البارت السادس والسبعون

812 41 5
                                    

في بيت الجد صالح كان جالس مع بنته ريم متوسطين المجلس وهو يسمع لها بأنصات وهي تشكي له مر ما صار لها ولبنتها ، كانت ريم تمسح دمعتها بطرف كمها وهي تتكلم من حر مافيها وفي قلبها ، مسحت وجهها بأهمال وبسرعه أول ما سمعت كنان فاتحه الباب وداخله عليهم بحيا بعد ما سرحت شعرها القصير وجلست جنب الجدها تحاول تتجاهل وجه أمها الأحمر عشان ما تحرجها
قوست حواجبها : يبه تدري ان معي خيل ودايم يكون معي صح؟
هز الجد صالح راسه بأيجاب وكملت: تكفى يبه ودي فيه! أخاف ياخذونه مني بعد ما دروا أني بنت
عقد الجد صالح وهو يحاول يفكر بعمق ورجع انظاره على كنان: مع من هو الحين؟ يعدين يا بنتي وش بتسوين فيه هنا؟ ما بتقدرين تطلعين فيه وبيقعد محبوس بالأسطبل مو حرام؟ نخليه عند عندهم يهتمون فيه مع باقي الحلال وإذا تزوجتي وجاك ولد خلي ولدك يهتم فيه وش رايك؟
هزت ريم راسها بتأييد لكلام ابوها: صادق يبه ماغير زحمه وقروشه خليه عند عمك وإذا احتجناه فيوم أخذناه
رفعت كنان حواجبها وهي تهز راسها برفض: لا والله ما ارضى! تربى معي من وانا صغيره! تكفون جيبوه والله ما اقروشكم فيه ولا بخليكم تسمعون له حس !
تنهد الجد صالح وهو يلتفت على ريم لعلها تسعفه بحل ، زمت ريم شفايفها : والله مدري وش اقول
عدلت كنان جلستها : الخيل حقي! من حقي اخذه وين ما ابي ! خايفين عمي رعد يرفض يعني ولا شلون!
زفر الجد صالح وهو يسحبها لحضنه ويطبطب على ظهرها: وش فيك اشتطيتي! خلاص ابشري بخلي واحد من اهل الديره يجيبه لك
رفعت كنان راسها وهي تبوس راسه وترجع لحضنه وهي تهمس : الله يسعدك يبه ويطول بعمرك
ضحك الجد صالح وهو يلتفت لريم الي بادلته بأبتسامه وكفها على خدها شلون تتصرف مع هالبنت!
عدلت كنان جلستها ونطقت بجديه: الحين وش اسمي يمه؟
بردت ملامح ريم ونطقت بنفس النبره: شلون يا بنتي !
التفتت كنان على جدها ورجعت انظارها على امها: معقوله يوم عرفتي اني بنت ما عطيتيني أسم؟ بس اخوي الي سميتوه؟
أبتسمت ريم وهي تهز راسها بأيجاب: إلا عطيتك انا وأم محمد أسم بس ما جتنا الفرصه نناديك فيه
أبتسمت كنان وهي تحاول تخفي فرحتها: وش كان؟ هو نفسه كيان ولا غيره؟
نطقت ريم بجديه : الحين جد ودك نناديك بكيان ولا مرتاحه بأسم كنان؟ عشان اطلع انا وأبوي المحكمه نعدل أوراقك ونشوف وش صار على قضية أبوك
نزلت كنان راسها وهي تفكر بحيره عاجزه تختار شي ، أبتسمت بخفه على طيف ذكرى مرت عليها،  رفعت راسها بحماس : أبيه كيان يمه
تنهدت ريم وهي تلتفت على أبوها: وش رايك؟
مد يده وهو يطبطب على ظهر ريم بخفه: ألي ودكم فيه
"" فلاش باك""
التفت فيصل بعد ما رجعت روحه في وجهه وبعد ما استوعب أن باقي له فرصه ونطق بحماس: وش اسمها
أرتبكت كنان وحكت راسها: مدري مو متأكد بس سمعت أمي تقول أن أسمها كيان
أبتسم فيصل وهو يعدل مشيته: حتى أسمها حلوو !!
مشت كنان بخطوات كبيره عشان تجاريه ونطقت بإستغارب: الحين صادق ولا تستهبل علي! عجزت افهمك!
رفع فيصل حاجبه: وش استهبل فيه!
أشرت كنان على صدرها وكملت: تحبها تحبها !
تنهد فيصل الهيمان: مدري شلون أوصف لك بس من يوم شفتها لعبت بموازين قلبي ، صاروا البنات بعيوني كلهم دونها ، اتمنى انك ما تشوفها
__
"كنان الكيان"
قامت كيان من جنب جدها ونطقت بعد ما عدلت وقفتها بحيا: بروح غرفتي إذا ودكم بشي نادوني
دخلت كيان غرفتها وهمست بخجل: الحين ذاك منجده يحبني!
تلاشت ابتسامتها وهي تهز راسها بنفي تحاول تطير الأفكار الي جتها ونطقت بجديه وهي ترتب ملابسها للمره العاشره بدون ما تطفش: ماش كل العيال كذا ، كلام بس وإذا جاء وقت الجد ما تشوف إلا غبارهم
قوست شفايفها اول ما تذكرت ألي صار قبل يومين وتنهدت: ههه ! كويس إذا باقي في قلبه شي لي بعد الي صار وبعد الي عرفه حتى
سحبت مفرشها وهي تدفن وجهها تحاول تنكر المشاعر الملخبط الي تملكت قلبها بين نكران الواقع والاعتراف فيه!
....
ظلمت الدنيا وطلعوا العيال من بيت الشعر ومشى كل واحد بطريقه ، كان فيصل وأويس وخليل ماشيين مع بعض بحكم ان أهل فيصل فبيت أويس وخليل بيته قريب منهم
ألتفت أويس على خليل : أمك من الحريم اليوم؟
رفع خليل كتفه بمعنى مدري: ما ودي أتدخل فيها بالي تسويه أبي اريح راسي
قوس فيصل حواجبه: يعني اليوم موب عزيمه وحريم وكذا ولا وش العلم؟
أبتسم أويس وهو يهز راسه بنفي: والله خبري خبرك مدري وش جمعهم اليوم بالذات
وقفوا العيال عند باب البيت وفيصل الي ينتظر أمه واخواته وخليل ألي مشى دربه بعد ما سلم عليهم
دخل أويس البيت بعد ما طلعت خالته ، نطق السلام بتردد وهو يشوف أمه هاجمه عليه وكأنه مسوي ذنب! ، وسع أويس عيونه وهو متمسك بكتوف أمه ألي كانت تتكلم بسرعه وعاجز يفهم منها كلمه : يمه وش فيك صلي على رسول الله!
زفرت الهنوف بضيق وهي تضرب كتفه : بنت الكلب جت تضرب سمعتنا بالجدار وطلعت!!
عقد أويس حاجبه بعدم فهم وهو يلتفت على أبوه الي دخل البيت وهو مستغرب من الأصوات والصياح الي فيه
تقدم عليهم ونطق بحده: اسكتي الله يسر فمك وش فيك تصرخين كذا!!
التفتت الهنوف على رعد ونطقت بنفس النبره وهي تأشر على الباب: أم خليل جايه تتكلم بأعراضنا!! وتقول ما زوجتوا ولدكم عالساكت إلا ووراها بلا !!
وسع أويس عيونه بدهشه من الي قاعد يسمعه وهو يتلفت حوله لعله يلمح مسك بس ماكانت موجوده!
شد على كتوفها بقوه وهو يحاول يهديها: زين يمه أهدي وما يصير خاطرك إلا طيب! خلينا نفهم السالفه زين!
زفرت الهنوف انفاسها وهي تحاول تهدى ورفعت راسها على أويس وبحده: وش رحت تقول لولدها؟ من وين جابت ذا الكلام إذا ماقد سمعته من أحد؟ جت عندي تتكلم بكل ثقه وكأنها ماخذه شهاده منك !
عقد أويس حاجبه ونطق بنفس النبره: وش تقصدين يمه!! الله يلعني هالساعه ان كنت تكلمت عن شي! بعدين هذي زوجتي شلون اتكلم عنها عند أخوياي!! انتي صاحيه يوم انك تقول عني هالكلام؟؟
رفع رعد يده ويضرب أويس على خده بقوه والي خلاه يضرب على الجدار من قوة الضربه، رص رعد اسنانه وهو يأشر على الهنوف الي حاوطت فمها بكفوفها من الصدمه: ترفع صوتك على أمك يا قليل الأدب؟
التفت على الهنوف وهو ينطق بحسره: هذا الي ناقصني بعد! انا اطلع من سالفه وادخل فالثانيه!! انتوا باقي بتخلون فيني عقل!! هلكتوا روحي أبي ارتاح!!
دخل غرفته وهو يضرب الباب بقوه كافيه انها تهز أركانه،  التفتت الهنوف على أويس وهي تمسح دموعها بعنف : لا أشوفك مع ولدها عشان ما يصير شي ما يعجبك
التفت عنها أويس وهو يفتح باب غرفته ويدخلها وينتبه لمسك الي كانت جالسه على مفرسها ومتلحفه ببطانيتها ومو باين منها شي
تنهد وهو يمسح خده بألم وهو يدفه بخفه: هيه بنت
عقد حواجبه بأستغراب ما سمع منها رد ! مد يده وهو يحاول يسحب المفرش منها ، فزت مسك بخوف وهي تصرخ وتدفه بقوه مو مستوعبه من هو الشخص الي قدامها، صرخت وهي تسحبه من شعره: ييبههه!!
سحب أويس راسه بصعوبه من تحت يدها وهو يضرب كفها بخفه ونطق بحده: وجع وش فيككك!!
وسعت مسك عيونها بدهشه أول ما استوعبت أن الي كان قدامها أويس مو الي كانت تتوقعه، سحبت مفرشها : تكفى والله مو قصدي أحسب أحد ثاني!
عقد أويس حواجبه بعدم فهم: من هالثاني مثلا الي بيدخل هالغرفه غيرنا!!
انلجمت مسك عاجزه تبرر له تصرفها أو الي كانت تضنه حتى ، مسحت دموعها بأهمال وهي تتأمل وجهه وهو سرحان بالجدار ما وده يحط عينه بعينها : وش صار لوجهك!
التفت عليها أويس وهو يمسح خده ويرجع له الألم مره ثانيه بعد ما تذكر الكف وهز راسه بنفي: اسألي نفسك !
وسعت مسك عيونها بدهشه وهي تأشر على نفسها بعدم تصديق: أنا؟؟ لا والله ما ضربتك فوجهك!
انسدح أويس وهو يسحب مفرشه : أنتي أدرى الله يستر وش بتسوين فيني الأيام الجايه فوق الي سويتيه اليوم
عضت مسك طرف شفتها بتأنيب ضمير وهي تحاول تتذكر متى ضربته كف مندون ما تحس! كل الي تتذكره أنها شدت شعره بس!
كان أويس يحاول ما يبين لها ضعفه وانكساره في هاللحظه،  شلون بيتصرف بعد الي صار من أم خليل وشلون يرضي نفسه وأمه!

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Where stories live. Discover now