البارت الرابع والعشرون

1.2K 40 5
                                    

دخل المجلس وحط العشاء قدام ليث : تفضل سم بالله ومد يدك
مد ليث يده وسحب الخبزه وبدأ ياكل بكل لذه وشراهه بحكم أن له فتره ما أكل شي مطبوخ وكان يلزمه عواد عالحليب والتمر فالأيام الماضيه ألين يصحصح
نطق عواد وعيونه على الصحن الي قدامه ويده تفتت الخبزه : وش قصتك! "أومئ براسه على كتف ليث وكمل" ومن بلا كتفك كذا!!
رد ليث بكل برود وحاط كل حواسه بالعشاء الي قدامه : أبوي
عقد عواد حواجبه بإستغراب وبشك : ما فهمت
رفع ليث رأسه وهو يمسح طرف فمه : أبوي ألي حرق كتفي
عواد : أنت هارب منه يعني ولا ضايع!
تلفت ليث حول المكان ورجع أنظاره على عواد ألي جالس قباله: أول شي أنا وين!
عواد : في بيتي
أبتسم ليث بغباء: أقصد بيتك وين
فهم عواد وضحك على نفسه وكمل: قريب حدود الأردن
وسع ليث عيونه بصدمه هو يدري أنه مشى لفتره طويله لكن ما توقع أنه كان ممكن يقرب من حدود بلد ثاني !
كمل عواد وهو يمسح الصحن بخبزته: أنا وأختي جينا من الأردن وسكنا هنا
ليث : وحدكم!! قبل شوي لاحظت مافي أحد ساكن هنا غيركم
عواد : إلا في بس تحت الجبل إذا ودك تروح لهم روح
بلع ليث ريقه من فكرة أنه يطلع ويدور مكان ثاني نطق عواد : بكره صيام والناس مشغوله مع العيد وانت باقي تعبان ، إذا ودك تقعد ألين تصحصح خذ راحتك ما بقول شي بعدها أنزل الديره الي تحت الجبل وشوف لك مكان
اكتفى ليث بالسكوت وعيونه على عواد ألي رفع صحن العشاء وصب على الصحون الماي وقرب من الفانوس عالجادر والتفت على ليث: بطفي الضو إذا جاء وقت السحور بصحيك
هز ليث رأسه بإيجاب وانسدح على مفرشه وعواد ألي طفى الفانوس وانسدح على مفرشه وهو معطي ليث ظهره
..
نزلت ريم طرحتها وهي داخله البيت وقبالها ثنيان ألي كان ماد رجوله بملابسه الداخليه ومتكي على طرف السرير وقدامه تلفزيون قديم أبو بطن كل شوي يشوش وصوته جدا مزعج قربت منه وطفت التلفزيون بضيق: من وين جايب ذا!
عقد ثنيان وهو يأشر بالريموت عالتلفزيون : وش قلة الحيا ذي! شغليه بسرعه
عدلت ريم وقفتها تحاول توصل له الفكره : افهم وبطل تجمع اغراض الناس عندنا فالبيت! عيب عليك يا رجال انت ولد الشيخ وأخو الشيخ ! وين الهيبه والرزه!
زفر ثنيان وعبس بوجهه وهو يأشر لها تبعد من قدامه: روحي انقلعي داخل وش عليك ! ذا تلفزيون اختي ودام أنها بتسافر بعد العيد عطتنا اياه، يالله طسي داخل
تنهدت ريم بقلة حيله وشغلت التلفزيون ودخلت غرفة كنان ألي كانت تمثل أنها نايمه كالعاده ، قربت منها وجلست جنبها وبدأت تمسح على شعرها : وش صار معك اليوم
هزت كنان راسها بنفي وكملت ريم: بتشارك بسباق الخيل هالسنه بعد ؟
قامت كنان وعدلت جلستها وهي ترتب شعرها : بشارك وأفوز نفس كل مره
قربت ريم يدها من شعر كنان تحاول تعدل وحده من خصل كنان الطايره لكن بعدت كنان بعبوس : يمه وين كنتي!
رفعت ريم حواجبها بأستغراب : ليه! كنت فبيت عمك رعد
مسكت كنان خشمها بأصابعها : ريحت يدكك حنا!!
ضحكت ريم وهي تقلب يدها : وش فيه الحنا والله انه يجنن
كنان : يكتمم والله مستحيل فيوم افكر احط حنا !! " انسدحت على فخذ أمها وكملت" ودي اعيش وانا مرتاحه بس
مشت ريم اصابعها بين شعر كنان القصير وابتسمت: عمك محمد بيعيد هنا
وسعت كنان عيونها بدهشه : جد والله!! هذي والله النكبه
ريم : عشان كذا بوديك عند عمتك الهنوف إذا قررو يبيتون هنا وإذا باتو عند عمك رعد عالأقل جنبك أويس
ضحكت كنان بسخريه : مدري ليه واثقه فيه هالكثر كلهم نفس الطينه
ضربت ريم كتف كنان بخفه : عيب عليك الولد مهتم فيك ومنتبه لك
كنان : والله انك ما تدرين عن شي
تجاهلتها ريم وكملت تمشي اصابعها بشعرها ألين نامت
..
طلعت الشمس وبدأو الناس يشوفون اشغالهم والي يهني ويبارك والي ينتظر بعد الفطور يبارك على اهله وجيرانه ، قرب فيصل جنب بيت الشيخ رعد وطلعت له مزنه والعنود قربت منه مزنه وهي تنزله لمستواها ونطقت : في اغراض فالبيت خذ اختك معك وجيبوها سوا لحد يتأخر خلونا ننجز ونجهز فطورنا وجيبو غزلان معكم زوجها مشغول مع الشيخ حمد
هز فيصل راسه بأيجاب ومشى وأخته وراه خفف خطواته عشان يصير جنبها وابتسم: بكره وقت السباق بنات ديرة خالتي ريم بيكونون موجودين؟
فهمت العنود قصده وابتسمت: ايه الكل بيكون موجود
فيصل: زين حلو يكون في جمهور وكذا
العنود : اشوفك متحمس يمكن لانك أول مره تشارك؟
رفع فيصل حواجبه يمثل الغباء: شلون متحمس! شدعوه ذا عيد طبيعي بتحمس لعيد ربنا
العنود: مقصد شي بس كل سنه كنت تقول وش هالتفاهه وتروح مع الرجال الي يضحون
لفت عليه العنود ورجعت وكملت: تراها تعرف تركب خيل وتقول أن معها خيل ابيض
وقف فيصل مكانه ولف على العنود بدهشه : بنت ومعها خيل مشيناها لكن تركبه بعد!!
رفعت العنود حواجبها وهي تدري أن الموضوع ما عجبه: وش فيها! يزهاها والله يلوق عليها كل شي
كمل فيصل مشيه وفكرة أن هالبنت تركب خيل فاكه قلبه ومضايقته
وصل البيت ودخلت العنود تجمع الأغراض الي تحتاجها أمها وهو جالس على عتبت الباب ينتظرها لف عليها وهو يرفع نبرة صوته عشان تسمعه : وانتي صدقتيها يوم قالت لك انها تركب خيل!! " ضحك بسخريه ورفع أصبعه الخنصر" كبر اصبعي ذا ما تقدر صدقيني
ردت عليه العنود وهي تمد له الأغراض عشان ياخذهم عنها : وليه ما اصدقها واضح من كلامها أنها خياله " ضيقت عيونها عليه " وانت وش دراك بطولها! قلت انك شفتها صدفه شلون ركزت على ذا كله!
فيصل: خذيها مني كذوبه هالبنت شافتكم انبسطتو عليها هبدت لكم كم كذبه  بعدين وش قلت عنها انا! بس شفت عيونها ترا وطبيعي بشوف طولها وهي ماشيه !
العنود : الحين وش حارق دمك !! لا تخاف ما بنزوجك اياها
بلع فيصل ريقه : من قال أني بتزوجها؟ !
تجاهلته العنود وسبقت خطواته على بيت غزلان عشان ياخذونها معهم وفيصل وراها في شي حارق ضلوعه ما يدري وش هو!
مروا على غزلان ألي كانت تنتظرهم ولمت اغراضها وطلعت معهم
العنود: وين عمتك؟
غزلان: قالت هالسنه بتعيد عند اخوها لها من أمس فديرتها
هزت راسها بمعنى أنها فهمت ، تباطئ فيصل وهو يوقف بينهم وهو يوجه كلامه للعنود ألي كانت واقفه على يساره : الحين قلتي أنها تركب خيل أجل وين تركبه مندون محد يشوفها!!
كان يحاول يجر من أخته كلام لعل وعسى يلقى هالشي ألي حارق ضلوعه او على الأقل يشوفها وهي راكبه الخيل عشان يصدق كلام اخته! هذا ألي كان يتوقع انه سبب سؤاله هذا 
تنهدت العنود بضيق من السالفه : ياليل مطولك!! مدري ياخي قالت فالوادي وبمزرعة أبوها وعند اشجار المنجا ، مدري هي تقول كذا
عقد حواجبه بأستغراب : أي منجا أنتي بعد!! محد فالديار الي جنبنا  كلها زارع منجا ! " ابتسم بأنتصار وهو لف عليه " قلت لك انها كذوببب مدري شلون صدقتوها
لفت عليهم غزلان بعدم فهم : وش السالفه انتو الأثنين!
عدل فيصل وقفته بنفس الأبتسامه : تقول أن في بنت هبدت لكم وقالت أنها خياله
هزت غزلان راسها بإيجاب : ايه قالت انها خياله والكل يشهد لها بهالشي
بردت ملامح فيصل ولف على غزلان : تقصدين انها قالت ان كل ديرتها تشهد انها خياله!
هزت غزلان راسها بإيجاب وهي تناظر ردة فعل فيصل الغريبه وكأنه اشمأز لوهله من هالموضوع واستفزه، وقف مكانه ولف على غزلان والعنود وبنبره حاده : بثبت لكم انها كذابه وقولو فيصل ما قال
نطقت العنود بدهشه: وش بتسوي!
لف عنهم فيصل وهو يسبقهم: بتشوفون
لحقوه البنات وهم عاجزين يفهمون سبب غضبه الي ماله أي مبرر!!

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن