البارت التاسع عشر

1.2K 38 7
                                    

سكتت شوي وعيونها ثابته على المفرش الي قدامها " لو ألي شفته مو صدق أجل ليه خاف ! دقيقه! الحين هي نفسها!! وعمتي ريم !!
فتحت فمها بدهشه وهي تتلفت يمين يسار بعدم تصديق ؛ ارتعش جسمها أول ما سمعت صوت أختها من درج السطح: والله لو أنك تنشرين لالديره كلها ما طولتي كذا " بوزت شفايفها " المهم أمي تقول أخلصي وانزلي ولد عمي لا يجي مع أويس يريحون شوي بعد الشغل
قلبت ملاذ عيونها وهي تخز يقين ألي تركتها وراحت ونطقت بنبره عاليه عشان تسمعها : كان مديتي يدك
سفهتها يقين وألي زاد ملاذ قهر وبدأت تتوعد فيها بعد ما تخلص
..
في ديره ثانيه ما تعرفنا على اهلها ولا قد شفناهم! قام للباب بملل وهو يحك راسه ويتثاوب: ياليل الغثاء من جانا الحين
فتح الباب وعدل وقفته أول ما شاف أخته واقفه قدام الباب : أم ليث! باقي اسبوع عالعيد مسرع جيتينا
تجاهلته أم ليث وهي تدخل وتنزل طرحتها: مو مبسوط بجيتي ؟ باقي خلف ورحمه جايين وراي ويمكن ليث يلحقهم
فهد: ما اعرفك تجين إلا بالمناسبات وش عندك هالمره؟
ألتفتت أم ليث يمين جهت المطبخ : وينها زوجتك؟
جلس فهد على فراشه وهي تلحف: فبيت اهلها " تسند على كفه وهو منسدح" وانتي وش جابك؟
أم ليث: جايه أشوفك ولا مالي مكان هنا ! " ضربته بخفه على رجله" ما صليت الظهر للحين؟ اذن العصر ترا
فهد بكذب يحاول يصرفها: إلا إلا صليت وش عليك أنتي وعيالك إذا جو رجاءا مابي ازعاج
قامت عنه أم ليث وراحت المطبخ تشوف وش تسوي لعيالها قبل ما يوصلون كان الوضع مزري والمطبخ معفوس فوق تحت تنهدت وشمرت اكمامها وبدأت ترتب الفوضى ألي حولها عشان تقدر تشوف لها طريق وهي تطبخ : ما تنلام والله لو هجت بيت أهلها زين أنها باقي متحمله عفنه كلكم يالرجال نفس الطينه 
..
عند كنان ألي كانت متمسكه بالباب بقوه وهي تتشهد وتكبر وجسمها كله ينتفظ من الخوف لف عليها فيصل ووسع عيونه بدهشه: والله ما شفت أحد مفلم كثرك! تراني ماشي ٦٠ وش الخوف ذا كله هذا وانا ناوي أعلمك
نطقت كنان بصوت مهزوز : وين هالسوق ألي ما بغينا نوصله!! طولت وانت تسوق
أبتسم فيصل وهو يتأمل ردة فعل كنان على ألي بيقوله: وصلنا من أول بس ما دخلته حبيت العب بنفسيتك شوي
وقف السياره على جنب ونزلت كنان بدون أي ردة فعل قرب منها فيصل وهو مستغرب ما توقع أنها بتسكت : وش فيك لا يكون زعلت!
لفت عليه كنان وعيونها غرقانه بالدموع ودها ترفسه بس فارق الطول والعرض يخليها تتراجع عن الفكره،  وسع فيصل عيونه بدهشه ونزل لمستواها: ويي! ليه تصيح!
بلعت كنان ريقها وهي تحاول تقاوم دموعها: شايفني خايف ورافض الفكره من البدايه ومع كذا كنت مبسوط ومستانس على شكلي!

نطق فيصل بتوتر من دموعها ووجهها ألي قلب أحمر: أسف والله لا تصيح معرف أواسي ترا!
مسحت كنان دموعها ألي نزلت بعنف  ونطقت بحده
: وين اصرفها ذي! برجع مشي وسيارة عمي ترجعها له
عطت فيصل ظهرها وهي ماشيه تجاه السوق شدها فيصل عشان تقابله ونزل لمستواها: تبي تدخل السوق ووجهك كذا! اقعد هنا شوي ألين يبرد وجهك وتخف دموعك عالأقل
ما ردت عليه كنان واكتفت تتجاهله ودخلت السياره وسندت راسها عالباب بعد ما قفلته ؛ لحقها فيصل وجلس مكان السايق ولا تجرأ ينطق بحرف وكان بكاء كنان وشهقاتها سيدة الموقف؛ حك فيصل راسه بملل بعد ما مرت نص ساعه على هالحال ولف على كنان ألي كانت على وضعيتها: ما ودك ننزل قبل ما تظلم الدنيا؟
فزت كنان على صوته وعض فيصل شفته السفليه بأسف أول ما لاحظ انها كانت بغفوه وفزت على صوته مسحت عيونها وهي تعدل شماغ فيصل ألي كان على راسها: إلا نازل
أبتسم فيصل أول ما لاحظ الشماغ ونزل من السياره يلحق كنان ألي تمشي بخطوات سريعه تحاول تتجنبه؛ دخلت محل الثياب وبهمس: أبي ثوب جاهز
رفع راعي المحل حاجبه ونزل لمستواها يحاول يسمع وش تقول: ارفع صوتك يا ولدي ما عرفت وش تقول
قرب فيصل وهو يلمس الأقمشة ويتأملها: نبي ثوب جاهز لعلبة الفول ألي قدامك
أبتسم راعي المحل وهو ينقي ثوب وكنان ألي خزت فيصل لكن اختارت أنها تسكت ولا تدخل بنقاش معاه؛ طلع راعي المحل ثوب بمقاس كنان ويمده لفيصل: شوف ذا يناسبه ولا ادور غيره؟
اخذ فيصل الثوب وقرب من كنان ألي شد كتفها ولفها عشان تعطيه ظهرها وبدأء يقيس الثوب من ورا رفع راسه لراعي المحل وابتسم: ماخاب ضني يوم جيتك "مد الثوب لراعي المحل عشان يغلفه" هات اثنين نفس المقاس
لفت كنان بدهشه على فيصل: وش ألي اثنين ! بتدفع حقهم أنت؟
هز فيصل راسه بإيجاب: أيه وش المشكله اعتبرها رضاوه
دخل يده لجيبه بس قاطعته كنان وهي تطلع فلوسها بسرعه وتطيح الأعشاب ألي كانت بجيبها ، نزل فيصل عالأرض ورفعه ومده لها: هد اعصابك شوي شوي لا يطق فيك عرق
رصت كنان على اسنانها بقهر : غصب تخليني ثقيل الطينه عند الناس
رفع فيصل حواجبه بأستغراب وهو يمسك فكها : أقول سنونك لا تطيح وانت تطحن فيهم
تجاهلته كنان ودفت يده ولفت على راعي المحل وعطته فلوسه وسحبت الثياب وطلعت ولحقها فيصل بصمت وركب السياره لكن كنان رفضت تطلع وأصرت تكمل طريقها مشي نزل فيصل من السياره واخلاقه فخشمه طفش من اسلوبها وزعلها وحساسيتها الزايده؛ قرب منها وسحبها من معصمها حاولت تفك يدها لكن قوته كانت اضعاف قوتها دخلها داخل السياره بالغصب وقفل الباب من برا عشان ما تنزل ألين يشغل السياره تجاهل أنظار كنان ألي كانت تشرح كل ذره من مشاعرها تجاه فيصل وأكتفت أنها تنتف شفايفها بشكل هستيري ومتجاهله الضرر ألي سببته لنفسها
..
ظلمت الدنيا وكل الشباب راحو بيتهم رفعت الهنوف العشاء وهي تأشر لملاذ تاخذهم من يدها وتحطهم قدام عمها وأبوها والباقي جلست ملاذ جنب أويس وهي تحط العشاء وعيونها تحوم فالغرفة أبتسمت ريم لأويس وهي تسأله: قلت لكنان ينزل يتعشى؟
أويس وهو يبادلها نفس الأبتسامه: ايه كلمته بس قال شبعان يمكن أكل شي مع فيصل بالسوق
وسعت ريم عيونها بدهشه: راح السوق ؟ وليه ما رحت معه ؟
حك أويس راسه بقلق ما عرف شلون يبرر لعمته أنه كان مكسل يروح معها : كنا مشغولين وملابسه غرقانه وراح يشتري ثوب جديد بدال ألي احترقوا وفيصل كان فاضي وراح يساعده
تنهدت ريم: الله يهديك وعدتني أنك بتكون معه وين ما راح
رفع أويس حاجبه : أفا عليك يا عمه لو ما كنت مشغول ما خليته يروح لوحده بعدين فيصل ولد خالتي مزنه رجال وينشد فيه الظهر لا تخافي عليه
كانت ملاذ تاكل معهم وقاطه اذنها معهم وفي راسها مليون سؤال ومارح تلقى جوابها إلا من كنان نفسها
سحب أويس خبزه وهو يدهنها باللبن وسحب خياره من الصحن ووقف: باخذ هذي له وانتو كملوا تعشوا
هزت ريم راسها برضى؛ لف عليها ثنيان بهمس: لا تخليني اسفل فيك قدامهم! الدلع الزايد ذا ما أبيه ومره ثانيه غصبا عن خشمه ينزل ويتعشى مع الباقيين
أبتسمت ريم للشيخ رعد والهنوف وكملت تتعشى وهي تحاول تتجاهل كلام ثنيان ألي ما يعرف متى وقت العتب ومتى يسكت
رقى أويس الدرج وهو يدندن وأول ما وصل السطح نزل لمستوى كنان ألي كانت تعقد أطراف المفرش وتمتم بكلام مو مفهوم ونزل الخبزه ألي سواها على شكل سندويشه وقربها لها : ادري أنك ما اكلت شي خذها وكلها
كان ودها تكابر وترفضها لكن خانتها معدتها أي صرخت من الجوع وسحبت الخبزه بسرعه : ما عرفتك وانت تهتم
وسع أويس عيونه وهو يقعد على مفرشه : اجحدها بعد اخر مره اعطيك وجه "عدل جلسته وعيونه على قطعت القماش ألي كانت ملفوفه جنبها " وش ذا ألي بجنبك؟ من ناوي تسحر
لفت كنان على القماشه وسفهتها وكملت تاكل: عطتني أياهم أمي أم محمد عشان الزكام
أويس: الجو معتدل شلون زكمت
كنان وعيونها على أويس: قول والله؟ اجل اصبر خلني أسألني " حولت نظرها على جسمها وهي تسأل بأستهزاء" وش فيك زكمت يا كنان ما يصير الجو زين ماهو بجو زكام وحركات مرضى
ضحك أويس على حركتها البايخه وسحب منها القماشه وهو يطل من السطح وهو ينادي : ملاذذ " سكت شوي " يقيينن! عمى وحده منكم تطلع !
طلت ملاذ من الشباك ورفعت راسها على أويس: صمخ انتي وياها " رمى قماشة الأعشاب على راسها وهو يكمل كلامه"اغليهم بالماي وحطيهم بستكانة الشاي وهاتيه
سحبت ملاذ الأعشاب وهي تخز أويس وتدخل البيت وتسوي الأعشاب وتحطه عالدرج ؛ نزلت كنان واخذته ورجعت،كان أويس متلحف ونايم شربت الكاسه بهدوء وسحبت فرشها بعيد عنه وتلحفت ونامت

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن