البارت الواحد والثمانون

590 30 2
                                    

رفعت أم ليث حاجبها وهي تمشي تجاهه ونطقت بحسره: تكفى اتركنا في حالنا! حرقت دمي وروحي وما كفاك! " التفتت على رحمه الي كانت ضامه نفسها بزاوية الغرفه وهي تأشر عليها وكملت" بنتك هذي مو من الشارع ترا!!
فز أبو ليث وهو يدفها على الأرض : زين ما حرقتك كلك انتي وبنتك! امشي يالله قدامي! بسكت لك هالمره وأعديها لكن مره ثانيه تمدين يدك أكسرها أرباع وارميها للكلاب السود فاهمه؟ قومي يالله لمي بنتك ولو أشوفها معتبه الباب لأحش رجولها حش عشان تدري أن الله حق! أجل ودك يتكلمون فينا الناس ويقولون بنته فيها وما فيها! لو انها ولد كنت بغض الطرف بس وين اودي سواد وجهي وهي بنت! والله لأذبحها قبل ما يدرون الناس فيها حتى!
قامت أم ليث من مكانها وهي تمشي بخطوات مترنحه وهي لتم رحمه لصدها وتمسح شعرها بهدوء ، شهقت رحمه وهي تدف أمها ورفعت راسها ونطقت بصوت مبحوح والدم الي ينزل من حول فمها وجبهتها ونطقت بعتب: أبعدي عني! " بلعت ريقها بصعوبه وهي تحاول تسيطر على دموعها تحت نظرات أمها المصدومه وكملت" لو أنك خايفه علينا صدق كان ما رجعتي يوم ترجيناك انا وخلف ونزلنا عند ارجولك نرتجي فيك عشان نقعد مع جدتي بس خفتي من كلام الناس ورجعتي!
قامت رحمه بصعوبه وهي تتحاشى النظر لوجه أمها وهربت لغرفتها، جلست بزاوية الغرفه وهي ترتجف من الخوف ! مشاعر عدم الأمان قاعده تسيطر عليها بدون شعور ، مدت يدها وهي تحاول تفك ربطت شعرها الي تشابكت مع شعرها بسبب شد أبوها له ، ونت بألم وهي تتأمل اصابعها الي كانت متجرحه بعد ما حكت الأرض فيهم لعلها تنجوا من تحت يد أبوها! رفعت يدها وهي تحاوط فمها تحاول تكتم الشهقات الي زادت ودموعها الي نزلت على جروحها بدون قصد..
...
التفت مازن بأستغراب وهو يشوف خلف مسند ظهره على واحد من جدران الحاره ، عقد حواجبه ونطق بسخريه: لا يكون بديت تحتك بأصحاب أبوك وعلموك سواياهم عشان كذا ضيعت البيت؟
التفت خلف ونطق ببرود ونبره كافيه تشرح الثقل الي في صدره: جعلي بالموت قبل لا يجي هاليوم
رفع مازن حاجبه وهو يجلس جنبه : وش بلاك! وش سوا أبوك اليوم؟
عدل خلف جلسته وهو يقابل مازن ونطق بجديه: وش رايك تتزوج أختي!!؟
وسع مازن عيونه بدهشه وكمل خلف: والله ماني طمعان فيك ولا فأبوك بس طلع أختي من الزريبه الي جالسه فيه!
توتر مازن من جدية خلف وأبتسم : بس تهبد يا رجال محد يبيع أخته كذا ولمن هب ودب!
هز خلف راسه بنفي وهو يسحب كف مازن : لا والله ما نطقت إلا وانا داري انك بتساعدني! " عض شفته بضيق ودموعه الي تجمعت فعيونه وكمل" أختي لو تقعد فالبيت أكثر أبوي بيمحيها من الوجود! تكفى طلبتك!
كان مازن تحت صدمته عاجز ينطق بأي حرف وأكتفى أنه يسمع لخلف بهدوء و الي كمل: من يوم صارت سالفة بنت ثنيان وأبوي يصبحها ويمسيها بضرب! لو بيده ذبحها بنفس اليوم بس يبي يعذبها ! يحس براحه يوم يشوفها تبكي من الألم وتترجاه يفكها! تكفى خذها ! أبوي مريضض
قام مازن من مكانه وهو ينفظ ثوبه وتنهد بقلة حيله و يمد يده لخلف: قم الحين وبعدين يصير خير
فز خلف وراه ونطق بعدم صبر: متى بعدين! يوم يذبحها ويخلص!
مد مازن يده ويحطها على كتف خلف وهو يمشي: يا ولد اذكر الله! بعدين محد يتزوج بيوم وليله ! امش قدامي بعدين نشوف كيف نتصرف مع أبوك!
.....
عند كيان الي كانت تحوس بأطراف الغرفه بقلق وتفكر بعمق ، فزت على صوت الباب والتفت وهي تشوف أمها الي نطقت بأستغراب: وش نوحك! أطلعي ساعديني نزين العشاء
هزت كيان راسها بأيجاب وهي تمشي بتوتر ونطقت بتردد: يمه
همهمت ريم بخفه وهي تحوس بالمطبخ وكملت كيان: ودي أشوف أبوي
التفتت ريم بهدوء ونطقت: ما عندك أب! أبوك مات من زمان
أبتسمت كيان بسخريه وهي تاخذ السكين من يد أمها وتسحب خيشة البصل : ادري انك تكرهينه والي سواه مو قليل بحقك وبحق خواتي لكن ودي أ..
قاطعتها ريم وبحزم: دامك مستوعبه هالشي لاعاد أسمع سيرته! انتي تدرين اني قاعده أطلب الطلاق طول هالفتره وهو رافض ! عاجبه المهزله ألي أحنا فيها وبهذل أبوي من ديره لديره بسبب حركاته الماصخه!
قوست كيان حواجبها وهي تنزل السكين من يدها: ايه مستوعبه عشان كذا ودي أشوفه وبخليه يسوي الي بخاطرك!
تجاهلت ريم كلام كيان والتفتت على الغاز وهي تحاول تشغله ونطقت بضيق وهي تضرب الشوله الي ما رضت تشتغل: وجع حتى انتي بتقومين علينا!
فزت كيان على صوت الباب والتفتت هي وأمها ونطقت بضحك: يا هلا ومسهلا! أنورت وأسفرت يبه!
ضحك الجد صالح وهو ينزل الشنطه من على ظهره بعد ما سلم على كيان بحراره والتفت على ريم ونطق بعد ما قلد ملامحها: وش فيك قالبه وجهك! مافرحتي بجيتي؟
أبتسمت ريم وهي تمسح كفوفها بمنشفه صغيره : من ما يفرح بجيتك؟ وش صار معك يبه؟
هز راسه بنفي وهو يجلس بطرف المجلس: راسه يابس والشيوخ عجزو معاه حتى رافض يقابل أحد ويقول يبي ولده
عقدت ريم حواجبها وهي تجلس جنب أبوها: قليل أدب!! حلال من كواه بنص جبهته يمكن يرزن شوي!
التفتت ريم على كيان وكملت: شفتي! قلت لك أبوك راسه يابس وهذي اعراض البلا الي كان يشربه ماعد معه عضو صاحي
التفت الجد صالح على كيان : ليه يا بنتي وش كان ودك؟
نطقت كيان بضيق وهي تلتفت على جدها: قلت لها بروح أشوفه يمكن يلين أو على الأقل يقتنع أني بنت ويكمل أوراق الطلاق بس ما رضت ! غير عن كذا أبوي ومن حقي اشوفه بأي وقت انا لي دخل فالموضوع مو بس هي!
تنهد الجد صالح وهو مسح على ظهرها بخفه: روحي شوفيه من قال لا بس يمكن يردك ولا يرضى يخليك تقابلينه!
كيان: مو قال يبي يشوف ولده! مارح يردني صدقني!
قوست ريم حواجبها بعدم تصديق: منجدك يبه بتخليها تروح تشوفه!
هز الجد صالح راسه بأيجاب: ايه يا بنتي خليها تشوف أبوها ما تدرين وش بيصير ! يمكن يحن او على الأقل تعرف المحكمه كيف تتصرف ويوافقوا عالخلع إذا ما رضى يطلق!
زمت ريم شفايفها بعدم رضا بس عاجزه تقول شي بعد كلام أبوها، تنهدت بخفه وهي تعدل جلستها والتفتت على كيان: اقعدي عاقله و وزني كلامك قبل ما تقولينه المركز كله رجال
رفعت كيان حاجبها : شدعوه ليه محسستني بروح استعرض! ادري يمه !
التفت الجد صالح وبتأنيب: أفا!! أمك يا بنتي! ما تقول لك كذا إلا من حرصها عليك ، قومي زيني لي قهوه من يدك
فزت ريم من مكانها : وش قهوته يبه! ثواني وأزين لك عشاك
أبتسم وهو يشوفها داخله المطبخ بسرعه ، التفت على كيان وهو يدفها من كتفها: روحي وراها شوفي وش ودها منك
هزت راسها بتفهم وهي تلحق أمها عشان يزينون العشاء سوا
....

دخل مازن حوش البيت بعد ما وصل خلف لبيته وكلامه عاجز يطلع من راسه ! نظراته وهو يترجاه وكأنه متمسك بشعره صغيره من الأمل والي قدمها لمازن بدون تردد! تنهد بتشتت وهو يرفع المزهرية الفخار وبدأ يطلع المكتوب الي عطاه ليث أول مره
زفر بقلة حيله وهو يتأمل كلام ليث له ووصاياه ! مسح حواجبه بطرف أصابعه بضياع وبهمس: ليه يحسسوني أني مصباح علاء الدين ولا كاشف السعاده! كل ما حاولت أطلع من شي دخلت بغيره! " هز راسه بنفي وهو يذكر نفسه" مالي إلا العنود! واخت ليث بيجيها نصيبها ليه مستعجلين عليها حتى لو صار لها كل ذا! هذا الي كاتبه ربي لهم وش علاقتي!!
ارتعد جسمه بخوف وهو يسمع خطوات جايه نحوه ، سفط الورق بأهمال وهو يرجعهم تحت الفخار وسند ظهره عليه ، بلع ريقه وهو يشوف ليال داخله عليه وهي معقد حواجبها ونطقت: بسم الله وش مقعدك هنا!!
قام مازن من مكانه وهو يمسح ملابسه وهو يحاول ما يحط عينه عليها: وش دخلك ! شوفي شغلك
قربت منه ليال بتعجب وهي تسحبه من طرف ثوبه : أقول لا يكون مسوي شي من ورانا! والله لعلم أبوي عليك!
رفع مازن حاجبه وهو يمد يده ويسحبها من شعرها بخفه: وش بتقولين له يا فتانه! صدق ما انلام يوم سميتك فتون!

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن