البارت العاشر

1.2K 44 7
                                    

البنات بدهشه وتعجب على الشخص الغريب ألي دخل مع ريم وكأنهم أول مره يشوفونها !
قربت العنود وهي تسلم : يا هلا بخالتي ريم " وهي تلف على كنان " يا هلا وسهلا مين الحلوه هذي الي جبتيها معك
أرتبكت كنان ونزلت راسها وكلها حيا وجسمها كله يرجف
ريم : هذي بنت جيراننا في ديرتي أسمها كيان
لفت كنان بإبتسامه على أمها ورفعت راسها للعنود وهزت راسها بإيجابية تأكد كلام أمها ، مسكت العنود يدها وهي تحاول تقومها وهي تبتسم : تعالي معنا عند البنات نجلس مع بعض وخلي الأمهات لوحدهم
أبتسمت كنان وقامت تلحق العنود ألي قعدت بين البنات وجلست جنبها
..
"عند الرجال "
صفو الرجال يمين ويسار أول ما سمعو الصوت يقول
" هلا لا يالله حيه يا لعبين الدحيه "
بدأت الدحه والكل يردد بصوت عالي وبدأو يدقون فالطيران والدفوف ، طلع فيصل وهو يسحب أيهم  من بين الصفوف ومسك أطراف بشته وهو يدح قدامهم ويشوفه أويس وسحب نفسه ويروح بجنبهم ويدحون قدام الصفوف
صاح خليل وهو يدح من بينهم وهم يرددون وراه
" بسم العظيم وسبحانه والشاعر يبدي قيفانه "
" يالله طلبتك التوبه والمذنب تغفر ذنوبه "
" ولا المنايا مكتوبه والنفس تحاسب راعيها "
"فنجال الصبح بهرته من عقب ليلٍ سهرته "
" والماضي كله ذاكرته وأيامن ماني ناسيها "
والكل قام يدح ويرقص وجو مشتعل وتجمعو الشباب كلهم جنب فيصل وأيهم ألي كان يلوح بسيف أبوه ويدحون بجنبه وهو يلوحون بالبشت يمين ويسار
...
عند البنات ألي كانو بقمة اندهاشهم من الملاك ألي قدامهم
ملاذ : ماشاء الله تبارك الله أضن ديرة عمتي ريم مشهوره بالعيون الزرق
أبتسمت كنان وهي تهزه راسها بنفي : لا لا ...
قاطعتها العنود وهي تضحك : يا زينها المتواضعهه
رحمه : وش تقرب لك خالتي ريم
أرتبكت كنان وحاولت تفكر بشي سريع بس ما قدرت تفتح فهمها وبدأ جسمها ينتفظ خايفه تقول شي وتورط أمها ، حطت ليال كفها على كف كنان وهي تلتفت على رحمه : قالت خالتي ريم أنها بنت جيرانهم وجت تسير عليهم
هزت كنان راسها بإيجابية: أيه كنت جايه أسلم عليها ولزمت علي أحظر  العرس معها
أبتسمت غزلان : يا عمري والله نورتينا بجيتك زورينا دايم
كان في شي يرقص بداخل كنان وكأن سعادتها توها تعلن وجودها داخل جوفها،  أول مره تحس أنها فالمكان ألي تنتمي له كانت تبي تعيش اللحظه بكل تفاصيلها قبل ما ترجع البيت ويرجع كل شي نفس ماكان
دخلت الهنوف : يالله يا بنات قوموا نزف أختكم
قامو البنات وكل وحده بيدها دف وبدأو يزفون غزلان ويقين ألي كانت جالسه على طرف الممر تنثر الورد على غزلان والكل يزغرد ويصفق مشت غزلان ووصلت عن الكوشه وجلست بين دق الدفوف وتصفيق المعازيم والزغاريد نزلت يقين سلة الورد وبدأت ترقص في نص المجلس وهي تلفح بشعرها الطويل يمين ويسار بين أنظار المعازيم ودهشت كنان ألي ما ركزت على جمال الشعر الطويل محد فالعرس كان شعره قصير إلا كنان
وقفت ملاذ وهي تسحب يقين وهي تبتسم بهمس : يكفيي لا يكون ناويه تلفحين لالصبح؟ أجلسي لحد يصرعك بعين
ضحكو البنات على جدية ملاذ وخوفها على أختها من عيون المعازيم وألي ما يطلع منها هالجانب الحريص إلا وقت الجد
كنان : ما شاء الله تبارك الله شعرها يجنن خفت عليها من عيون الناس
ملاذ وهي تهز راسها وقربت من كنان بسبب صوت الدفوف العالي وهمست بأذنها: ايهه في حريم ما يخافون الله ويقين باقي وغد ما تعرف
ابتسمت كنان أول مره تكون بهالقرب من بنت غير أمها ومن زمان نفسها تتقرب من ملاذ لكن بحكم ألي هي فيه كل احلامها وامنياتها تلاشت واكتفت أنها تستمتع في هذي اللحظه قبل ما ترجع البيت
..
رفع وليد الدف وبدأ يضربه بقوه عشان تتجمع الصفوف مره ثانيه وبدأ السامري أول ما نطق خليل :
" لعبيني يا هواء"
صاحو الشباب معه وهم يكملون البيت بكل طرب 
" والليل سامر "
كمل خليل وكأنه يحكي حاله من زود الطرب
" لعبيني باللون السامريه"
ضربو الدفوف بقوه يعلنون فيها الفرحه للعرسان شاشت روس الشباب وبدأ السامري وكان خليل الصوت العذب فالعرس الكل كان يستكن بصوته ينبسط فيه ويفزون أول ما يسمعون صوته
مشى الوقت على أبطالنا والكل كان مبسوط وفرحان وكان الكل متجمع عشان العشاء
وقف فيصل وهو ينفظ ثوبه : اللهم لك الحمد
وقف أويس وهو يلحقه: كثر الله خيرنا وخيرك
ضحك فيصل وهو يعدل شماغه : عساك كنت مبسوط؟
أويس : أقصاها جعلها دايمه الأفراح
فيصل : والله كان خاطري كنان يكون موجود يشوف الأعراس شلون تصير
أويس : مسكين خوف أمه عليه تخطى الحدود،  تخيل ١٨ سنه وهو بين الجدران ما تخليه يطلع بحجة أنه ولدها الوحيد وتخاف عليه
قرب منهم وليد : يا رجال ما تنلام كل بناتها الي قبل ماتو وهم صغار طبيعي تخاف
فيصل : شلون ماتو يارجال كذا بدون سبب؟
أويس : محد يدري يقولون ماتو فجأه والله أعلم
خليل : كنا كل فتره نروح نزوره كذا نرفه عنه ونروح حتى أمه ما كانت تخلينا نقعد معه واجد بس أويس
أبتسم أويس : ولد عمه طبيعي تثق فيني اكثر منكم
رفع خليل يده وضرب راسه أويس ألي وسع عيونه: يا حمارر يدك كلها رز!!
قام خليل ورفع ثوبه ودعسها يهرب من أويس ألي وقف يهدده إذا شافه ينتف شعره
..
كانت كنان تشرح بحماس شلون تركب الخيل وشلون تهتم فيه
ملاذ: بفهم بس شلون وافق أبوك تاخذين خيل وتهتمين فيه وتركبينه!!
رحمه : منجد أنا لو افكر بس جلدني أبوي
عقدت كنان حواجبها بإستغراب : ليه يجلدك! عادي كله خيل وش المشكله
العنود: فديرتنا عيب المره تركب على خيل كذا لحالها وتروح وترجع فيه فهمتي؟ يمكن فديرتكم انتو عادي
ملاذ :صادقه يا حسرتي بس أشوفه من بعيد
كنان : ما كنت أعرف أن البنات عيب يركبون خيل !!
رفعت العنود يدها بدأت تصفق : خلاص خلونا نغير السالفه عشان محد يضيق فينا
قامت ليال وهي تسحب رحمه : قومي خلينا نرقص مع البنات
أبتسمو البنات وبداو يصفقون لرحمه وليال وهم يرقصون وهنا كنان كانت في قمة سعادتها ألي وصفتها بالغريبه لأنها أول مره تحس بهالشعور من السعاده والحماس مع البنات شعور جديد على قلبها الصغير
لفت ريم على كنان وهي بين البنات تضحك وتأشر لها تجيها ، فزت كنان وقامت عند أمها بسرعه: سمي
ريم : تجهزي بنرجع البيت
كنان برفض : لا يمه تكفين باقي بدري تو بدأت اخذ وأعطي معهم!
ريم : بسرعه تجهزي لازم نرجع قبل ما يسبقنا أبوك للبيت وانا قلت لك من قبل لا تحتكي فالبنات واجد
قامت كنان وهي تسحب رجولها بخطوات ثقيله ما ودها ترجع البيت وترجع لحياتها ألي قبل حطت طرحتها على راسها وقربت من ملاذ ألي كانت جالسه جنب العنود : بنات أنا رايحه أشوفكم على خير
قوست ملاذ حواجبها بحزن : لااا تونا بدينا ننبسط
العنود: تو كنا ناويين على سهره مسرع بتروحين
طبطبت على كتفها بخفه: كان ودي اجلس معكم اكثر بس معليه مره ثانيه إن شاء الله
عدلت وقفتها بين أنظار ملاذ والعنود وأبتسمت لهم وطلعت ..
..
قرب فيصل من عند الباب ينتظر أمه تجيه سند ظهره على الجدار وهو يشوف البنات الصغار بيدهم ماي ويكبون عالأرض ويتزحلقون بالطين محد يراقبهم ولا مهتم فيهم الكل مشغول بالعرس مسك وحده من والوغدان : بسرعهه تروحون تجمعون تراب وتجففون الطين قبل ما اتوطى ببطنكم
لفت عليه البنت وهي تحاول تسحب نفسها منه : طيببب بروحح
فيصل : المهم أنا حذرتكم بسرعه الحين قبل ما تطلع العروس
طلعت كنان وهي تتحلطم وتتزحلق مع الطين ألي كان عند الباب مسكها فيصل بسرعه بدون وعي ومن الخوف فزت كنان وطاحت عنها طرحتها ، قامت وهي ترجف وتنفظ ملابسها مو منتبهه للي جالس جنبها ويتأمل كل حركه منها وكأنه ضاع بينه وبين نفسه ومو مدرك ألي قاعد يصير قدامه ، سحبت كنان طرحتها وهي تلف وتشوف فيصل وراها تجمدت أطرافها وكأن أحد كب عليها مويه بارده طاحت عينها بعينه وهي تعدل لثمتها وألي قهرها أنه ما تحرك ولا نزل عيونه! رفعت طرف ملابسها وهي تمشي خطوات سريعه...

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن