البارت السابع والثامن

1.6K 50 2
                                    

عند ليث الي دخل على أمه وهي مشمره أكمامها وتعجن العجين وجنبها رحمه تقشر البطاطه وتقطعهم ،
جلس قبال أمه : خلف باقي عند جدتي ؟
أم ليث : خله هناك أحسن له من القعده هنا
رحمه: وشوله تسأل عليه وأنت تدري وينه
تجاهل رحمه وقرب ليث من أمه وبترجي: يمه ليه ما تطلبين الطلاق ونروح عند خوالي؟
جلست رحمه جنبه وهي تأيد كلامه : أيه والله صادق يمه خلينا نروح وربي أنهم أرحم علينا من أبوي
أم ليث بحده : أسكت أنت وياها وش تبون الناس تقول عني ؟ بيقولوا تطلقت أكيد انها عوبه!
عقدت رحمه حواجبها: وش علينا يمه من كلام الناس؟ راضيه تنداس كرامتنا كل يوم وننظلم بسببه ؟ يمه ذا ما يتعاشر!
تشبث ليث بذراع أمه : يمه كلام الناس ما يودي ولا يجيب ، هم ما يدرون وش يصير فالبيت ما يدرون وش فقلوبنا !
أم ليث : يا ولدي أبوك شرَّاني ! والله ما بيخليني أخطي فوق عتبة البيت ، كويس أنه يوافق أروح المناسبات
رحمه بحده : وانتي راضيه بالي يسويه؟ واضح أنك رافضه بس ليه مو راضيه تتصرفين!!
وقفت أم ليث وعطتهم ظهرها وهي تغسل يدها : الله ينصرني عليه وعلى من والاه ، روحو بيت أبو فيصل عاونوهم
...
عند كنان وهي نازله من الوادي صادفت وليد وهو طالع على الوادي ، قرب منها ومسك أذنها بعتب
وليد : يا شينكك وأنت زعلان
كنان وهي تبعد يده عن أذنها : ماني بزعلان خلني في حالي
حاوط وليد رقبتها وسحبها طريق الوادي : تعال تعال نتفاهم فبيت الشعر
كنان : تبي أويس يذبحني؟ خلني بعيد عنه بس
وليد : أفا يا وغد تردني؟
كنان وهي تبعد يده : لا بس مابي مشاكل
رفع وليد عيونه  على أسر : وليش تجره وراك كذا؟ حرام عليك وين ما رحت وأنت تجرجره
كنان : برجعه البيت وأروح عند سيف فالدكان
عقد وليد حواجبه : ليه وش بتسوي هناك؟
كنان وهي ماشيه : بقعد هناك أضيع وقت وارجع البيت
تركها وليد ومشى : يالله أنك تعينه تحسس الواحد أن فوقك جبل هموم  أبتسمت كنان وكملت طريقها
...
عند ملاذ الي وقفت موسعه عيونها بأعجاب  وهي تشوف الملابس وبدأت تمشي بينهم وتتبوسم عليهم وغزلان والعنود وهم يشمون العود بأعجاب والمسك
غزلان وهي تقرب العود من العنود : شمي ذا يهبل !
العنود وهي تبادلها : ايهه خذيه ينفع لك
ملاذ وهي مكشره : يوهه ريحته قويه تخنق يابنات
لفت عليها العنود : وينك ووين العود عنك خليك بس
ملاذ : ويهه! مدري شلون عاجبكم
قرب منهم فيصل وهو معطيهم ظهره : أسرعو يا بنات الدنيا ظلمت والمغرب دخل
غزلان : أبشر يا أخوي خلصنا ما بقى شي
فيصل : يالله وأنا أخوك عشان يمدينا نرجع البيت ونرتب الحوش أنا والشباب
العنود : أبشر خلصنا
..
عند ليال وهي داخله الديوان وأبوها متكي لوحده
ليال وهي تقعد جنبه : أفا يبه لوحدك ولا تقول لي؟
الشيخ حمد : وش سويتي يا بنتي؟ جهزتي لعرش بنت خالتك ولا ناقصك شي؟
ابتسمت ليال : لا يبه كل شي جاهز بس تسمح لي أروح عندهم بكره أساعدهم وأجهز معهم؟ بنات الحاره كلهم بيكونو هناك يساعدونهم فالبيت وأنا بنت خالتها أولى منهم فيها
أبتسم الشيخ حمد وعيونه عليها: راعيت واجب الله يحفظك يا عيون أبوك ، أيه روحي وشوفي وش يبون ولا تخلي خالتك تتعب وأنتو جالسين
ليال : لا يبه عيب وشق جيب إن كاني أروح وأجلس وهي تشتغل 
ضرب على ظهرها بخفه : شوفي أخوك يا بنتي يمكن يحتاج شي
ليال : من عيوني ! كم حمد عندنا ؟
..
عند كنان وهي قاعده مكان سيف وهو راح يكمل شغله برا الدكان ويرجع ، دخل خليل وهو يشوف كنان مكان سيف
خليل : وش تسوي عندك؟ صرت تشتغل هنا؟
وهي حاطه كفها على فكها ومتسنده على الطاوله : لا بس قال عنده شغله ويرجع وأنا هنا بداله ألين يرجع
دخل عليهم سيف وهو يسلم ويوقف بجنب كنان ويفتح الدفاتر حق الديون
سيف : يا هلا ومرحبا خليل وش اخبارك
خليل : والله طيب نسأل عنك وما تسأل عن أحد ولا تروح عند أحد
كنان : خله يا خليل تشوفه فاضي لك يعني؟
ابتسم سيف : والله شوفت عينك ، مقدر أطلع وأسكر الدكان
خليل : أيه صادق والله، الله يكون بعونك " لف على كنان الي كان واضح أنها في أقصى مراحل حزنها " وانت مو ناوي تروح معي عند فيصل؟
لفت عليه وعقدت حواجبها : وليه اروح؟ تقصد أروح ديرة الشيخ حمد؟ لا يخسي فيصل مو أبوه
خليل وهو يسحبها : ادري أنك متضايق منه بس معليه تعال بسوي لك هدنه صلح بينكم وتنحل الأمور
كنان وهي تحاول تبعده عنها بس مو قادره : وش علي منه فكني بروح البيت
سيف : شفت خالتي ريم وهي رايحه على ديرة الشيخ حمد
لفت عليه كنان مصدومه : وش وداها هناك!
خليل : قايل لك بس انت ما تفهم ! الديره كلها راحت بيت أبو فيصل عشان يساعدونهم
بعدت عنه كنان وهي تعدل ملابسها : ماني برايح تبي تروح روح لوحدك
وطلعت من الدكان ورجعت البيت وفي خاطرها كان ودها تروح وتشوف طقوس ما قبل العرس بس كابرت مشاعرها وقعدت فالبيت
..
أجواء ما قبل العرس، ناس داخله وناس طالعه ، والحريم الي كل وحده داخله وفوق راسها صحن وخبز والي داخله معها ولدها الي داخل وفوق راسه القدور ، ويدخلون الشباب ويجهزون الغنم ويحلبونها واكياس الرز والسكر ، والي متعلق فوق السلم عشان يركب الأنوار والزينه والأطفال يحوسون عند أرجولوهم ومو تاركين شي في حاله!
كنان ما قدرت تصبر وراحت تراقبهم من بعيد على التله الي جنب بيت أبو فيصل، ودها تكون بينهم بس كل ما فكرت بفيصل كنسلت وجلست مكانها..
..
كانت ديرة الشيخ حمد قايمه فوق تحت الكل متحمس لعرس بنت أبو فيصل، قام أويس من بين العيال الي جالسين في حوش بيت أبو فيصل وهم يتغدون وكأنه ناسي شي وأنظاره تدور وليد ألي كان وقتها جالس فالأسطبل حق الخيول مع فيصل وأيهم
أويس وهو يحط ذراعه على كتف وليد وعيونه على فيصل: باقي ما تصالحتو؟
فيصل: ما شفته من أمس ، كنت أحسب أنه بيجي معكم ومنها فرصه اتكلم معه بس ماجاء!
أيهم: معليش يا فيصل مابي أحد فيكم زعلان في عرسي تدري كلكم أخوياي وابيكم حولي
فيصل: شدعوه يا رجال كلنا بنكون موجودين
دف أويس أيهم وهو مبتسم: أوووهه عريسنا أشوفك بديت تختفي من الحين!
أيهم وسع عيونه وأبتسم: لا والله شدعوه بس زي ما تشوفون يمكن ماعد بطول فالوادي معكم بعد العرس
ضربه فيصل بخفه على راسه: هيهه ترا أخوها باقي جنبك يا وغد
وبين ضحكهم جاهم خليل وليث وبعد ما جلسو من بعد الفجر يقطفون فالبن
خليل: نشرنا البن على سطح البيت بكره نشوف وش صار عليه
ليث وهو يلف ذراعه: والله يا أن ذراعي ودعت
وليد: الله يقويكمم مافي أطيب من بن وادي أبو خليل
أويس: أي والله دام خليل ألي يهتم فيهم عسى الله كيَّفنا
قرب خليل من فيصل وسحبه على جنب بعيد عن العيال
خليل بهمس: مو ناوي تتصالح أنت وكنان؟ ترا طول الليل وهو فوق التل الي ورا بيتكم
لف فيصل مصدوم من كلامه: تحكي صدق؟ وليه قاعد هناك؟
خليل: مدري أمس أحاول فيه يجيكم معي ورافض وقال بيروح ينام بس لما وصلت لقيته عالتل
فيصل: هو وينه الحين؟
خليل: مدري بس أكيد رجع البيت ، وأنت وش تنتظر! روح تصالح معه إذا هو عنده مشكله ما وقدر يبادر أنت وش وراك ما تبادر حتى لو هو غلطان!
فيصل: بروح له بس ما فضيت من أمس وأنا أحوس رايح جاي
خليل وهو يدفه بخفه: روح له الحين دام أنك فاضي
فيصل وهو يمشي: وينه طيب!
خليل رفع كتوفه: مدري دوره عاد أنت وحظك وين بتلقاه
..
قامت رحمه وهي تتمغط وتمدد جسمها ألي تصلب وهي تقص الأكياس الملونه الصغيره حق الحلويات وتقطف الورد مع البنات
رحمه: ظهري ظهرييي
ضحكت ليال وهي تجمع الأكياس والورد من الأرض: من أمس وأنتي تقصين فيهم أرحمي نفسك
العنود: محمد متحمس كثرها
قربت يقين وجلست بينهم تسمع كالعاده ولا تشاركهم الحكي
لفت عليها ملاذ وأبتسمت: يوهه عاد لو شفتو يقين من أمس مزعجه أمي تقول ما عجبها الفستان الي جابته لها العنود
قامت يقين مصدومه: متى قلت!! لا تكذبين
العنود تمثل الحزن وكلهم متفقين يضايقون يقين: أفاا وأنا تعنيت وانا أختاره قلت أكيد بيعجبها
غزلان: لا تزعلين يالعنود عادي عادي
لفت يقين على العنود تحاول تفهمها بس قاطعتها ملاذ: ما تنلام لو زعلت وهو متعنيه فيه
قامت يقين بضيق وطلعت من الغرفه وكل البنات ماتو من الضحك ، قربت منهم مزنه ومعها طوق ورد وحطته فوق راس غزلان
مزنه: خليني أشوف كويس ولا أخليه أكبر
ملاذ: اخسس والله يجنن يا عمتي دامه من يدك
أستحت غزلان وغطتت وجهها بكفوفها
ريم : وشوله أستحيتي والله أنك قمر
غزلان بخجل: الله يسعدك يا خاله أحرجتوني
مزنه وهي تاخذ طوق والورد: بزيده شوي أحسه خفيف
طلعت مزنه وريم ونجمعو البنات على غزلان عشان يساعدونها تلبس ملابس الحنا ويزفونها
..
طلعت كنان من البيت وهي تجر أنفاسها بضيق وقفلت الباب قبل ما تمشي وأول ما لفت فزت ومسكت صدرها وهي تسمي
كنان : بسم الله الرحمن بسم وش موقفك وراي كأنك أبليس
قرب فيصل وهو يجرها من طرف ملابسها: تعال بنروح عند الرنا
بعدت عنه كنان: ليه نروح هناك؟ اشوفك تروح هناك واجد وانا مدري
كانت كنان خايفه وتملكها الخوف تماما وكل الي يدور في بالها أن فيصل شاف المدفون الي دفنته تحت الرنا والكل يدري أن محد يتكي هناك كثرها
لف عليها فيصل بملامح بارده: ماودك نتفق يعني؟
كنان تنهدت براحه: براحتك ما فرقت معي
تجاهلها فيصل وسبقها وهي رواه وما تدري شلون تعتذر أو تبرر الي صار كل الي فبالها أن محد غلطان غير فيصل وهي من حقها تزعل وهو ماله حق بزعله ما حست بنفسها إلا وهم تحت الرنا وراحت ركض وجلست فوق الحفره الي دفنتها
عقد فيصل حواجبه: لا تخاف مو ميت عليها !!
قرب وجلس وكان يفصل بينه وبين كنان مسافه يقدر يقعد فيها ثلاثه أو أربعه غيرهم
لف عليها فيصل بنفس الملامح البارده: ليه أمس كنت ورا البيت ولا نزلت؟
لفت كنان مصدومه ما توقت أنه ممكن يشوفها: شفتني هناك؟
أخذ عود من الأرض وهو يرسم فالتراب: لا ما شفتك بس واحد قال لي
كنان: من الي شافني
فيصل: وش الفايده إذا عرفت ، دامك كنت ناوين تجي نتفق ليه رحت مندون ما تجيني؟
كنان: بس أنا ما رحت هناك عشان أصالحك!
فيصل: ليه رحت أجل! تضايقت أنك لوحدك فالبيت؟
كنان: لا بس كنت طفشان ورحت أشوف ورجعت البيت ما طولت حتى
وقف فيصل وهو ينفظ ملابسه: أجل خاطرك دامك مو ناوي نتفق وراي شغل
وقفت كنان وهي تجره من ملابسه وهي تتذكر تهديد أويس لها: أصبر خلنا نفهم وش صار ونتفق بعدها
لف عليها فيصل ورجع جلس بمكانه وجلست كنان بجنبه: الحين أنا غلطان لأني رميت الحجر وأنت غلطان لأنك سحبت غترتي تبيني أقول كذا؟
لف عليها فيصل بنص عين: كذا الناس تتفق؟
كنان: وش ودك أقول يعني!
فيصل: الواحد يجيك يعتذر يقول أنا أسف وكذا وكذا مو تسلك لي! صدق أنك شين وقوي عين!!
بدأت كنان تنتف شايفها بتوتر وعيونها على الأرض مد فيصل يده ومسك معصمها وسحبه يحاول يمنعها : هيهه شوي شوي الدم وصل دقنك!
سحبت كنان كفها بسرعه وبدأت تمسح الدم ألي طلع من شفايفها متساهله نظراته الي كلها حيره
فيصل : كل ذا التوتر عشان قلت لك اعتذر؟ ما باكلك ترا!
تنهدت كنان بتوتر واضح على وجهها : ياليلل وشوله اتوتر!!
بعد ضغط كبير من فيصل أعتذرت كنان بعد يا شاهدين أشهدو بعد ما كانت مصره أنها مو غلطانه أما فيصل ألي أعتذر لها على طول وكان همه الوحيد أنه ما يخلي أحد من أخوياه زعلان بالذات أن عرس أخته قريب وما وده بشي يخرب هاليوم ،
أنسدح فيصل بجنب كنان تحت الرنا وهو مغمض عيونه : أيهم أصغر مني وتزوج وأنا باقي يا حسرتي بس
لفت عليه كنان : وأنت مين الي ماسكك وحالف عليك ما تتزوج ! الديره كلها بنات قول أبي اتزوج ومحد بيمنعك
فيصل : ما ودي اتزوج حي الله ! أحس أني باقي ودي ادور البنت الي تناسبني
كنان وهي تقوم تنفظ ملابسها : أقول قم بس ما ضنتي أحد بيرضى فيك
عدل جلسته وهو موسع عيونه : وش بلاي عشان ما ترضى فيني !
تجاهلته كان وركضت كنان أول ما تذكرت أنها ما أخذت آسر معها ولا شيكت عليه أول ما قامت وتركت فيصل الي كان منصدم من حركتها وخلته مندون أي مقدمات ،
...
قامت موضي من على سجادتها بعد ما تمت فرضها ويدخل عليها سيف الي كان يراقبها من را الباب ينتظرها تخلص تقدم لها وجلس بجنبها : الله يتقبل يمه
موضي : الله يرضى عليك يا ولدي ويعطيك ما تتمنى
أبتسم سيف بخجل وهو يسأل : الحين يمه ما ردت بنت أبو فيصل خبر؟
مسحت موضي على ظهره بحنيه : لا تستعجل يا ولدي إذا كانت من نصيبك ربي رح ييسرها لك ، وتتزوج ونروح الرياض سوا
أبتسم سيف وهو يتخيل الي بيصير بحكم أنه قرر هو وأمه يفتحون دكان فالرياض ويطلعون من الديره شوي يمكن ربي يفتحها بوجهه
قامت موضي من جنبه وهي تلبس طرحتها: أنا بروح عند أم فيصل يمكن يحتاجون شي منا ولا منا وبعد العرس بسألها وأبشرك وانت خل عنك هالأفكار وانتبه عالدكان الله يصلحك
أبتسم سيف وهو يهز راسه بإيجاب : ابشري يمه
..
طلع الشيخ رعد من الديوان وعيونه تدور على أويس ألي شافه بين العيال يأمر وينهي بحده ونبره عاليه : أويس يا وغد تعااال
فز أويس على صوت أبوه وراح له ركض ووليد وليث ومازن وخليل وراه : سم يبه آمر
مسك أذنه بعتب : قلت لك تجيب القعود والطلي من البيت معك ولا ما قلت ؟ وينها الحين؟
وسع أويس عيونه أول ما تذكر وغمض عيونه بألم : أبشر يبه الحين بروح أجيبها
الشيخ رعد: كنت حاس والله الحين بسرعه تروح وتختار أحسنهم وجيبها لا تسود وجهي قدامهم وتجيب الطارف
أويس وهو يركض عنه والعيال وراه : أبشر يبه
ضحك ليث بصوت مسموع : محد يقدر عليه إلا أبوه
خليل بنفس النبره : على كثر ما اجلده بس نادر أشوفه مطيع كذا
لف عليهم أويس بحده: قدامي انت وياه لا ألفحك بالعصا ألي بيدي
خليل: مو شاطر تستقوي إلا علينا
ركض خليل بسرعه يهرب من أويس ألي صار يلحقه بالعصا وحالف ما يتركه ألين يسوي له شوارع بظهره
..
دخلت كنان الأسطبل وجلست جنب آسر بعبوس وزعل : كله من فيصل وجه الخبز خلاني أنساك
دخل فيصل وتكى على الباب : الحين صرت وجه الخبز؟
فزت كنان على صوته : وش فيك من اليوم تنفظ قلبي ! ليه لحقتني؟
فيصل وهو يجلس جنب آسر ويتأمل فيه : شفتك تركض خوفتني أحسب صار شي " مسح على رأس الخيل وهو يتأمله " أهداك خالي رعد هالخيل؟
كنان : لا، كان هديه لأبوي عشان الله رزقه بالولد " بلعت ريقه بغصه " وأنا ربيت معه ومحد يهتم فيه غيري
فيصل: ذكرتني بأدهم ، من أول ما بدينا نجهز لعرس أختي وأنا مهملها
عقدت كنان حواجبها:  فرس هو ولا حصان !!
رفع فيصل حاجبه: لا فرس
كنان : وليه مسميها أدهم وهي أنثى؟
فيصل : ماكنت أدري أنها أنثى ولما سألني أبوي وش أسميها قلت أدهم وما عارضني وهي تعودت على هالأسم
هزت راسها بتفهم وفي داخلها شي حسسها أنها هي وأدهم كأنهم وجهين لعمله وحده وفيصل مو غير عن الرجال حتى هو ماخذ من طبع أبوها ويميز الذكور وكل الرجال نفس التفكير لو يدري أنها بنت بتهجم عليها ولا بتجاهل الموضوع نفس الفرس أدهم !!
مر أويس والعيال من جنب الأسطبل ولاحظو الباب مفتوح
قرب أويس وهو يطل راسه لداخل : وش تسوون هنا
فزت كنان بخوف وزفرت بضيق وهي تقوم : يا شيخ الله يقلع العدو وش بكم علي اليوم !
وطلعت وهي ضايقه ودخلت البيت وتركت الباب مفتوح وراها
لف أويس على فيصل بتعجب: وش بلاه!
ضربه بخفه على كتفه وهو يبتسم : خله خله ما ينلام أنخرش واجد اليوم ، أنتو وش جابكم هنا؟
ليث أبتسم وعلى وشك يفطس من الضحك : فاتككك وش سوى عمي رعد
فز أويس وقرصه بكتفه : أسكت مو ناقص إلا تروح المسجد وتوصي الأمام يقولها بخطبة الجمعه! ولا تبي ارسم على ظهرك نفس خليل؟
قلب خليل عيونه : تخسي ! ما قدرت تمسكني حتى
كان فيصل بينهم وضايع مو فاهم شي من ألي يقولونه
قرب منه وليد وهو يهمس بأذنه : خلك منهم هواشهم المعتاد
فيصل: مسوي طالع منها؟
اعدل وليد وقفته ورفع كتوفه : أنا الكبير هنا وأعقلهم ما تطلع مني هالحركات
ضحكو العيال بأستهزاء وقامو كلهم بعد ما سحبو كنان بالغصب وراحو عند الحلال " الأبل والنياق والخرفان"
...
تجمعو البنات حول غزلان وكل وحده بيدها دف وبدأوا يغنون " يا ناقش الحنا على كف يمناك ، يا سعد من شبك يده بيديك "
وألي تزغرد كل ما قالو البنات شطر، وأم محمد ألي كانت جالسه قدامها وتعجن فالحنا وتوزع على المعازيم والوغدان والبنات حولهم يرقصون،  قامت رحمه من بين البنات وبدأت تاخذ الأكياس الملونه ألي قصصتهم وبدت تنثرهم عالبنات وعلى غزلان تحت أغانيهم وزغاريدهم ،ومزنه ألي كانت جالسه طرف الباب وتمسح دموعها بطرف طرحتها ومشاعرها الملخبطه بين الزعل أنها بتفرق بنتها وقطعة من كبدها وبين الفرحه أن بنتها عروس والكل يغني لها وفرحان فيها
جلست ريم جنب مزنه وهي تطبطب على ظهرها بخفه تحاول تخفف عليها : الله يستر عليها  ويسعدها أمسحي دموعك بنتك لا تشوفها ويتكدر خاطرها
رفعت مزنه كمها وبدأت تمسح دموعها بعنف خايفه بنتها تشوف دموعها : غصب عني والله ، أنام على دموعي والله ما ودي افارق بنتي
الهنوف : أذكريها بالخير البنت عروس لازم تفرحين فيها ومعها
قامت العنود والبنات ومسكوا غزلان عشان ترقص معهم وهي ما ودها تتحرك من الحيا
العنود : خففي الحيا شوي وأرقصي مارح تتزوجين كل يوم
نزلت غزلان راسها بحيا وهي تبتسم
رحمه : وش رايك بالجو الي سويته بالأكياس؟ تجنن صح؟
ضحكو البنات وقامت ليال : بنسهر عليهم وأحنا ننظف
ملاذ : خلينا ننبسط وخلي الباقي على الله لا تشيلي هم شي من الحين
العنود : خلونا ما نجيب طاري التنظيف عشان ما نتنكد
جلست ليال عالأرض وبدأت تجمع الأكياس عشان نتثرهم مره ثانيه عالبنات
..
دخل أويس هو والعيال داخل شبك الهجن وهو يتلفت يمين ويسار
أويس : ياا زول عثمان  وينك ياا شيخنا
جاهم عثمان" الراعي" مسرع وأبتسم أول ما شافهم وبدأ ينفظ ثوبه من الغبار : يا أهلا وسهلا أيش دايرين تساوو هينا؟
ليث : روح أرتاح بس حبينا نعطيك خبر أن الشيخ رعد طلب مننا ناخذ كم واحد لديرة الشيخ حمد
وسع وليد عيونه : وش ألي يروح يرتاح ! خله يساعدنا
شمر أويس أكمامه ورفع أطراف ثوبه وربطه على خصره : لا يكون ما مليت عيونك؟
فيصل وهو يسوي نفس أويس بملابسه : خلك منه ويالله نشوف شغلنا
هز الراعي عثمان راسه بإيجاب وهو رايح عنهم : أخليكم تاخدو راحتكم وأنا اريح فالعشه
وليد وهو يرفع يده بأستسلام : أنا مالي علاقه فيكم بروح أقعد عند السياره ألين تجون
كانت كنان ناويه تسحب نفسها معه بس مسكها مازن ودخلها معهم داخل الشبك
خليل : عندي فكره
كنان : يالله سترك وش عندك أخلص علينا
أويس : لا تفكر أرتاح محد يجيب لنا المصايب إلا انت
خليل : أسمع بس ، نص مننا يطلع مع الذبيحة الأولى والنص الثاني يطلع الثانيه وكذا عشان ننجز

هز فيصل راسه بإيجاب دليل على اعجابه بالفكره: خلاص مازن وليث خليل مع بعض ياخذون أول واحد ويروحون يركبونه السياره واحنا ناخذ الثاني ونلحقكم وأرجعو خذو الثالث وكذا ألين ناخذ العدد كله
هزو راسهم بإيجاب إلا كنان ألي كانت ماسكه راسها من الموقف الي حطت نفسها فيه
تجمعوا خليل وليث ومازن وسحبو قعود وراحو عالسياره
فيصل : قوم ناخذ الثاني نلحق عالوقت ويمدينا نرتاح شوي قبل الكرف الصدق
وقف أويس وسحب كنان : أنت تعال أركب على القعود لأنه هايج ما يهجد ويكره أي أحد يقرب منه
وسعت كنان عيونها : أيه وبعديين؟!
فيصل : أيه صح عشان يمكن إذا حس أن في شي على ظهره وهو يمشي يكون هاجد
لفت كنان طالعه من الشبك: خاطركم دوروا أحد غيري
سحبها فيصل وجلسها فوق القعود ، حضنت كنان ظهر القعود بخوف وندمانه على الساعه ألي فكرت فيها تلحقهم ، أول ما وقف القعود نطت كنان من على ظهره تحاول تهرب بس ألي ما حسبت حسابه أن القعود ما وقف وهو يلحقها ، انصدم أويس وفيصل وصارو يركضون ورا القعود وكنان وكان شكلهم لا يحسد عليه أبدا ، ركضت كنان ودخلت بين الشبك وسكرته عشان ما يدخل عليها القعود ولأنه كان يمشي بأقصى سرعته وراها وضرب بالشبك وطاح عالأرض
أويس وهو يجمع أنفاسه بخوف وسند يده على ركبته وكل جسمه يرجف : الله اكبر على بليسك من قال لك تنط من على ظهره وتخوفه!
فيصل وهو يسحب انفاسه بسرعه من التعب : يا ويلي يا ارجولي ما تشيليني يا ولد
ألتفتو على كنان ووسعو عيونهم أول ما شافوها ، كانت عيونها غرقانه بالدموع ووجهها كله غبار ويدها تقطر دم ، نط فيصل مسرع وفتح الشبك ودخل ومسك يدها وهو منصدم
فيصل : أسم الله عليك وش صار لك ؟
لحقه أويس وهو ينزل شماغه على كتوفه بصدمه : وشوله الصياح هد روحك الجرح بسيط
بلعت ريقها وهي ترجف : وأنا داخله ضربت يدي بالشبك ومن الخوف ما حسيت
سحب فيصل شماغ أويس من على كتفه ونفظه من الغبار وجلس جنب كنان وهو يربط يدها
فيصل : معليه حصل خير لا تصيح مثل الوغدان خلك رجال
مسحت دموعها بطرف كمها وبين كل نفس تاخذه شهقه
أويس : خلاص روح أجلس جنب وليد ألين نخلص ونوديك عند أم محمد تداويك
رفت راسها على أويس بخوف : والقعود ألي ورا الشبك!! أخاف اطلع ويلحقني مره ثانيه
مسح فيصل على ظهرها يحاول يهديها : بوصلك أنا عند السياره خلاص اسكت فضحتنا بصياحك
وقفت ونفظت ثوبها ومشت ورا فيصل تحاول تتفادى أنظار القعود ألي كان جالس ورا الشبك وعاجز أويس يخليه يوقف بعد طيحته

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Where stories live. Discover now