البارت الثالث والتسعون

524 41 11
                                    

في بيت الجد صالح تجمعوا كلهم في غرفة كيان وكلهم تحت بطانيه وحده بعد ما تأكدوا أن باب المجلس مقفل على ثنيان والجد صالح بغرفته،
همست ملاذ لكيان ألي كانت جالسه جنبها بحياء: ليه ما رحتي معهم ! ألي اعرفه انك فنانه بالقوس!
رفعت كيان حاجبها والتفتت على ملاذ: تستهبلين! خلاص بطلنا حركات العيال الماصخه....
أبتسمت ملاذ وغمزت لها: أجل ماصخه!
قربت مسك منهم وتمسكت بذراع ملاذ ألي زفرت بضيق: يا بنتي فكيني ضاق صدري ! حسيت بالحر والدنيا براد!
قوست مسك حواجبها وهمست: ما استوعبت أن الموضوع جدي ألين قالت عمتي ريم لحد يطلع السطح عشان لا حد يجيه رصاصه طايشه
تنهد ملاذ بقلة حيله والتفتت على عمتها ريم: الله يسامحك ياعمتي! شوفي وش بلاني ربي بعد كلامك!
ضحكت ريم وعدلت جلستها: ما بيصير لنا إلا كل خير عدلي جلستك
التفتت ملاذ على مسك وهمست : خايفه على حبيب القلب؟ لا تخافين له سبع أرواح
رفعت مسك حاجبها وهي تضرب كتف ملاذ بخفه: اسكي يا شينك صدق
سحبت مسك طرف البطانيه وغطت راسها بأحراج ، التفتت كيان على ملاذ وهمست : الحين كل عيال الديار هناك؟
رفعت ملاذ كتوفها بمعنى مدري: المفروض كلهم هناك، شفت أبوي يطلع الأسلحه من المخزن ويطلعهم الجبل فالسياره بس
بلعت كيان ريقها بربكه : وأبوي متى طلع!
بدأت ملاذ تحكي لكيان أول يوم لأبوها برا المركز والي شافوه منه بهمس
جمدت ملامح كيان والتفتت عالجهه الثانيه: زين خلاص نامي
رفعت ملاذ حاجبها وقربت من كيان وضمتها: من زمان وانا خاطري ننام مع بعضض وأخيرا صارت!
رفعت مسك راسها وضربت كتف ملاذ بخفه: خلاص ازعجتي الأمه!
.....
عالجبال مشى وليد بخطوات سريعه ووقف جنب الشيخ رعد ونطق بجديه: يا شيخ طريق الديار مقفله!
التفت الشيخ رعد والشيخ حمد بأستغراب وكمل: عمام الحارث وزعوا قطاع طرق ويمنعون أي كبير أو صغير أو حتى حرمه تدخل الديار ! حتى الزاد منعونا منه!
رفع الشيخ رعد حاجبه بعدم تصديق: هذول ناويين ياخذون أرواح الناس بعد ولا شلون!
فز السيخ حمد من ماكانه: انا بروح انسف أبتهم كلبوهم
مد الشيخ رعد يده وجلس الشيخ حمد بالقوه: أجلسس خلني افكر بشي ينفع الكل لا تزيد الطين بله!
رفع الشيخ حمد حاجبه وهو يلتفت على الي حوله من الرجال: يعني بالله عليك نشوفهم يسوون هالبلا كله ونجلس نتفرج!! عالأقل يدخلون لنا الزاد ولا نموت جوع!!
فز خال الحارث من بينهم وكلهم قاموا وراه خايفين يسوي شي ! ، تقدم خال الحارث ورقى عالمترس ونطق بصوت يملاه الضيق وخيبة الأمل ألي جته :

أخبر الرجل لا شاف خاله كن ماهو له بخال
يقل من قدره ومن بين النشاما يحقره

ما يدري انه ثالث للوالدين بكل حال
وان الفتى ينشد على خاله وعلمه وخبره

يعقد رجال يهين الخال لو عين مجال
لو عذرته الناس كيف أمه بخوها تعذره!

فز الحارث على صوت خاله وحزت في خاطره كل كلمه انقالت وقشعر جسمه بعد أخر بيت! عض شفته السفليه بضيق والتفت على عمه ألي شده من كتفه ونطق بسخريه: خله ينابح هناك هذا مرد من يوقف بوجه عمامك
انكمش الحارث بمكانه عاجز يعطي أي ردة فعل على كلام عمه! بدأت افكاره تضرب في راسه ، كان عايش ومرتاح وش ألي حده يقلب علاقته مع خواله بهالشكل!
فالجهه الثانيه نزل خال الحارث من على المترس وجلس بمكانه وحاوط وجهه بضيق يحاول يحارب دموعه بعد كسر ظهره ، ماكان وده الموضوع يوصل لهالمواصيل ! كانوا الرجال والشباب حوله وكل واحد يمسح طرف عينه بشماغه بعد ما حز كلام الخال بخاطرهم وكأنه جلدهم كلهم بكلامه
قرب الشيخ رعد وشد على كتفه وهمس: ادخل الخيمه وخلنا نفكر وش نسوي
بلع الخال ريقه بضيق وقام من مكانه بصعوبه ومشى بجنب الشيخ رعد داخل الخيمه
كانوا العيال جالسين شبه دائره ورا المترس يسامرون بعض ، تنهد فيصل وهمس:
يتلني الشوق تلي، ياليتني جار بيته
يا بعد عمري وكلي، روحي وقلبي خذيته

التفت مازن على فيصل ونطق: يا ويلي وش تخثردز!
وسع فيصل عيونه بعد ما استوعب أن صوته مسموع ونطق بغباء: ليه وش قلت عشان تحسبني مجنون!
هز أويس راسه بتفهم ونطق بسخريه: كان المفروض تسلم عليها وتودعها قبل ما تترزز هنا ما تدري من يموت ومن يعيش!
عدل فيصل جلسته ونطق بضيق: بلا ثقالة دم انت وياه!
التفت خليل على فيصل : خلاص دام اننا ميتين كذا ولا كذا خلونا نفضفض
رفع فيصل حاجبه ونطق برفض قاطع: وش عندي اخبيه!؟ إذا عندك انت شي قوله !
هز خليل راسه بنفي: ما عندي شي بس اشوفكم مشتطين قلت يمكن فهالوضع الصعب احد فيكم يقرر يعترف
ضحك وليد ونزل غترته والتفت على خليل: سمعنا صوتك بالله خلنا نروق شوي " التفت وليد على خلف ألي كان سارح جنبهم " جب الدبه الي جنبك
مد خلف الدبه حق الماي الفاضيه ومدها لهم ومسكها خليل بربكه: متأكدين؟ ما دونا بذنوب قبل ما نموت يا عيال!
ضحكوا العيال ومد أويس غترته لخليل: خذ غترتي تحت ذراعك عشان ما تعورك من الحصى واطربنا
مسك خليل الدبه وضحك بأحراج من نظرات العيال عليه ، سحب انفاسه وهو يحاول يسيطر على نفسه وبدأ يطربهم بما في خاطره من وجع..

حتى لو النفس بالعزله تهيم
كم واحدٍ مجروح لكن ما شكى!

لا تقنع بجملة ترا قلبي سليم
القلب ماله صوت لا منه بكى!

كان ولا يزال خليل الصوت الشجي ألي تميزه كل الديار، تجمعوا العيال حول خليل وهم يسمعون له ويدندنون وراه، جاهلين مافي قلبه وخاطره ومكان هالكلام في قلبه!
قام فيصل من بينهم بعد ما خنقته العبره وبعد عنهم وهو يحاول ياخذ نفس بعد ما ضاقت في قلبه الوسيعه، تنهد وفك غترته وتلثم فيها ونزل بين الجبال بعيد عنهم وهو يحاول يلهي نفسه
....
عند ليث ألي كان كل شوي يلتفت وراه يتفقد ظبيه وعواد ألي جلسوا على اقرب صخره من التعب ، قرب ليث منهم وابتسم: قربنا!
رفع عواد راسه بتعب: متأكد ؟ لك ساعه تقول قربنا بس عشان نقوم نمشي
مدت ظبيه يدها وهي تشد ليث وتجلسه: اجلس ارتاح !
تنهد ليث بقلة صبر وهو يتلفت حوله: والله قربنا! " مد يده وهو يأشر حوله ويقرب الفانوس من الطريق: شوفوا! والله هذي حدود ديرتي! امشوا ما بقى شي !
تنهد عواد بقلة حيله والتفت على ظبيه: فيك حيل!؟
هزت ظبيه راسها بتفهم: إذا وصلنا بتفاهم معه
ضحك عواد وهو يمشي عنهم ويتقدم بالمشي ، قرب ليث من ظبيه وهو يشدها من ذراعها ويشبكها بذراعه: خليك كذا عشان ما تتعبين وتسندي علي
نزلت ظبيه راسها بأحراج واكتفت انها تسمع كلامه وتكمل مشي ، بعد دقايق ضيق ليث عيونه بخوف يحاول يخفيه داخله بعد ما لمح واحد يمشي قبالهم!
التفت عواد على ليث وهمس: اندس انت وظبيه ورا الصخر !
رفع ليث حاجبه: ليه ! نواجهه سوا! يمكن يكون واحد من ديرتي!
التفت عواد ونطق بحده: الرجال بيده سلاح!! روح ورا الصخره بسرعه!
عض ليث شفته السفليه بتوتر وسحب ظبيه وراه وتخبى ورا الصخره بعد ما عطى الفانوس لعواد ، قرب الملثم من عواد وسلم عليه ونطق بشك: من وين جاي يا اخوي؟
أبتسم عواد وأشر وراه: جيت من ديره بعيده عن هنا قاص...
قاطعه الملثم ونطق: انت ما تدري وش صاير بين الديار ؟ انصحك روح ديرة ثانيه بعيد عن هالمكان ألين ربك يفرجها
التفت عواد بتوتر على ليث ألي فز من مكانه تارك ظبيه وراه ومشى بسرعه تجاههم ونطق بعدم تصديق: ف فيصل؟!
عقد فيصل حواجبه بعدم استيعاب ونزل غترته من على وجهه ونطق بنفس النبره: وش قاعد يصير هنا!
مد ليث ذراعه وضم فيصل بقوه ونطق بصوت مخنوق: الحمدلله الحمدلله
كان فيصل ضايع مو مستوعب ألي قاعد يصير! ليه ليث بهالحاله ومن ذا الي معه !
نطق فيصل باستغراب بعد ما بعد عنه ليث: وش تسوي هنا! كنت اقعد عند عمك ارحم لك من الجيه هنا!

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Where stories live. Discover now