيت ابوها تدورها مو كذا تدورها بين البنات!
وسع فيصل عيونه بدهشه: من قال لك اني أشوفها لعبه؟ أنا لو دريت بنت من هي رحت من أول يوم شفتها! أسأل أمك بنت من هي
التفتت عليه كنان بأستغراب من طاري أمها: وش دخل أمي !!
عدل فيصل وقفته وهي يكتف يدينه: أختي تقول أنها جت العرس مع أمك وقالت أنها وحده من ديرتهم !
وسعت كنان عيونها بدهشه وانتفض جسمها وكأن مويه بارده انكبت على جسمها وصارت الدنيا تدور فيها ، التفتت على الحطب وصارت تجمعهم بسرعه وبشكل عشوائي عشان ترجع بين العيال بسرعه بعد ما استوعبت كلام فيصل لها لكن جرحت باطن كفها بشوك الحطب ، نزل فيصل لمستواها بعتب:وش بلاك انت بعد!! لا تضيق خاطري والله ان الي فيني مكفيني!
زمت كنان شفايفها بخوف منه وشدت على كف يدها ورفعت الحطب ونطقت بربكه: أضن أن هذا يكفيهم خلنا نرجع

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Where stories live. Discover now