البارت التسعون

677 28 5
                                    

التفت رعد على أويس وجمع أنفاسه ونطق: شايف وش صاير بعمك صح؟ وتدري أن أهل الديار قاعدين يجهزون للمتارس بكره وإذا ما خليتك تروح بيقولون أن الشيخ خايف على ولده وشباب الديار دروع! عشان كذا بروح أنا وأنت اجلس فالبيت وانتبه لعمك وامك وخواتك وزوجتك!
وسع أويس عيونه وهز راسه بنفي: لا والله أنت أولى مني بالقعده هنا يبه! بعدين قد قلت لعيال الديار أني بروح شلون أخلف كلامي الحين!
استقام رعد ونطق بحده: أنا قلت تجلس هنا يعني تجلس فاهم ولا لا!!
أبتسم أويس بسخريه: إن مت أنا محد بيتيتم بعدي! ولاحد بيضيع وبعدي مية ولد تقدرون تجيبونه! لكن أنت إذا رحت كم يتيم بيكون وراك! وأمي يتترمل! أنا زوجتي صغيره مصيرها بتتزوج غيري بس أمي شلون بتخليها!
بلع رعد ريقه وكمل أويس: أنا بروح للمتارس بكره" ألتفت على عمه ثنيان وكمل" وعمي تحت مسؤليتك
طلع أويس من الديوان مندون ما يترك لأبوه أي مجال يتناقش فيه معه ، دخل غرفته وتلحف بفراشه ، دخلت مسك وراه ونطقت بحيره: مسرع بتنام الحين تو الدنيا مغرب! ما ودك تتعشى؟
نطق أويس بضيق: خليني في حالي ما ودي ابلع لقمه
زمت مسك شفايفها وقفلت الباب عليه والفضول ياكلها وتعرف وش صار فالديوان!
.....
دخلت كيان البيت ووراها أمها وبدأت ترمي لثمتها واكسسواراتها عالأرض بأهمال ، قربت ريم منها وهمست بقلق: وش قالوا لك هالمره؟
أبتسمت كيان بسخريه: وش بيقولون يعني! ما هزوا فيني شعره وحده
تنهدت ريد وجلست بطرف الغرفه وهي تتأمل بنتها ألي بدأت تشيل فستانها عنها بعنف وكأنها قاعده تطلع كل مشاعرها في فستانها: زين إذا ما قالوا شي ليه الانفعال هذا كله! كان خليتينا نقعد شوي زياده! مدانا نشوف العروس!
التفتت كيان على أمها ونطقت ببرود: ليه ما رحتي لوحدك دام أن ودك تقعدين ألين تطلع العروس! كان خليتيني أرجع لوحدي ليه رجعتي معي!
رفعت ريم حاجبها: أحترمي نفسك يا بنت! شلون اطلعك وحدك بهالليالي!
أبتسمت كيان بسخريه وهي تسفط فستانها بأهمال وتدخله بين الملابس: اوهه على أساس جديده علي!
عقدت ريم حواجبها بعد ما طفشت من حركاتها البايخه: زين وأنا كم مره حذرتك من هالحركات وكأنك واحد من العيال! قلت لك أن بنات الحاره بيكرهونك قلتي لااا بالعكس بيحبوني وقلت لك بنات عمك وخالتك مزنه غيرر مو نفس هذول قلتي إلا! قلت لك بيضايقونك وينبذونك ومع كذا قلتي عني موسوسه ومتشدده صح ولا لا؟ قلت لك هذول بنات ديرتي وأنا ادرى فيهم منك..
قاطعتها كيان وهي تحاول تمسك دموعها قدام أمها: وش ودك أسوي يعني؟ " مسكت شعرها ألي تعدى كتوفها وكملت" أول مره يوصل شعري هالطول وأحس اختنقت! أيه صح كنت اتمنى يطول وكنت أتمنى ألبس فساتين بس صارت مزعجه! يمه طول عمري وأنا ألبس ثوب رايح وثوب جاي ولا مره شفت غيرهم! وشعري ما تعدى شحمة أذني! معرف أتمايل نفس البنات يوم يرقصون ولا أعرف اتزين مثلهم! ليه يلوموني! ليه ما يعلموني بدال ما يضحكون علي ويبعدون عني!
تنهدت ريم وقربت من كيان ومسكتها من كتوفها وهمست: البنات مو قاعدين يضحكون عليك! لكن انتي قاعده تسوين شي غير عن ألي هم تعودوا عليه وألي يستوعبونه! هم غيرانين منك والله!
جمدت ملامح كيان ونطقت بأستغراب: وش يغارون منه!
مدت ريم يدها وبدأت تمرر اصابعها في شعر بنتها : ولا وحده فيهم شعرها بسواد شعرك وحلاوته! غير عن أنك متميزه بطول شعرك! ولا وحده تقدر تقص شعرها نفسك تخيلي !
مررت ريم اصابعه وهي تمسح دموع كيان بخفه: وغيرانين من عيونك! قد شفتي وحده من ألي كانوا فالعرس عيونها نفس عيونك؟ كأنها قطعه من السماء! الكل يتمناها!
قوست كيان حواجبها ونطقت بصوت مخنوق: إذا هم حلوين ليه يبعدون عني كل ما جلست جنبهم!
نطقت ريم بنبره حاده وألي كانت كفيله تخلي كيان تفز من مكانها: لأنك هييبهه! جنبهم خياله محد قدها وكل سنه كانت تفوز على عيال الديار فسباق الخيل وش تبين أكثر من كذا! نفسيتهم ما تسمح لهم يواجهون هيبتك وانتي جالسه جنبهم
فزت ريم على صوت أبوها ألي ميل راسه على باب الغرفه ونطق: إن كانك تشوفينها خياله وهيبه ليه تبينها تبطل تركبه!
عقدت ريم حواجبها ونطقت بضيقه: يبههه خلني أكمل ألي بديته!!
ضحكت كيان وفزت لحضن جدها : دام أنها جت من فمها ماعد لها عذر وانت شاهد على كلامها
تنهدت ريم بقلة حيله وسندت خدها على كفها وهي تشوف شلون أبوها وبنتها يتأمرون عليها! رفعت كفها وضربت فهمها بخفه وهمس : ليتني ما نطقت وخليتيك تبكين لالصبح!
أبتسم الجد صالح : أمشي قدامي ودي أكلمكم بموضوع
جلس الجد صالح وزفر أنفاسه وبدأ يحكي لكيان وأمها ألي قاعد يصير بين الديار وسالفة الأرض ، عقدت ريم حواجبها : وش لك فيهم يبه! انت كبير ولا لك في هالسوالف
هز الجد صالح راسه بتفهم: فاهم وش ودك توصلين له بس الموضوع أكبر من كذا
قوست كيان حواجبها: واحنا من لنا يبه! تدري أنك العوض بعد أبوي شلون بتروح!
رفع الجد صالح حاجبه : يا بنتي ا...
قاطعته ريم ونطقت برفض: لا والله ما ارضى! بعدين انت متى اخر مره شلت بيدك سلاح أو قوس حتى؟ يبه أنت المفروض نفصل لك نظاره لأن عيونك تعبانه! حتى القرآن ما تقدر تقراه ألين تدخل وجهك فيه!
نطق الجد صالح بنبره عاليه: ياخي مو ناويه تسكتين شوي! يا بنتي خليني اتكلم!!
زمت ريم شفايفها بأحراج ، تنهد الجد صالح وكمل : ماني برايح المتارس مع الرجال ارتاحي!! لكن بيتنا بيكون من البيوت ألي تشيل العوايل عشان كذا جهزوا البيت ورتبوه ورتبوا الغرف لأن البيوت ألي مقابله المتارس بينزحون لعندنا دام أن ديرتنا بعيده شوي عن النار فهمتوا؟
فتحت كيان فمها بأستيعاب وهزت راسها بنفي والتفت على أمها: عندك مانع؟
هزت ريم راسها بنفي: ما عندنا مانع يبه على عيني وراسي البيت كبير وواسع
عدلت كيان جلستها ونطقت بفضول: تدري يبه من هم البيوت ألي بينزحون؟
هز الجد صالح راسه بنفي : لا والله مدري ولا أدري وين بتكون متارسهم حتى ولا ودي أتدخل
هزت ريم راسها براحه : زين الحمدلله إن شاء الله تعدي على خير
....
وقف عواد عند باب المجلس وهو رافع حاجبه بأستغرب ومن جلسة ليث الغير مألوفه ونطق: وش بلاك جالس ترتعد كذا!
التفت ليث على عواد : اخيرا جيت ليه طولت اليوم!
عقد عواد حواجبه والتفت حوله وهو يحاول يستوعب الوقت ورجع انظاره لليث ونطق: تلعب علي؟ اليوم رجعت بدري ترا!
مد ليث يده وسحب عواد من ذراعه وجلسه في طرف المجلس وجلس قباله: أسمع بتكلم مندون مقدمات زين!
هز عواد راسه بتفهم عاجز يستوعب ألي قاعد يصير وكمل ليث: ودي أرجع لديرتي اليوم بس مقدر ارجع مندون ما اعطيك خبر!
عدل عواد جلسته ونطق بأستغرب: وش بيرجعك الحين! مو قلت ابوك متمرد!
هز ليث رأسه بأيجاب: صح كلامك بس أنا ما بروح لأبوي !
عقد عواد حواجبه ونطق بقلة حيله: ياخي تكلم زي الناس وبطل حركات أنك ترمي نص الكلام وتسكت!
كانت ظبيه واقفه عند باب المجلس تسمع الحوار ألي بينهم من بعيد ، تنهد ليث وجمع انفاسه : سمعت أن صاير مشاكل بين ديرتي وديره ثانيه عشان كذا لزوم أني ارجع!
هز عواد راسه بأستيعاب : متى ناوي تمشي؟
نطق ليث بدون تردد: الحين بمشي بس ودي أخذ ظبيه معي
انكمشت ظبيه ورا الباب وهي تحاول تتجنب نظرات أخوها ألي لاحظ وجودها ونطق: وش قالت لك ظبيه؟
سكت ليث ونزل راسه ونطق بهمس: ودها تجلس معك
أبتسم عواد وضحك بسخريه : وش رايك تمشي بكره العصر؟
رفع ليث رأسه بأستغراب: ليه بكره العصر!
التفت عواد حول المجلس وهو يتأمل اغراضه وأبتسم: بمشي معكم دام أنكم نويتوا الروحه
وسعت ظبيه عيونها ودخلت المجلس : تحكي الصدق يا عواد؟ ليه نروح ديرتهم!
التفت عواد على ظبيه: كم لنا هنا يا ظبيه؟ " نزل انظاره على ليث ألي جالس قباله وكمل" بعدين لي سنين هنا ولا لقيت ظالتي عشان كذا اطلع من الدايره ألي أنا فيها يمكن أفلح
تنهد ليث وهز راسه بتفهم : تمام ألي يريحك العصر العصر

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن