البارت السادس عشر

1.1K 39 2
                                    

" نرجع للحاضر"
فزت كنان على صوت أويس وهو يهزها : قوم يا وغد الشمس بتطلع وانت ما صليت
فزت كنان بسرعه وهي تتلفت يمين ويسار تحاول تستوعب المكان ألي هي فيه وتنهدت أول ما تذكرت ألي صار أمس ولفت على أويس : الناس صلو؟
لف عليها وهو يرتب مفرشه : لا باقي قوم توضى عشان نلحق الجماعه
نزلت راسها ودها تهرب من المكان ذا قد ما تقدر حضنت رجلها وهي تمثل الألم : روح أنت أنا بصلي هنا رجلي تعورني شكلي طحت عليها أمس
مسكها أويس من قفاها وسحبها : أقول قم ما فيك إلا العافيه دعست ظهري دعس وانت نايم
وسعت كنان عيونها بدهشه : أنا ؟ مستحيل أنا هادي بنومي
أويس : لا يكثر بس رتب مفرسك وانزل توضى نروح المسجد
تنهدت كنان ما بيدها حيله وبدت ترتب مفرشها ونزلت تتوضى قابلتها ريم وسحبتها قدام أنظار أويس : بتروح المسجد؟
أويس : أيه ياعمه تو صحيته نروح سوا
أبتسمت أبتسامه صفرا وهي تدخل كنان الديوان : الله يوفقك ويسعدك يا ولدي روح انت أول أنا احتاجه بشغله عشان كذا بخليه يصلي فالبيت عشان ما يتأخر
أويس : بنروح سوا يا عمه ونرجع بسرعه
ريم : لا لا أبيه هو لوحده " قربت منه بهمس ومزح" بيني وبينه كلام خلني أجلده وحده ما اجلدكم سوا
ضحك أويس لما فهم مزح عمته وقبل راسها : الله يسعدك أجل استأذنك أنا
لف عنها وطلع من البيت متجه للمسجد،  قفلت باب الديوان وتنهدت كنان براحه وحطت راسها على مفرش أمها : بغيت أموتت ما عرفت اصرفه!
ريم : من اليوم ورايح بتروح معهم المسجد مقدر اسحبك في كل فرض!
عدلت كنان جلستها : يمه شلون!
ريم بحده : إذا ما رحت بيشكون فيك ! إذا خلصت ارجع البيت وادخل الديوان وصل وارجع اطلع
كنان: طيب والنوم!! معقوله بتخليني كل يوم أنام فالسطح مع أويس!
جلست ريم قبالها : مو بيدي أفهم! حاولت أمس وانت ليه ما وقفت معي وانا اتكلم!
حكت كنان راسها في لحظة ادراك : ما كنت أدري أنهم بيخليني أنام معك لو تكلمت والصراحه خفت من أبوي
ريم : حاول تتحمل هاليومين ألين يخلص البيت ونرجع
تنهدت كنان بضيق ورجعت ودفنت وجهها فمفرش أمها ألي قامت وطلعت وقفلت باب الديوان وراها
..
تجمعو شباب أهل الحاره بعد ما طلعت الشمس واحتدت وبينهم كبار الحاره عشان يشرفون عليهم تقدم الشيخ رعد وهو حاط كفه على طرف اكياس الأسمنت: نتعاون كلنا مع بعض يد وحده عشان ما ندخل شهر ذو الحجه إلا والبيت جاهز ونفرح فرحتين نفرح بالعيد و بالبيت
هتفو الشباب بتشجيع وحماس وكمل كلامه : هذي اكياس الأسمنت أستخدموهم بحرص والباقي نرمم فيه البيوت المحتاجه والمساكين قبل العيد
الكل وافق كلام الشيخ رعد وكل واحد بدأ يشمر عن أكمامه ويسوي ألي يقدر عليه ، وقف فيصل وبيده الكريك بعد ما سوا فتحه فنص الأسمنت وعيونه على كنان ألي كانت واقفه تتفرج بملل: تعال يا وغد تعال مد يدك وساعدني !
لفت عليه كنان وتنهدت بضيق : وش تبيني اسوي يعني!
رمى فيصل عليها سطل الماي ألي كان فاضي ومسكته بسرعه :عبها ماي وتعال ساعدني
وسعت كنان عيونها بعد ما مسكته : تخيل ضرب براسي!!
فيصل : لا تكبر السالفه تراه فاضي
قامت كنان بخطوات ثقيله عشان تعبي السطل ماي من الخزان ألي ما كان قريب مره
عند العيال الباقيين ألي كان ماسكهم أيهم تهزيئ وهو يعبون سطول الماي : كل ذا صار أمس ولا واحد فيكم تكرم وجاني عشان يعلمني !
أبتسم ليث وغمز له : قلنا عريس ما نبي نزعجك
أيهم بحده : أحمد ربك بيني وبينك هالشاكوش ولا كنت طيرتك برجلي
لف عليه خليل بدهشه وهو ألي كان جالس بينه وبين ليث : من الشاكوش! تقصدني أنا؟
وقف خليل ومسك سطل الماي وكبه على رأس أيهم كله أنتفض أيهم بسرعه وزلق بالماي وطاح على ظهره وانفجروا العيال يضحكون
تقدم له أويس ألي كاتم الضحكه وهو يرفعه : افاا ليه تسوون بعريسنا كذا !
استقام أيهم وهو يشهق من البرد ويمسح وجهه ويتوعد بخليل وزلق مره ثانيه على ألي كان جالس وراه وفز لما شاف كنان كانت جالسه وراه وكلها ماي وغرقانه ألتفتو العيال بدهشه أول ما شوفوها ما كانو يدرون أنها جالسه تعبي السطل بالماي ! وقفت كنان بحده وهي ترمي السطل  قدامهم : يا ثقل دمكممم!! الناس ترمم هناك وانتو تلعبون بالماي هنا
مشت عنهم بضيق وهم ألي كانو باقي تحت الصدمه أنها تغرقت مع أيهم مندون ما يدرون وسحب كل واحد السطل حقه وبدأ يعبيه ماي
أويس: ما يمشيكم بالمسطره إلا هو
وليد: شكله بيمسك وضع الحاره بعد أبوك مو انت
أبتسم أويس بأستفزاز : احسننن فكوني منه بس
خليل: يعترف أن وده يكون من الطبقه الكادحه
مازن : ليه محسسنا جالسين على أسيه! ترا بس يديرون أمور الناس!
ضحك وليد: يا زينه متواضع
ضحكو العيال وكملو يعبون السطول قبل ما تظلم الدنيا
عند فيصل ألي مسك واحد من العيال ألي كانو جايين ومن عند الخزان : شفت كنان وانت جاي؟
هز الولد راسه بنفي وراح عنه ، لف فيصل عالولد ألي واقف جنبه وعطاه الكريك : خذ اخلطه زين ألين اجيك
مشى طريق الخزان وكان يشوف العيال جايين مع سطول الماي وما لمح كنان من بينهم عصب وتنرفز : هج الوغد يوم قلت له يساعدني؟
لمح كنان ألي كانت واقفه بين الشجر ألي بجنب الطريق وقرب منها : وش تسوي عندك؟ تتهرب كالعاده
تجاهلته كنان وهي تعصر غترتها الغرقانه بالماي ورجعت ربطتها على راسها تفاجئ فيصل من منظرها وشدها تجاهه عشان تواجهه: شلون تغرقت كذا!
رفعت كنان راسها وعطست بقوه وبدأت تكح: العيال كانو يلعبون بالماي وتغرقت هذا الي صار ارتحت؟
عقد فيصل حواجبه : وش فيك تنافخ طيب !
فصخ فيصل شماغه وحطه على كتف كنان فزت كنان ونزلته بسرعه ومدته له: ما احتاجه برجع البيت واغير ملابسي كلها
ضحك فيصل بقوه ودف الشماغ عليها : أي ملابس؟ نسيت أن ملابسك كلها احترقت ؟
صنمت كنان بمكانها لما استوعبت ان كل شي فالبيت احترق حتى ملابسها تنهدت وسحبت الشماغ وحطته على كتفها بأهمال : أجل بروح البيت ادور شي ألبسه وارجع
هز فيصل راسه بإيجاب وهو يضحك على فهاوة كنان و برائتها ألي استنتج أن سببها عدم احتكاكها بشباب الحاره
رفع فيصل نبرة صوته عشان تسمعه وهي ماشيه : لو تأخرت بجيك أسحبك من شوشتك
كنان بنفس النبره : ايهه يصير خير
لف عالشباب وسحب الكريك ورجع يكمل شغله وكل ما طرت كنان في باله ضحك والكل مستغرب من ضحكته ألي مالها سبب بنظرهم
..
في بيت الشيخ رعد نزلت الهنوف لمستوى ملاذ بهمس : ادخلي الديوان بسرعه رتبيه عشان يدخلون ينامون فالليل وهو نظيف
قوست فمها : يمه أنا بساعدك بالغداء ! قولي ليقين تروح هي ترتبه
الهنوف : لا يقين ترتب باقي البيت وانتي الديوان عشانك الكبيره احسن منها ما نتفشل قدام عمك وعمتك
سحبت ملاذ المكنسة بضيق ومشت عالديوان
أبتسمت ريم : الله يصلحك كنتي خليها تجلس الديوان مرتب
رفعت الهنوف الرز عشان تغسله : لا خليها تتحرك وتطلع من جنبنا شوي نتكلم براحتنا
ريم : معليك بتتسنع مع الوقت وماشاء الله عليها رايحه جايه من الصبح
الهنوف : ايه احسن مابي أعودها عالكسل هي واختها
قامت ريم بدأت تقطع الدجاج عشان يجهزون الغداء لالشباب ألي يشتغلون وملاذ ألي فتحت الباب بإهمال جاهله بكنان ألي كانت تبدل ملابسها الغرقانه، فزت كنان على صوت الباب ولفت وملاذ ألي كانت واقفه مكانها تحت الصدمه من المنظر الي قدامها ! ارتعش جسم كنان وانتفض من الخوف رفعت ثوبها تغطي جسمها واتجهت على ملاذ بخطوات سريعه وسحبتها داخل الديوان وسكرت الباب وراها

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن