البارت السادس

1.5K 43 1
                                    

عند الشيخ حمد الي كان جالس فالديوان ويشرب فنجاله بعد صلاة الظهر وجنبه ليال تسولف له عن أخر الأخبار الي قالتها لها رحمه
ليال : يبه شوف حل مع أبو ليث والله ما صارت صوت عصاه ألين أخر الشارع
الشيخ حمد : هذا رجال ما يخاف الله لا في نفسه ولا فأهله
ليال : لو تشوف وجه البنت شلون صاير بسببه بتحلف عليها ما ترجع بيتهم
الشيخ حمد : يا بنتي أنا وش أقدر أسوي ؟ كلمنا أم ليث إذا ودها نفكها منه بس ما رضت وقالت بتصبر عشان عيالها
هزت ليال راسها بنفي : مو صاحيه والله! أكيد من الضرب صارت تفكر عوج
دخل عليهم مازن بضيق وواضح أنه ما نام الليل ووجهه مشحب،  قرب من أبوه وجلس جنبه وأشر على ليال عشان تطلع
ليال بعناد : وش فيك تحرك راسك يمين وشمال
مازن مو طايق الكلام : اطلعي يا ليال بكلم أبوي فموضوع
حس الشيخ حمد أن الموضوع جدي ومو وقت المزح ، أبتسم ولف على ليال
الشيخ حمد : قومي يا بنتي زيني لنا قهوه من يدينك الحلوه الي فالدله برد
ليال : أبشر يبه لو تبي عيوني بعد
..
كان الجو براد والشمس متخبيه بين الغيم وكان السيل هاجد له يومين وصافي وعذب والسمك فيه تجري ، نزلت كنان وشمرت عن رجلها ونزلت بين الماي، كانوا العيال يسبحون فالماي وينثرون الماي على بعض وضحكهم واصل ألين أخر الوادي
جلس فيصل جنب كنان : ليه قاعد هنا وما نزلت معهم ؟
كنان : ماحب الماي البارد
فيصل : الماي يثلج الصدر أنزل مارح تندم
كنان مصره عالرفض : مرتاح أنا كذا
قام فيصل وسحب غترها بمزح وركض عند الشباب وينتظر كنان تلحقه ، ألتفت أويس بدهشه وعيونه على كنان
أويس : يا عيالل لا يفوتكم كنان نزل غترته
لف وليد وخليل وأيهم وعيونهم على وسعها ، ما فهم فيصل ليه الكل منصدم
ضرب كتف أويس بخفه عشان يلتفت له : وش فيه خوفتوني
أويس : ما عمره نزل غترته وإذا أحد نزلها عنه غصب الله يرحمه
أرتبك فيصل ولف وراه وشاف كنان واقفه بيدها الحجر
كنان بحده : رجع غترتييي ، لا تحسب بحركتك ذي بلحقك لا والله أنت الي تجيبها لهنا
وصارت ترمي الحجر عليهم ، أحتمى أويس بظهر فيصل والباقي هجو أول ما شافو كنان بيدها الحجر
أويس بحده : الله لا ربحك أمزح معه بكل شي إلا غترته
فيصل وهو يحمي نفسه ورا الصخور : وانا وش دراني أنه مهبول
دفه أويس : روح تفاهم معه وربي لو أروح له أنا بدعسه وأنت وياه
قام فيصل ومشى بتجاه كنان وهي بدورها أول ما شافته جاي عندها أتبكت وحست بالخوف ونزلت الحجر من يدها وتمثل مقولة يا جبل ما يهزك ريح
قرب منها بعصبيه ومسك يدها ورفعها : تخيل جت براس أحد؟
خافت وحاولت تسحب يدها بس ما قدرت!
رفعت راسها تمثل الثقه : كنت اتعمد ما تجي على أحد فيكم !! بعدين ليه ترفع صوتك علي !
فيصل بحده : كنت أمزح معك بس أنت قلبتها جد
صرخت كنان بوجهه: أمزح بكل شي بس لا تسحب غترتييي!
سحبت غترتها من يده وعطته ظهرها وراحت طريق الرنا ، لف فيصل يدور أويس الي كان يشوفهم من بعيد
قرب أويس من فيصل : راضو بعض بأقرب وقت لا أشوفكم داخل البيت وانتو متشاحنين
قلب فيصل عيونه : انا الغلطان ألي فكرت أمزح معه؟
أويس : كلكم غلطانين ، لا أشوفك أنت وياه هناك وصل له العلم
رفع فيصل نبرة صوته لأويس الي كان متجه على بيت الشعر : يخسي والله! مو ناقص غير أروح أدهن رجوله عشان يرضى عني
كانت كنان ورا الشجر وتسمع الي صار بين فيصل وأويس
...
عدل الشيخ حمد جلسته ولف على مازن الي كانت عيونه حمرا
الشيخ حمد: سم يا ولدي وش بلاها عيونك كذا
مازن ببرود : رحت مع الشيخ رعد عند أبو فيصل تخطبون العنود؟
هز الشيخ راسه بإيجاب : ايه رحنا
مازن بدأ ينفعل شوي : من زمان وانا أبيها لي يبه! وأخر شي أسمع أنك رحت جاهه مع الشيخ رعد !
عقد حواجبه مستغرب : وش تقول يا ولدي! وليه ما قلت من أول؟ البنت خذاها الولد
مازن بحده : يبه انت تدري أن سيف اصغر منها شلون طاوعتوه!
الشيخ حمد بنفس النبره : الولد راح لهم شاريها ورجال يشهد له مداهيج الرجال والبنت صارت من نصيبه وش باقي نسوي؟
مازن وقف وقال بتهديد : البنت لي راضيين ولا كارهين
الشيخ حمد : أعقب وأجلس
مازن : والله لأذبحه يبه محد بياخذها غيري
طلع مازن من الديوان وناويه نيه قشرى
قام الشيخ حمد مو مهتم لبشته الي طاح عالأرض ولا لعقاله المايل ورايح على ديرة الشيخ رعد
..
وصل الدلَّال وفرش بسطته الحمرا على الأرض وبدأ يصيح بأعلى صوته ويحرج على أغراضه ، تجمعوا البنات والحريم حوله أول ما سمعوا صوته الي صاير مألوف عندهم فالحارة ، قربت كنان منه وهي تحاول ترمي عيونها على البساطه الي قدامه
لف عليها الدَّلال : وش ودك يا ولدي أقلقتني وأنت تدور فوق راسي
عطته نظرات الأستغباء ورجعت جلست جنبه بهمس : يا عم مطلق ودي أهدي أمي كحله عطني أحسن كحله عندك
تبسم العم مطلق " الدلَّال " ودخل يده بين الأغراض وطلع علبة كحل مطحون
العم مطلق وهو يهز بعلبة الكحل يحاول يغريها : هذا أحسن كحل ممكن تشوفه وما بتلقاه إلا عندي
تبسمت كنان وأخذت الكحله ورجعت بعد ما تذكرت شي ثاني : إلا يا عم عندك أشياء كذا تجوز لو في بنت بتروح عرس ؟
العم مطلق: أفا عليككك كل شي عندي،  وبدأ يطلع لها وغريها من بين الغراضه ، قامت كنان من جنبه وهي ماخذه نص البسطه من الحماس وحطتهم على خيلها وراحت طريق الرنا
..
دق باب البيت وهو صاد عنها ومعطيها ظهره ، فتحت العنود الباب مستغربه من وجود مازن ورا الباب رفعت طرحتها تتلثم فيها
العنود : يا هلا مازن أبوي تميم طالع السوق مو هنا
مازن قرب من الباب وهمس: جيت لك يا العنود مو لعمي
عقدت حواجبها: وش ودك
مازن : أنا شاريك يا العنود " صد عن الباب شوي عشان ما تخاف " تدرين من يوم حنا صغار وأنا ودي أطلبك من عمي تميم
حست برجفه وخوف مو منه لكن من الخبر ألي جابه معه : كلم الرجال وقتها يجيك الجواب
مازن بعد ما خانته عيونه وأهتزت حروفه : تكفين يا العنود لا ترضين بغيري والله اني شاريك ولاني راضي بوحده غيرك والله أن يحرمون علي بنات آدم كلهم إن ما خذيتك
أحمرت العنود من الخجل ولا عرفت وش تقول وعادت كلامها : كلم الرجال يا مازن وإن شاء الله خير
قفلت الباب وقلبها شوي ويطيح بين رجولها وخطواتها صارت ثقيله ، ميلت ملاذ راسها من الباب : من كان عالباب
ارتبكت العنود ونزلت طرحتها وهي داخله : واحد يدور أبوي وقلت له مو موجود
ملاذ: كل ذا يسأل !
تجاهلتها العنود وراحت على الغرفه عشان تكمل شغلها
غزلان بنبره عاليه : أسرعوا خلونا نكمل شغلنا عشان نطلع عالسوق وتساعدوني أكمل أغراضي
...
دخل الشيخ حمد على ديوان الشبخ رعد وأنفاسه تسبق خطواته وأنظاره تدور عالديوان ومحد فيه إلا رجال الديره ، عطاهم ظهره ورجع ديرته لعله يلقى ظالته تحت أستغراب وحيرة الشيخ رعد
..
عند كنان ألي تربعت جنب الرنا وبدأت تحفر تحتها وتحط الكحله وكل الي أشتريهم وبدأت تدفن فيهم تحت الشجره، فزت من مكانه وطاحت على قفاها والتفت مسرعه على صوت أويس الي كان وراها
أويس : وش تحفر عندك كنك جربوع؟
قامت كنان برجفه وهي تنفظ يدها على ملابسها ووقفت فوق الحفره
كنان : ولا شي كنت اتسلى بس
أويس قرب جنبها وجلس
كنان : وش مقعدك !
أويس بنبره جديه ماقد سمعتها كنان من قبل : تتصالح أنت وفيصل وخل عنك حركات الوغدان
جلست كنان فوق حفرتها وكل تفكيرها متى يروح
كنان : ما أختلفنا بس الكل يدري أن..
قاطعها أويس بحده : ايه بس هو ما كان يدري! لا تصير حساس بزياده " لف عليها " بعدين وش كنت تفكر فيه وانت ترمي الحجاره ؟
كنان حست بالخوف من نبرته : كنت أبي أخوفه بس !
أويس : أنا رايح بيت الشعر ، لا أشوف وجهك أنت وهو ألين تعتذر له
كنان : بس هو..
قاطعها بحده : لا تبرر كلكم غلطانين بس أنت تماديت
راح عنها ورجع البيت عشان يروح مع أبوه يجيبون السياره من السوق، أخذت آسر ومشت طريق البيت بعد العتب الي جاها
..
عند الشيخ حمد الي دخل بعصبيه وحده ومسك مازن الي كان جالس في نهاية المجلس
الشيخ حمد : أنت متى تعقل ؟ أهلكت أبوك يا وغد وهديت حيلي !
مازن : يبه رحت أكلم العنود
وسع عيونه : وش قلت لها !!
ابتسم مازن : قالت تعال مع أبوك ويصير خير
جلس الشيخ حمد عالمركى منهد حيله كان خايف يتهور ويسوي شي ثاني
الشيخ حمد : يا ولدي ما يصير تخرب على أخوك
جلس مازن بجنبه : يبه هي قالت تعالو يعني تبيني وما تبيه
الشيخ حمد : بتوطي راسي عند الشيخ رعد ! وش أقول له لو درا !
مازن : هي بترفض يبه وأنا بتقدم لها وش العيب فيه؟؟
الشبخ حمد : انا يا ولدي رفعت يدي ولا علي من الي بتسويه
مازن : تكفى لا ترفع يدك عني وخلك معي وش أنا مندونك؟
هز الشيخ راسه بحسره ما يدري وش يسوي يطاوع ولده ولا يطاوع نفسه
..
عند فيصل ألي كانت أخلاقه واصله خشمه وينتظر خواته عند الباب عشان يوصلهم عالسوق ويكمل معهم مشاويرهم
ميل راسه عند الباب وبنبره عاليه : يا بنات اخلصوا علي الدنيا عصر
طلعوا البنات وقربت غزلان منه : بنمر على ليال بنت خالتي أول بعدها نروح
فيصل : تأخرنا وتدرين الناس ترجع بيوتها المغرب
ضربت العنود كتفه بخفه : يا ولد أختك عروس! قول أبشري عيوني لك ولا تفشلنا قدام ملاذ
هز رأسه ومشى والبنات وراه ، سير على بيت الشيخ رعد ويشوف مازن طالع من البيت ومنزل راسه، مسكه فيصل من كتفه وأبتسم
فيصل : يا بعد حيي وين رايح
بادله الأبتسامه: والله رايح عالديوان سم وش ودك ؟
فيصل : خواتي بيروحون السوق وجينا ناخذ ليال معهم
رجع مازن وهو داخل : أيه ابشر الحين أناديها
كانت عيون العنود على مازن وشي بداخلها مبسوط وفرحان على الي صار قبل وودها تسمع منه أكثر من زود الفرحه والذكريات الي أنعشتها وأستوطنت قلبها من جديد
"" فلاش باكك ""
كانو متجمعين في حوش بيت تميم ، وقف فيصل وهو لابس بشت أبوه وهو يسحبه وراه يكنس فيه التراب ويسلم على مازن
فيصل يفخم صوته : يا هلا ومرحبا تفضل تفضل
جلس مازن تحت الشجره فالحوش وجنبه أخته ليال والعنود قاعده قدام فيصل وعلى راسها طرحه وغزلان بجنب فيصل
مازن : جيت مع أمي ليال أخطب بنتك العنود
فيصل : الساعه المباركه الحين يالله قوم نسوي لك العرس
مسك يد مازن وجلسه بجنب العنود وجلس يدح ورقص فيهم ويغني ومازن ماسك يد العنود على أنهم عرسان ، ويقومون من النص ويروحون ورا الشجره وتشيل العنود غزلان في حضنها وتروح عند فيصل الي كان مسوي الحوش له مجلس وتحط غزلان بحضنه
العنود : هذي بنتي يبه سميتها غزلان
حضنها فيصل وقام يرقص فيها : يا هلا ببنت بنتي ارقصي معي
ركضت ليال عند فيصل تبيه يسوي لها نفس غزلان

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Where stories live. Discover now