البارت السابع والعشرون

1K 34 3
                                    

دخلت البيت وبدأت ترتب الفرش ورفعت راسها على صوت أويس وهو داخل: وينك ما صليت مع الجماعه؟
كنان: كنت تعبان شوي
قرب أويس وهو يرمي نظراته على كنان بعتاب: ما تلاحظ أنك نادر تحظر الجماعه!!؟ انت رجال كبر الباب وش عذرك!
قعد أويس ينصح كنان ويفهمها أهمية الجماعه واجرها العظيم وسكت أول ما دخل فيصل عليهم
تسند فيصل على المركى وهو يتمغط: كملوا كملوا وش كنتوا تتكلمون عنه
أويس: شي بيني وبينه
شد على كتفها وطلع ، سند فيصل راسه على كفه : حسستوني وراكم سالفه مع نفسكم انتوا وسركم
دخل خليل البيت ووجهه ما يبشر بخير وكأن في شي ما عجبه عدل فيصل وقفته وقرب منه: وش فيك !
قربت كنان ووسعت عيونها أول ما نطق خليل : مدري مين دخل الاسطبل أمس
كنان بدهشه: وش صار طيب!! وش فيك تتكلم بالقطارة!
خليل وهو يرفع يدينه بأستسلام: ما علي أنا روحو وشوفو بنفسكم
ركضت كنان بسرعه وهي تشوف العيال متجمعين حول الأسطبل دفتهم بقوه ودخلت وارتاحت أول ما شافت آسر قدامها وواقف على رجوله
زمت شفايفها بحنق أول ما شافت شعره الأبيض منتناثر فالأسطبل كله وكل ظفيره مرميه بزاويه،قربت كنان بخطوات بطيئه وهي تجمع الضفاير ودموعها تجمعت في محاجرها
دخل فيصل وراها وانصدم من المنظر كان آسر شكله مزري بشعره المقصص بشكل عشوائي وحتى شعر ذيله ما سلم من القص
سحبت كنان آسر وطلعت فيه من الأسطبل وقعدت على عتبت البيت وهي تمسح عليه بخفه تحاول تكتم بكيتها ألي بعثرت كيانها نزل آسر راسه وهو يحطه بحضن كنان وكأنه يواسيها ويخفف عنها ، نزلت كنان راسها وهي تبكي بقهر ما توقعت أن في أحد رح يتجرأ ويمد يده على خيلها
تقدم فيصل جنبها وهو يطبطب على ظهرها بخفه : وشوله البكي الحين! الأهم انه بخير! كويس جت عالشعر مو رقبته
رفعت كنان راسها بدهشه من مواسات فيصل الي زادت الطين بله ، رفع فيصل المقص بطرف اصبعه قدام أنظار كنان والي لقاه بالأسطبل وهو طالع : وش ودك اسوي فيه؟
عقدت كنان حواجبها بعدم فهم: وش هو!
قام فيصل وسحب أدهم وجلسها قدامه وبدأ يقص شعرها قدام أنظار كنان ألي توسعت بدهشه والعيال ألي تحمسوا وسحبوا خيولهم جنب أدهم عشان يسوون نفسه
ضحك مازن وهو يأشر عالخيول : مبسوط الحين! صارت قرعا عشانك
سند أيهم ذراعه على كتف مازن: قوم نصلي العيد وإذا رجعنا ما يصير خاطرك إلا طيب
مسحت كنان دموعها بعنف ومشاعر الأمتنان تكسيها وعاجزه تعبر عن مشاعرها تجاههم فهذي اللحظه
أويس: احد فيكم سمع صوت باب الأسطبل امس!!
هزوا العيال راسهم بنفي لأن الكل نام بعد العشاء من التعب
وليد: ياخي واضح ليه الأستغباء
كان هزاع يسمع الحوار بصمت وقلبه مغتاض وهو عارف مين ساس البلاء لكن عاجز يسوي شي بحكم أنه الصغير! قرب من كنان وابتسم لها واشر على خشمه:أبشر على هالخشم قول أبي وانا اقول تم
بادلته كنان الأبتسامه وهي تهز راسها بنفي : لا مشكور وقفتكم تكفي وتوفي
حاوطوها العيال وهم يمشون للمصلى ويحاولون يواسونها فالطريق ولا تخرب عليها فرحة العيد
..
دخل عواد المصلى بين الرجال عشان يتجهزون لخطبة العيد فزوا الرجال بشوفته وهم يهلون ويرحبون بعواد
شيخ الديره: يا هلا يا هلا كيف حالك
عواد: بخير ونعمه يالله لك الحمد
التفت شيخ الديره على الي واقف ورا عواد وهو يمد يده ويسلم: يا هلا هذا ضيفك؟
هز عواد راسه بإيجاب: أيه ساكن عندي من فتره يدور شغل
دق الشيخ صدره: افاا وصللتت يا ولدي
ليث بخجل : تسلم ما تقصر
الشيخ: تفضلوا اجلسوا وبعد الصلاه نتكلم عن هالموضوع
جلس عواد وجنبه ليث ألي ما حس بغيابه وكأنه بين أهله
قرب ليث بهمس: واضح من الترحيب أنك ما تصلي مع اهل الديره بالعاده
عواد: شلون انزل الديره واخلي اختي وحدها! فالعيد يمديني اخذها معي مصلى الحريم لكن فالأيام العاديه مقدر
هز ليث رأسه بعد ما فهم وعدل جلسته عشان يسمع الخطبه
فالجهه الثانيه عند الحريم جلست ظبيه بطرف المصلى بحكم علاقتها السطحيه جدا مع اهل الديره
انتهو الناس من صلاة العيد وطلعوا من المصلى كل واحد راح يشوف اضحيته لف الشيخ على ليث وعواد بعد ما طلعوا الناس وجلس قبالهم : ايه وانا أبوك وش قصتك! انت غريب عن الديار ومن حقي اعرف من انت
ليث: انا ليث بن فارس من ديار الشمال مو بعيد عنكم نزحت ولقيت نفسي عند اخوي عواد " وحط كفه على فخذ عواد"
الشيخ: مقتول؟
عقد ليث حواجبه يوم فهم كلامه: لا اعوذ بالله والله ما تنمد يدي على أحد ظلم وإذا انمدت جعلها بالقطع
تنهد الشيخ وهو يعدل جلسته: أجل وشو ! لا ورث ولا مقتول ليه هارب! طيب قول قصتك زيح الهم عنك شوي
زم ليث شفايفه ونطق بصوت مهزوز :
" مرتني أمورٍ طوت خاطري طي
وما سليت سيفي ولا سال حبري
وماني بشاكي على الناس مافي
مادام عند الله ضمادي وجبري"
سكت الشيخ وتسند على الأرض وقام وهو يأشر لليث وعواد يلحقونه
عواد: تعذرني يا شيخ باخذ اختي وارجع البيت مقدر اخليها لوحدها وليث لا خلص بيرجع لوحده
هز الشيخ وليث روسهم وراح عنهم عواد ياخذ اخته من مصلى الحريم
الشيخ: وش تحترف ؟
ليث: ألي تبيني فيه انا جاهز
مسك الشيخ لحيته وهو يفكر ورفع راسه: تروح لالطاحون؟ بالبدايه بتتعب وبعدها تتعود
أبتسم ليث وهو يهز راسه بإيجاب: أبد لا يهمك
مشى الشيخ وليث وراه رايحين عند الطاحون وبدأ يعرفه على العمال الي فيه ويفهمه الشغل
..
دخل فهد على أخته أم ليث بتوتر وخوف منها : أبو ليث بالمجلس ومعه كم واحد يبيك ترجعين معه
رفعت أم ليث رأسها وهي تشوف رحمه قدامها تترجاها ما توافق : وش شورك انت؟
حك فهد قفا راسه ونطق: انا رأيي انك ترجعين مو معقوله فوق الأسبوع وانتي برا البيت الناس وش بتقول عنك !
تقدمت رحمه وهي تترجا أمها: تكفين يمه وش علينا من كلام الناس!! وليث ما ندري وين أرضه من سماه
عقدت أم ليث حواجبها بحده: وش الي ما ندري وين أرضه!! سمعتي ابوك المره الي فاتت قال انه سافر عند عمانه
لف عليهم خلف الي كان منسدح بحضن جدته: وانتي تصدقينه؟ خف عقلك يمه
ضربته جدته بخفه على راسه وهي تأنبه: عيب يا ولد امك ما تقول عنها كذا
زمت أم ليث شفايفه ورفعت طرحتها: بروح اتفاهم معه ويصير خير
دخلت أم ليث المجلس والطرحه على راسها وأبو ليث بطرف المجلس وجنبه أبو خليل وأبو كنان
أبو ليث: ها وش قلتي! لمي عفشك وعيالك
أم ليث : اوعدني أول قدام اخوي والرجال الي جبتهم..
قاطعها ابو خليل : شدعوه يا مره!! ارجعي بيت زوجك بلا شروط عيب عليك
أبو كنان : الكل يقول عنك العاقله وما تطلع منك هالحركات وش فيك استخفيتي!؟
رفع أبو ليث يده وضرب فخذ أبو كنان عشان يسكت وينتبه على كلامه : الدنيا عيد ومابي المشكله تكبر اكثر
رصت أم ليث على اسنانها بغيض: وين ولدي ليث!
ابو ليث: قلت لك عند عمه بالرياض راح مندون ما يعطيني خبر حتى
أم ليث : وانت وش دراك انه عند عمه وهو ما كلمك!
أبتسم أبو ليث وهو يدور اقرب مخرج : اخوي ارسل مرسول انه عنده تعالي البيت واريك اياه
ما قتنعت أم ليث بكلامه وتنهدت: برجع بشرط ما تلمس عيالي!
أبو ليث : عيالك لك انتي بس لمي عفشك وامشي
دخلت أم ليث تحت بكاء رحمه ألي كانت رافضه تماما انها ترجع بس مو بيدها تسوي شي وخلف ألي تخبى تحت ذراع جدته لعل وعسى تنساه أمه وتمشي

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن