البارت المئه وسته

458 36 2
                                    

في واحد من بيوت الديار وفي زاوية واحد من المجالس ألي كان مزحوم بالحريم والبنات والأطفال والكل ينتظر بكل شوق وفضول للعروس ألي بتدخل عليهم، ألي تهز ولدها تحاول تسكته عشان الزفه وألي تجمع بناتها حولها عشان ما يخربون زفت العروس وألي واقفه بين الحريم تحاول تنظمهم عشان زفت العروس كمان!، تلفتت كيان يمينها ويسارها وهي تتأكد أن محد منتبه لها والتفتت على أمها عشان تتأكد للمره المليون أنها مو حولها وطلعت بسرعه من بين الحريم
وقفت في حوش البيت وهي تزفر براحه قدام العيال الصغار ألي كانوا يلعبون فالحوش ، رفعت طرحتها على راسها وهي تمتم : ما بغيت اطلع!! وعع كل وحده أشين من الثانيه، بس شاطرين يبققون عيونهم عليك لو بيدهم ما خلو فيني عضو أعوذ بالله!
طلعت من الحوش وتقدمت لآسر ألي كان مربوط لجامه جنب البيت وركبته ومشت طريق الوادي بعد ما عدلت لثمتها
في ديرة الشيخ حمد وفي واحد من الشوارع وقف مازن قبال فيصل بعد ما رجعوا من المستشفى وتطمنوا على خليل ونطق بضيق: عندي طلب قل تم!
رفع فيصل حاجبه مستغرب من ألي قاعد يسويه: تعوذ من أبليس يا رجال ما بيننا!
قوس مازن حواجبه بعدم رضى: ياخي قل تم وش يمنعك!
نطق فيصل بتردد: وأنا شدراني وش بتطلب فهالساعه! وطريقتك للأمانه ما طمنتني!
ضحك مازن بسخريه: أقول بلا ثقالة دم وقل تم ترا ما بطلب منك تسوي لي مقتول ولا تسرق مال أحد!
تنهد فيصل ونطق بعدم رضى: تم؟
تقدم له مازن وتشبث بكفوفه ونطق بقلة حيله: سألتك بالله إن شفتني في بيتكم مره ثانيه أرجع من المكان ألي جيت منه ولا تفتح فمك ! حتى لو مات أحد اطلع وإذا طلعت بعدها سو ألي تبي!
وسع فيصل عيونه بدهشه من كلامه : أبو حمد وش قاعد تخثردز! وش هالكلام!
هز مازن راسه : قلت تكفى يا رجال وتكفى تهز بيوت برجالها!
وقف شعر فيصل من كلامه ألي قاله بكل ضعف ويترجاه بكل صدق! عجز فيصل يفهم وش يلمح له أو سبب اصراره هذا وأكتفى أنه يهز راسه بتفهم من زود توتره وربكته، أبتسم مازن وفك كفوف فيصل ونطق بحماس: يالله نشوفك على خير
مشى مازن وهو يمشي بخطوات تشرح مشاعره وواضحهه لكل من شافه إلا فيصل ألي كان يراقب مازن وهو ماشي عنه بكل حيره! ، دخل البيت ويصادف العنود ألي كانت تكنس الحوش ، اعتدلت بوقفتها ونطقت بحيره بسبب تعابير فيصل: وش قالب وجهك كذا!
انتبه لها فيصل ورفع كتوفه بمعنى مدري: والله اني محتار نفسك! الولد صاير مخبول!
تقدمت له العنود : منهو ذا!
التفت فيصل عالباب وهو يتكلم ودخل البيت: مازن ولد خالتي! هبد لي كم كلمه وهج!
رفعت العنود حواجبها بفضول ونزلت المكنسه عند باب البيت ودخلت ورا فيصل: وش قال لك!
عقد فيصل حواجبه وهو يحاول يتذكر وش قال ويرتبها في راسه: مدري عنه هالمخبول يحلفني بالله أني إن شفته فالبيت اخليه واطلع! بالله ذا كلام يدخل الراس!.
عقدت العنود حواجبها بعدم فهم : وش سويت له عشان يقول كذا!
رفع فيصل كتفه بمعنى مدري والتفت على العنود: ما عليك منه ذا مرات تجيه حالت محد يشره عليه
حكت العنود راسها بفضول : طيب وش قلت له! ما قال لك ليه كان اليوم عندنا؟
قوس فيصل حواجبه بتفكير وهز راسه بنفي: والله مدري وش رزه فنص المجلس! ومن اللخمه هزيت راسي ما عرفت وش اقول!
ضحكت العنود بسخريه: تراه ولد خالتك مو واحد غريب يا مال الشربه
بادلها فيصل الأبتسامه وطلع من غرفته بعد ما نزل شماغه واخذ غترته وطالع، وقفته العنود بأستغراب: وين رايح! لا تقول ناوي تروح الكوخ! بفتن عليك والله!
بعدها فيصل عنه ورفع حاجبه بتعجب:طالت وشمخت! لا وش رايك تجين معي! رايح مشوار وراجع
رفعت العنود حاجبها بعدم رضا: زين وين بتروح! شف الساعه كم بتصير تسعه وش اقل لأبوي إذا رجع!
هز فيصل راسه ورفع لها ذراعه: قولي له عند اخوياه فالوادي
كان فيصل يحاول يطلع أي عذر للعنود ويروح مكان ثاني! كان متعمد يدخل البيت عشان يتأكد أن مازن راح عنه ويقدر يطلع براحته! تلثم بغترته ومشى بين الوديان متجه لحارة الجد صالح، كان الفضول مقطعه والهواجس ما وقفت وهي تلعب براسه! بيلقاها ردت عليه؟ ولا بتسفهه كالعاده !
زفر انفاسه بقلق وحماس غريب وهو يمشي وكأنه سارق وخايف أحد يشوفه بالجرم المشهود!
نزل راسه تحت وحده من الأشجار الكبيره عشان يتفادى اغصانها الطويله المتدليه من فرط طولها وضخامتها لكن خانه توازنه وعلقت رجله بوحده من جذور هذي الشجره ألي من ضخامتها بدأت جذورها تطلع لسطح الأرض! طاح على وجهه وعجز يتحكم بجسمه ألي صار يتدحرج تحت الجرف الصغير ألي كان تحت الشجره بمسافة صغيره ، في مكان قريب منه بكم مرت فزت من مكانها بخوف من صوت الضربه ألي كانت قريبه منها ومشت بسرعه تجاه الصوت وقربت بتردد، لمح ظل جنبه وألي قرب منه بخوف وهو يشيله من الأرض من دون ما ينطق بشي!
فتح فيصل عيونه بصعوبه ونزل لثمته وبدأ ياخذ انفاسه بسرعه بعد ما انكتم ، وسع عيونه بصدمه وعجز يتنفس وهو يشوف كيان قدامه! عرفها من عيونها! شلون ما يعرفهم وهي ألي افتتن فيهم من أول مره! بس ش شلون! وش جابها! لا بالأصح ليه هي فهالمكان وهالساعه!
بادلته كيان الصدمه وفزت من مكانها وهمست بربكه: دام انك بخير اعذرني
التفتت عنه ماشه بس استوقفها صوته يوم نطق بألم: ه هيه ! أصبري!
وقف مكانه وهو يمسك ذراعه بألم وصار يتلفت حوله بحيره ! وش يقول لها! ليه وقفها! هو يدري ان ما عنده أي شي يقوله لها في هذي اللحظه لكن ما يدري ليه قال لها توقف!
قوست كيان حواجبه بخوف وهي تتمسك بلجام آسر: إذا ما عندك شي أنا بروح !
رفع فيصل حاجبه بعدم فهم من تصرفاتها وتقدم لها: وش فيك! مو أول مره نشوف بعض ترا! ترا كنا اخويا!
كان فيصل في لحظه ضياع ، لوهله نسى أنها مو ولد! لثواني بس نسى أنه المفروض ما يكون معها في هالمكان!
بعدت عنه كيان وعي مستغربه من تصرفاته الغير ناضجه بنظرها: نسيت من أكون! ما أضن أن وضعي يسمح أنك تكلمني بكل اريحيه!
ادرك فيصل ألي قاعد يسويه ورجع بخطواته لورا وهو مغمض عيونه يحاول يسيطر على نفسه وجمع انفاسه ونطق بتوتر يحاول يخفيه: اعتذر ما اقصد شي والله!
مسك كوعه بألم وميل راسه يتحسس مكان الألم ، بلعت كيان ريقها بتوتر متبادل وأشرت بأصبعها ألي بان فيه رجفتها عالعشبه ألي وراه:إذا كان جرح مفتوح حط عليه من هذي
رفع فيصل انظاره لها عشان يفهم وش تقصد والتفت عالعشبه ورجع انظاره لها: متأكده انك مو ناويه تخليني جثه هنا؟
رفعت كيان حاجبها والتفتت على آسر عشان تمشي: بكيفك محد غصبك وضربك على يدك
وسع فيصل عيونه وقرب منها بخطوات سريعه وسحب من بين يديها لجام آسر ونطق بدون تفكير: لا تروحين! " رفع حاجبه بأدراك وكمل بربكه" اقصد خليك شوي
رجعت كيان خطوه على ورا وزادت رجفتها ونطقت بتردد: ما بروح مكان! كنت ألعب مع آسر وانت داهمتنا!
كانت كيان تحاول تطلع عذر مهما كان تافه، بس ليه! كان ودها تهرف في هاللحظه من الخوف ألي اجتاحها فجأه بس طلبه عجزت ترده أول ما نطق فيه!!
سحبت اللجام من بين كفوفه وجلست على أقرب صخره وآسر جنبها، كانت تتأمل فيصل ألي دخل بيت الأعشاب ألي كانت جنب الشجره وبدأ يقطع منها ونفظها على جذع الشجره ، قرب من كيان وجلس على الصخره ألي قبالها ورفع كمه : وش أسوي الحين !
زمت كيان شفايفها ونطقت بأحراج وهي تمثل له بيدها شلون يسويه: افركهم وأول ما تنعجن معك حطها على الجرح
رفع راسه لها ونطق وهو يحاول يخفي مشاعره بعد ما لاحظ رجفتها وفهم خوفها، احراج وحيا وتوتر تلعب بكيانه لعب! : وش بيصير لي بعدها!
رفعت كيان حاجبها : خذ ثلاثه ايام وإن شاء الله اكون أول من يحضر جنازتك
ضحك فيصل بسخريه وهز راسه بتفهم: نفس الطبع! أحسبك بتتغير
قلبت كيان عيونها براحه وهي متأكده أنه ما يقدر يشوف تعابير وجهها بحكم انها متلثمه عنه بس سرعان ما برد وجهها أول ما استوعبت انه لازال يكلمها بصيغة ذكر بدون قصد! ادركت انه لازال يرغم نفسه يستوعب ألي صار !



" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα