البارت الثامن والثمانون

668 26 12
                                    

موتتت إذا تبي تبعد! شلون نسيت العيش والملح ألي بيننا! كذا بكل بساطه قررت تتركنا وراك! انا المتأذي ومع ذلك جيتك وركضت وراك! أنت مستوعب؟ انا ألي تكلموا بظهري وبظهر زوجتي ومع هذا كله جيت ادور عليك ! فالوقت ألي احتجتك فيه استسلمت وهربت! وش هالأخوه ذي ألي كنت تزعجنا فيها دايم!!
كان خليل جالس بهدوء وهو يتأمل غضب أويس عليه ، كان شعور الألم الجسدي ألي قاعد يلقاه من أويس ولا شي جنب كلماته ألي قطعت قلبه!
زفر أويس أنفاسه بغيض وقام والتفت على أويس وهو ينفظ ملابسه: أمش قدامي قبل ما ادفنك بمكانك!
قام خليل بصعوبه وأن بألم بعد ما حس بالرضوض ألي جته على كتفه،  همس أويس: تستاهل كان ودي ازيدك بس مسكت نفسي
ارتعشت ملامح خليل وهو يحاول يحارب دموعه ألي أجتاحت عيونه ونطق بصوت مخنوق: انكسر ظهري
قوس أويس حواجبه بضيق وقرب لخليل وضمه وهمس: والله اننا لك السند والظهر
صار خليل يبكي مثل الطفل بعد كلمات أويس، أخذ نفس وزفر براحه ! لأول مره يحس بالأمان والقوه طول هالفتره! كان محتاج أحد يسند ظهره عليه لكن كبريائه كان يمنعه وحاول يظهر القوه ألي ماكانت له من الأساس! 
.....
بدأت العصريه وفي بيت الشيخ رعد طلعت ملاذ من المطبخ وبيدها كيس صغير ، جلست متوسطه المكان على يمينها أمها ألي كانت تحاول تخيط منديل صغير وعلى يسارها مسك ألي كانت تنقي الحبوب لعمتها
تنهدت ملاذ وفتحت الكيس ألي كان فيه فصفص( لب) والتفت على مسك: بالله مدي لي براد الشاي ألي جنبك
مدت مسك يدها وسحبت براد الشاي لملاذ ألي بدأت تفصفص وتشرب شاي
التفتت الهنوف بنقد: والله انك عوبه!
رفعت ملاذ حاجبها: وشوله يمه! موب سم ترا!
ضحكت مسك ونزلت الحبوب من يدها ودخلت يدها بالكيس تشارك ملاذ : ناقصنا سوالف سنعه
التفتت ملاذ على أمها نطقت بفضول: منزمان عن جلستنا والله
رفعت الهنوف حاجبها : وش فيك تدقين بالكلام!
قوست ملاذ حواجبها وعدلت جلستها: يعني بالله عليك يرضيك الي قاعد يصير! من يوم صارت سالفة عمي ثنيان واحنا من حال لأردى! وإذا جبنا طاري الجمعه زي قبل يقوم أبوي ينافخ علينا!
مدت الهنوف يدها وضربت فخذ ملاذ بخفه: اصص لا يسمعك ابوك وانتي تقولين عنه كذا! بعدين انتي شايفه البلا الي قاعد يصير برا؟، كملي علفك وانتي ساكته
فطست مسك من الضحك ومسكت نفسها بسرعه أول ما التفتت لها ملاذ وحزرتها بنظراتها ، نطقت مسك وهي تحاول تهدي الوضع: معليه أول ما يزين الوضع نتجمع وننبسط لا تكبرين السالفه!
قلبت ملاذ عيونها : انا أكبر السالفه!! انتي شايفه شلون انقطعنا عن عمتي ريم ! وأمي وهي كانوا اعز الأخويا ما يهزهم ريح! وش هالقطعه ذي ! جد ما استهبل والله!
نطقت الهنوف بهدوء: عمتك عندها ظروفها، ولا زانت اكيد بتجينا مندون عزيمه
هزت ملاذ راسها بتفهم: أيه ما اختلفنا بس...
قاطعتها مسك وهي تمد لها كاس الشاي: أشربي أشربي واضح ريقك ناشف
سحبت ملاذ كاس الشاي من يدها وتنهدت بضيق : صلة الرحم عندكم واووو يضرب فيها المثل صراحه
رفعت الهنوف حاجبها : يا قليلة الأدب بتسكتين ولا لا!
سكتوا البنات والهنوف على صوت الباب وهم يشوفون الشيخ رعد داخل عليهم ونطق : ثنيان بالديوان لا تدخلين بالغلط
وسعت ملاذ عيونها بدهشه والتفتت على أمها: كنتي داريه أنه طلع اليوم
هزت الهنوف راسها بنفي ورجعت انظارها لزوجها: شلون طلعوه!!
تنهد الشيخ رعد والتفت على ملاذ: قومي زيني له شي ياكله والبسوا جلالاتكم إذا ودكم تشوفونه
عقدت الهنوف حواجبها بأستغراب وهي تشوف الشيخ رعد طالع من البيت ورايح جهة الديوان ! نطقت مسك بدهشه متبادله: معقوله سته شهور بس كانت كافيه له بعد ألي سواه!!
رفعت الهنوف كتوفها بمعنى مدري : إلا إذا عمتكم ريم تنازلت عنه بس هالشي مستحيل!
قامت ملاذ من مكانها مسرعه : بروح ازين له شي يقطع عضلات بلاعيمه عشان ما ينسى ألي سواه
تنهدت الهنوف بقلة حيله ولحقة ملاذ تشوف شغلها
قامت مسك بعدهم وبدأت ترتب الجلسه وسحبت كاس الشاي حق ملاذ وشربته بجعمه وحده بحكم أنه صار بارد

.....

عند ليث ألي كان مسند ظهره على طرف الطاحون ينتظر الدنيا تظلم عشان يرجع البيت بأسرع وقت ،التفت يمينه بملل وفز من مكانه أول ما استوعب أنه نسى يعطي العاجزين الطحين! ، قام من مكانه بسرعه ورفع الكيس فالعربه وبدأ يمشي طريقه ، كان باقي له كيس واحد ويرجع لالطاحون عشان يقفله ويرجع البيت لكن شده كلام أثنين من أهل الديار ألي كانوا يتكلمون عن المشاكل الي قاعده تصير بالديار ألي جنبهم بعد ما سمعوها من الدواجين والدلالين بين الديار ، رفع ليث حاجبه أول ما سمع أسم الشيخ رعد والشيخ حمد يدور بينهم
نزل العربه وقرب منهم وأبتسم بربكه: اعذورني قاطعتكم بس وش سالفة الناس ألي قاعدين تتكلمون عنهم!
كشر الطرف الأول بملامح وهو يتذكر السالفه : سالفه ما تسر الخاطر خلك جاهل أحسن لك
تسارعت انفاس ليث بخوف بعد ما اجتاحته الأفكار السلبيه بعد كلامه! نطق بأهتمام: انا اعرفهم بس من زمان ما شفتهم وش صار عليهم؟
عدل الطرف الثاني وقفته ومد ذراعه على كتف ليث: هذول قبيلتين في طرف الوادي ناويين الدم بينهم والسبب ما يسوى ولا يستاهل
وسع ليث عيونه وهو ألي بدأ يبني اسوء سيناريو ممكن يخطر في باله بين الشيخ رعد والشيخ حمد!
كمل الطرف الثاني : شوَّشو راس وغد عشان ياخذون مصلحتهم من الطرف الثاني والأخر يرمونه بعد ما يخلصون
قاطعه الطرف الأول: هذا إذا خلوه حي! صدقني أنه أول واحد بينسفك دمه عشان بعدها ياخذون دم الوغد عذر وياخذون الأرض!
هز الطرف الثاني راسه بأسى: أيه والله انه صادق! قلوبهم سوداء، الحمدلله ألي بعدنا عنهم!
غمض ليث عيونه وأخذ نفس وهو قاعد يحاول يتمالك نفسه قد ما يقدر ونطق: الحين وش رسى عليه الوضع؟
رفع الطرف الثاني كتوفه: الله اعلم!
التفت الطرف الأول على ليث : حالوا شيوخ الديار يتصرفون بالموضوع بس مافي فايده شكلهم ناويين الدم ناوينه!
ميل ليث رأسه وهو يحاول يبعد ذراع الرجال عنه وابتسم : الله يفق عوقهم ، عن أذنك بروح أكمل شغلي
هزو روسهم بتفهم ومشى عنهم ليث بخطوات سريعه والأفكار توديه وتجيبه! من الوغد الي يتكلمون عنه! وشلون الشيخ حمد والشيخ رعد صار بينهم هالشي وهم ألي يضرب فيهم المثل بالرزانه والحكمه!
رجع العربه لالطاحون وقفل الباب ومشى بسرعه تجاه الجبل ، كان يحس أن المسافه طويله وعاجز يوصل البيت بسرعه! شلون طال الطريق بهالشكل وهو ما ياخذ منه عشر دقايق كل يوم عشان يطلع هالجيل وينزله !
زفر انفاسه بصعوبه أول ما وصل ولأول مره يحس بالتعب وهو راجع البيت بهالشكل !
وقف قدام غرفة ظبيه وبدأ يدق الباب بخفه وكفوفه تستند على خصره يحاول يجمع انفاسه ، نطق بضيق: يا ظبيه افتحي ضاق صدريي!
كان الباب مقفل ولا سمع منها استجابه ! بدأ يضرب الباب أسرع وهو يتمتم بكلام مو مفهوم للي ممكن يوقف جنبه: يكفي ألي سمعته! أفتحي الباب خليني اشوف لي حل!!
اخذ نفس عميق وهمس بخوف: الله لا يفجعني فيك! افتحي يا بنتي لا تاكلين قلبي!
فز من مكانه على صوت ظبيه ألي كانت واقفه وراه وعلى وجهها نظرات مستغربه من وقفته هذي جنب الباب: وش فيك تصرخ عندك! احس..
سكتت أول ما شافت ليث زفر انفاسه بقوه وجلس عالأرض منهد حليه أول ما لمحها! قربت منه وجلست قباله ونطقت بحيره: وش بلاك!!
نزل ليث رأسه ومسح وجهه بكفوفه وهز راسه بنفي: ولا شي يا أخت عواد
رفع راسه بصعوبه وسند راسه عالباب ونطق بضعف: بمشي ديرتي ودك تجين معي؟
رفعت ظبيه حاجبها بعدم فهم: وش تخثردز! ليه بتمشي!
عدل ليث جلسته : برجع ديرتي مالي جلسه هنا! ودك تجين معي ولا لا؟
عقدت ظبيه حواجبها بضيق: انت تستهبل ولا تنكت! تدري أن مالي حراك من هنا مندون أخوي وانتهى! وليه بتروح هناك!!
زم ليث شفايفه وهو يحاول يتحكم بملامحه ونطق: بكلم أخوك عنك وأخذك معي
....

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Onde as histórias ganham vida. Descobre agora