البارت الثاني والخمسون

911 33 2
                                    

هز ليث رأسه بنفي: ما اضن لأنه الوحيد الي جاني وعطاني خبر
رفع عواد راسه وهو يثبت انظاره على ليث: كم لك عندي؟
أنحرج ليث من السؤال ونطق: حول الشهرين؟
أبتسم عواد بسخريه : بتكمل الثالث وانت باقي تقول شهرين
بادله ليث الابتسامه بأحراج وكأنه حس أن عواد يلمح له على شي ، قطع عواد حبل افكاره وهو يمد له بصحن التمر : سم
مد ليث يده بارتباك وهو ياخذ التمره منه وكمل : مو من حقي الحين اعرف وش سالفتك؟ ابطيت عندي لكن الحين من حقي اعرف وش جابك هنا
عض ليث شفته السفليه بأحراج عاجز يوصف الي بداخله وكمل عواد: قول الي بخاطرك وإذا حطيت راسك ونمت انسى انك قلت لي
رفع ليث انظاره على عواد : زين وانت ما بتقول لي وش طلعك من دارك؟ كلنا هاربين ولا ؟
أبتسم عواد وهو يصب فنجال القهوه ويمدها لليث: دام الفضول ذابحك ببدأ انا
تنهد عواد وبدأ يسترسل بالكلام وعيونه تراقب ردة فعل ليث على قصته: قبل ١٤ سنه جو عندنا اثنين رجال من هالديار القريبه منكم ذابحهم الجوع والعطش ، كان شكلهم يرثى له وواضح عليهم السفر وانهم من برا الديره، ومن عزت ابوي عجز يتجاهلهم ويروح ودخلهم البيت وضيفهم وأكلهم وشربهم لكن بعض الناس ما يبان الجميل على وجهه " سكت شوي وهو يبلع ريقه وكمل " كان ابوي يحط اختي عند الجيران عشان يهتمون فيها الين ارجع انا وهو من الوادي ، لكن دام ان عندنا ضيوف رحت هالمره للوادي لوحدي وبعد ما خلصت رجعت البيت وانصدمت بجثة أبوي عند عتبة الباب ! تقدمت له وحاولت أحس بأي خيط يدلني على روحه بس كنت متأخر ، دخلت البيت وكنان مقلوب فوق تحت وهالدخيلين مو موجودين " تنهد وهو يمسح وجهه بكف يده بضيق" وبعد سنين وبعد ما تأكدت أن أختي كبرت وتقدر تعيل نفسها قررت اسافر لدياركم وأدور هالدخيلين وأخذ بثار أبوي الي راح دمه هدر
كان ليث يسمع له بأنصات تام ونطق وهو رافع حواجبه بفضول: وعساك لقيتهم؟
ضحك عواد بسخريه وهو ياخذ رشفه من فنجاله: لا ما لقيتهم ولا ادري وين بلقاهم
عقد ليث حواجبه بضيق: ما تعرف وش اسمائهم او أسم ديرتهم؟
رفع عواد حواجبه بجهل وهو يهز راسه بنفي: لا معرف لأنهم جو عندنا بأسماء مزوره بس لو شفتهم بعرفهم ، والله لو اعجز واعدي الميه ما انسى ملامحهم!
تنهد ليث بضيق وهو يحاول يفكر بعمق ونطق: طيب قعدتك فالوادي لها دخل بالسالفه؟
هز عواد راسه بإيجاب: اجلس على أطراف الوادي لعلي اشوفهم لو صدفه دام انهم من الشمال
قوس ليث شفته : لو تعرف اسم واحد منهم او ديرته كنت قدرت اساعدك او بسأل لك أحد من قرايبه
أبتسم عواد وهو ينزل فنجاله وزفر انفاسه: بيجي اليوم الي بلقاه بس معليك كل شي بوقته حلو " رفع عواد راسه " وانت مو ناوي تتكلم ؟
عدل ليث جلسته وهو يبتسم بسخريه على وضعه ونطق: انا يا طويل العمر من يوم فتحت عيني على هالدنيا وانا احب الخدمه واحب اساعد الكل ، انسان نشيط بطبيعتي بحكم أني اكبر اخواني
قاطعه عواد وهو يسأله: يعني معك اخوان اصغر منك؟
هز ليث رأسه بإيجاب: ايه معي أخت وأخ اصغر مني المهم خلني اتكلم ترا ما قاطعتك وانت تسولف قبل شوي
ضحك عواد وهو يضربه على كتفه بخفه ومد له يده بمعنى كمل وكمل ليث كلامه: لكن الي كان يكسرني ويذلني دايم كان أبوي ! دايم يضربني ويذلني قدام الناس وعلى اتفه الأسباب وكأنه يفرغ طاقته السلبيه كلها فيني ! " رفع حاجبه وهو يلتفت على عواد" ما كان يكتفي فيني بس! كان يتهجم على أمي وعلى اخواني بشكل مريع! شي طبيعي ارجع البيت والقى اختي وجهها مضروب وامي جسمها متورم ومع ذلك كان الكل متحمل! الوحيد الي كان ما يسكت رغم الجلد الي يجيه كان أخوي خلف ولو بيده هرب قبلي بس ما يتجرأ!
أختي كل أهل الحاره يتنمرون عليها ويقولون أنها ما تخلي بيت إلا تدخله! ما يدرون أنها تهرب من جور أبوي وظلمه!
امي يا عواد أمي!! فكل مره نترجاها نهرب منه وتطلق ما ترضى وتردي وش عذرها؟" هز عواد راسه بنفي وكمل ليث" تقول وش يقولون علينا الناس لا طلعت من بيت زوجي! بعدين يقولون ان العيب فيني وانا ساس البلاء! تخيل أنها بدال ما تفكر بحل للي قاعد يصير لا! قاعده تتحمل عشان كلام الناس فيها واحنا نروح وطي تحت يدين هالرجال!
" رفع ليث يده وهو ينزل ملابسه من على كتفه عشان يبان الحرق ونطق بحرقه" شفت هالحرق؟ ابوي كان السبب! " رفع أبريق الشاي من قدام عواد وهو يمده له وكأنه بيرميه " سوا كذا!! تخيل بكل برود رمى ابريق الشاي الحار على كتفي وانا ادري ان نيته كانت وجهي لكن ما توفق ! تلومني يوم اني هربت؟
هز عواد راسه بنفي ونطق: ما ألومك يوم انك هربت ولا بعاتبك بس وش بيصير لأهلك من بعدك؟
بردت ملامح ليث وهو يعدل جلسته: قبل ما اطلع من البيت طلعت أمي منه وراحت عند خالي مع أخواني عشان كذا ما بيقدر يسوي لهم شي دام أنهم هناك
هز عواد راسه بتفهم: زين على كذا تقدر عالأقل تطلع وانت مرتاح
ليث: ما ودي ارجع الديره ألين أكون نفسي وما اترك فرصه لأبوي يذلني ويهينني بين الناس مثل ما تعود كل مره
مد عواد يده وهو يسحب الفناجيل من الأرض وغسلهم قبل ما يرجعهم والتفت على ليث بعتب يحاول يلطف الجو: إلا وين ما تسوي لي القهوه قبل ما ارجع دام انك ترجع قبلي؟
مد عواد يده وهو يسحب الفناجيل من الأرض وغسلهم قبل ما يرجعهم والتفت على ليث بعتب وهو يحاول يلطف الجو: إلا وين ما تسوي لي القهوه قبل ما ارجع دام انك ترجع قبلي؟
أبتسم ليث بسخريه: البن فغرفة أختك ولا ناسي؟
حك عواد راسه : أي والله صادق ! بديت أعجز وانا أخوك
ضحك ليث وهو يضرب كتفه بخفه: وش تعجز يا رجال والله ان وضعك أزين مني انا الي إذا قلت عمري ٢١ يقولون كذاب يحسبوني ثلاثيني
هز عواد راسه بتفهم وهو يسحب المفرش ويمده لليث: بهذي صادق
وسع ليث عيونه وهو يضرب عواد بالمفرش بخفه : أجل صادق ها!
....
عند مازن الي دخل البيت بتعب وهو ينزل غترته ويرميها على طرف المجلس وينسدح ، دخلت ليال وراه وهي تسرح شعرها وجلست جنب مازن: وين كنت؟ وش جبت لي؟
التفت لها مازن بتعب وهو يأشر لها تطلع: راسي بينفجر من الفجر وانا صاحي خليني ارتاح
رفعت ليال حاجبها : كلنا صاحيين من فجر مسوي جايب شي جديد؟ قول لي وين كنت ؟
تنهد بتعب : حصلت لي شغل فالسوق ارتحتي؟
أبتسمت ليال بحماس وهي تنزل المشط : وين حقي؟
عقد مازن حواجبه بعدم فهم: وش حقك!
رفعت ليال أصبعها السبابه والأبهام وهي تفركهم فبعض: حقي حقي وينه!
رفع مازن حاجبه بسخريه: قولي انك تمزحين؟ سري من جنبي بس لا اهبدك قال حقي قال! ابوي ما يعطيك!
قوست ليال شفايفها: إلا يعطيني بس لما تجيك من أخوك تكون غير
عوج مازن لسانه وهو يقلد كلامها بعباطه: من أخوك تكون غير ، اقول اطلعي بس لا تفرشي المجلس شعر!!
رفعت المشط وهي تسرح شعرها بعناد: من ينظف هالمجلس؟ انا ولا انت؟
تنهد مازن بضيق وهو يمد لها فلوس من جيبه ويعطيها ظهره: اطلعي خليني اريح ظهري من اليوم ما جلست
فزت ليال من مكانها بسرعه وهي تسحب غترته من طرف المجلس ونطقت: بغسل لك غترتك
التفت مازن عليها وهو يشوفها طلعه من المجلس وعدل جلسته ونطق بهمس: لو ادري انك بتطلعين أول ما اعطيك فلوس كان عطيتك وانا عند الباب
عدل مازن جلسته وهو يطلع الكتوب من جيبه ويفتحه بخفه عشان ما يطلع صوت وبدأ يقرأ بتمعن

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Where stories live. Discover now