البارت التاسع والثلاثون

1K 42 2
                                    

مرت الأيام وأصبح الصبح وبدأت الحياه تدب في وسط الديار ، وقف فيصل قبال باب البيت وهو يهش الديك من جنب دريشته: وجع انقلع مناك
تثاوب بملل بعد ما طرد الديك والتفت على أمه وهي جايه من بيت الشيخ حمد ومعها السله فاضيه ، قرب منها وهو يرفع القماش من على السله : وش وديتي لهم
خزته مزنه بعتب: لك وجه تتكلم؟
رفع فيصل حاجبه : وش سويت يمه!
مشت عنه مزنه وهي تمتم بصوت مسموع: انت أدرى ! يوم اني اصحيك من الصبح عشان توصل الخبز لبيت خالك حمد لكن تسفه أمك ! يا ويلك من ربك
قرب منها فيصل وهو يحاول يراضيها: والله اني ما دريت يمه ! أحد يطلب شي من واحد نايم؟ لا تشرهين علي تكفين
بعدت عنه مزنه : أبعد وروح دور غيري وتمسح فيه
حاوط فيصل كتوفها بذراعه وهو يضمها: من لي غيرك؟ يالله قولي مسامح عشان اطلع وانتي راضيه
جلست العنود جنب مزنه وهي تدفه: أبعد وروح دور بقره تلحسك
مد فيصل يده لالعنود بنذاله: يالله الحسي
وسعت العنود عيونها وهي تلتفت على مزنه بعتب: شفتي يمه وش يقول!
غمضت مزنه عيونها وهي تستجمع صبرها وتلتفت على فيصل : اطلع شوف لك شغله قبل ما اشتكيك لأبوك
عدل فيصل وقفته وهو يبوس راس أمه ويبعثر شعر العنود : يالله خاطركم " أبتسم للعنود وكمل" مع السلامه يا بقرتي
رفعت العنود أقرب شي جنبها وهي ترميه فيها ،تفادى الضربه وحط رجله قبل ما تلحقه بشي ثاني  
...
عند كنان ألي من بعد ما سافر عمها ما طلعت من البيت، طلعت من غرفتها وصادفت أبوها طالع كالعاده : وين رايح يبه ؟ أساعدك؟
بعد عنها ثنيان وهو يعدل شماغه: مب ناقصك ما أبي أحد معي " التفت عليها وهو معقد حواجبه" لك كم يوم ما تطلع من البيت من يوم سافر عمك وانت حابس نفسك وش عندك؟
رفعت كنان حواجبها مرتبكه وهي تحاول تبرر له : كنت تعبانه والحين أحسن
تقدم عالباب وهو يفتحه: زين يصير خير
سكر الباب وراه بقوه وكنان ألي أجلست عالأرض تخفف توترها الي تملكها من أبوها والتفتت على أمها الي دخلت من الحوش بعد ما جمعت ريحان وورد تزين فيه البيت وتعطر الجو وتلطفه ، التفتت على كنان وهي معقده حواجبها من شكلها : وش بلاك انتي وابوك؟
هزت كنان راسها بنفي وهي تعدل جلستها: ولا شي بس كنت اسأله إذا وده اروح معه وقال لا
جلست ريم في وسط الصاله ترتب الورد والريحان وكملت: سألك عن شي؟
قامت كنان من مكانها وهي تقرب من أمها وتجلس قبالها ، قوست حواجبها بضيق ونطقت: الحين يمه في شي فبالي عجزت استوعبه!
رفعت ريم راسها وكملت كنان: شرط عليك تجيبين ولد وبعدها عيشتيني ولد والحين وش صار؟ لاهو الي ياخذني المجالس ويشد ظهره فيني ! ولا هو ألي حولي ويداريني! اجل ليه شرط عليك يبي الولد!
أبتسمت ريم وهي تكمل ترتيب فالورد: كل الرجال كذا ، يزعج الحرمه هاتي وهاتي وإذا جابت له الضنى تركهم لها وراح يلعب برا وهي الي تسهر وتربي وتتعب " رفعت راسها لكنان وكملت" كنت بنت أو ولد بيعاملك نفس المعامله
قوست كنان شفايفها وهي تقام بكيتها: لو درى بيعتبرني عار وفضيحه؟
ريم: وأنا زوجته يشوفني هم وجبل على ظهره ما وقفت على بنته، " مدت يدها وهي تمسح شعر كنان " عشان كذا لا تزعل ولا يضيق خاطرك بيجي يوم ورضى أنك بنته وغصبًا عنه
رفعت كنان كفها وهي تمسح دمعتها بعنف: وش أسوي مابي أحقد عليه يمه!
نزلت ريم الورد لحجرها وهي تقرب من كنان وتضمها عشان تهدى: يوههه ما يستاهل هالدموع!
حاوطتت وجه كنان بكفوفها وهي تذكرها: قلت لك اني حلفت وما بصوم ثلاثه ايام؟
هزت كنان راسها بإيجاب وهي تسحب خصلات شعرها المنسابه لورى أذنها وبهمس مسموع: يمه لا تتضايقين مني كل ما فتحت الطاري لكن والله انه من زود ضيقي اتكلم
أبتسمت ريم: مو متضايقه وانتي دام شايفه الي مزعلك مو مهتم خلي الموضوع هو والجدار واحد ولا تهتمي له وتخليه يزعلك
هزت كنان راسها بإيجاب وكملت ريم كلامها: في أحد من العيال مزعلك أو مسوي لك شي؟
رفعت كنان حاجبها بإستغراب من سؤال أمها: لا !
ريم: بس أشوف من يوم راح عمك ما طلعت من البيت قلت يمكن هارب منهم
ضحكت كنان بسخريه وهي تخفي توترها: يخسون والله بس كان العيد متعب وحبيت اقعد معك وارتاح
ريم: بتطلعين اليوم؟
هزت كنان راسها بإيجاب وكملت أمها: أجل انتبهي على نفسك لا أوصيك الي صار ليلة سفر عمك مابيه ينعاد
قامت كنان من جنب أمها بعد ما قبلت راسها وراحت غرفتها تغير ملابسها قبل ما تروح بيت الشعر
....
عند فيصل الي دخل بيت الشعر وهو يتلفت يمين يسار ، عدل خليل جلسته وبحده: وش نوحك؟ " هز راسه بعد ما فهم وكمل"ما أقبل علينا من يومها
التفت عليه أويس : الي يشوفكم يقول سارق منك ورث
جلس فيصل : لولا الحيا كنت رحت سحبته من بيته
أويس: وش مسوي لك يوم أنه يهرب منك؟
أبتسم وليد : خلوه يتوغدن علينا
والتفت فيصل على أويس: هو كذا ؟ إذا وعد يهج؟
مسح أويس حواجبه بملل: الله لا يشغلنا إلا بطا....
سكت وهو يشوف كنان داخله عليهم ورفع أصبعه وهو يأشر عليها ونطق: فُرجت يا شباب ، هذا هو أقبل
رفعت كنان كف يدها وهي تسلم عليهم ويردون عليها السلام بحراره،  قام فيصل وهو يسحبها من طرف ثوبها : من يوم راح عمك وانا انتظرك ولا جيت يا مال العافيه
أرتبكت كنان وهي تعدل ثوبها: انت ما نسيت؟
وسع فيصل عيونه : لا يكون كنت تمشيني بس؟
تنهدت كنان وهي تستأذن من العيال: أعذرني واضح ان سالفته مطوله
التفتت على فيصل بهمس: الحقني
مشى وراها وهو ينتظر منها توقف وتشرح له ، وقف قدام الرنا وجلس بعد ما جلست والتفتت عليه: أسمع
قاطعها بقلة صبر: هااه انطق
عدلت جلستها وهي تقابله واخذت نفس وهي تشبك يدينها تخفي توترها: أنت سألت عنها وانا سألت أمي لك عنها حلو؟
هز راسه بإيجاب: حلو؟
عضت شفتها السفليه بقلق وكملت: شوف أقول لك بس ما تقلبها وتشخصن الموضوع !
قوست فيصل حواجبه بعد ما اجتاح الضيق صدره : تكفى لا تقوله!
زمت كنان شفايفها وهي تحاول تطلع من هالموضوع بأسرع وقت: اسمعني زين ، تقول أمي أنها محجوزه " أبتسمت وهي تحاول تلطف الجو بعد ما تكدر" الله يسامحك وهقتني مع أمي جلست طول الوقت تسألني تحسب أني كنت أبيها ما تدري أني أسألها عشانك
ضاق صدر فيصل وهو يسمع كنان وأسودت بوجهه وكأن مويه بارده ضربت وجهه ، حاوط رجوله وهو يحط راسه بين رجوله يخفي الضربه الي جته بوجهه بعد كلامها ويحاول يكبح مشاعره
رفعت كنان حواجبها بأستغراب ما توقعت ردة فعله الجديه وقربت منه وهي تضرب كتفه بخفه: وش نوحك يا ولد لا تخوفني!
رفع فيصل راسه ووسعت كنان عيونها بدهشه وكأن ملامحه تغيرت ! عيونه ذبلت ووجهه برد ! خافت كنان ونطقت بربكه: يمهه! انت صاحي! ذا كله موب عشان البنت صح؟
وقف فيصل وهو ينفظ ثوبه يحاول يتجنب نظرات كنان له وأبتسم أبتسامه صفراء: محجوزه قلت؟ بعني باقي ما خطبوها
عقدت كنان حواجبها ووقفت جنبه : مدري وش الفرق؟
التفت فيصل عليها وهو يعدل شماغه : الفرق أن الأولى معناها أن لي فرصه
مشى فيصل بعد ما وسعت كنان عيونها بدهشه وهي تمشي وراه و تشوف خطتها وكلامها راح بهب الريح ،ضربت فمها بخفه ندمانه عالكلمه الي قالتها وقلبت الموازين
التفت فيصل بعد ما رجعت روحه في وجهه وبعد ما استوعب أن باقي له فرصه ونطق بحماس: وش اسمها
أرتبكت كنان وحكت راسها: مدري مو متأكد بس سمعت أمي تقول أن أسمها كيان
أبتسم فيصل وهو يعدل مشيته: حتى أسمها حلوو !!
مشت كنان بخطوات كبيره عشان تجاريه ونطقت بإستغارب: الحين صادق ولا تستهبل علي! عجزت افهمك!
رفع فيصل حاجبه: وش استهبل فيه!
أشرت كنان على صدرها وكملت: تحبها تحبها !
تنهد فيصل الهيمان: مدري شلون أوصف لك بس من يوم شفتها لعبت بموازين قلبي ، صاروا البنات بعيوني كلهم دونها ، اتمنى انك ما تشوفها
رفعت كنان حاجبها: ليه وإذا شفتها!
فيصل: أخاف نتهاوش عليها وتخرب صُحبتنا
سكتت كنان وفي بالها ألف سؤال وسؤال وبحيره من مشاعر فيصل الي تفيض تجاهها جاهل أن الي يدورها قاعده تمشي بجنبه ! لوهله جاها فضول تعرف وش يكن لها فيصل بداخله !

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Onde histórias criam vida. Descubra agora