البارت مئه وواحد

505 40 2
                                    

قرب العم فياض من عواد وابتسم: الله يكون بعونه ، محد يصيده بعد ما يهرب إلا هو
بادله عواد الأبتسامه وهز راسه بأيجاب: صادق يا عمي! المفروض أويس ينتبه له بس الله اعلم شلون سهى عنه ، الله يهديه ما يطلع للشارع إلا بعد ما يبهذل نفسه بهالشكل! محد يقدر يعرفه من كثر التراب ألي فوجهه
هز العم فياض راسه: تلقاه الحين يحوس بين البيت يدور عليه قبل ما يعرف الشيخ رعد انه هرب
ضحك عواد : ما اقول إلا الله يكون بعونهم
اكتشف عواد فالأيام ألي فاتت أن ثنيان كان شريك أبو ليث فالجريمه ألي صارت لأبوه بس بسبب ألي صار لهم الأثنين أيقن تماما أن ربي عادل واخذ حقه قبل ما يلقاهم أو يتعرف عليهم، ترك فكرة الثائر بعد ما تأكد أن ثنيان صار مجنون ولا تقام عليه حدود العاقل واكتفى أنه يتأمل بعدالة ربي في هذا الكون، عند أويس ألي قلب الحاره فوق تحت وهو يدور على عمه ثنيان بس مافي فايده! دخل بين البيوت لعل وعسى يكون هناك، التفت وراه أول ما سمع مازن يصرخ بأسمه ووسع عيونه أول ما أستوعب ان ممكن يكون عمه معه وراح تجاه الصوت بسرعه وطلع شكه في محله
تقدم أويس وهو يتمسك بذراع عمه بقوه ويتكلم بأسلوب طفولي: امش يا عمي البيت ما دوك تتغدى؟
أبتسم ثنيان بغباء وهز راسه بأيجاب: أيه أبي غداى!
تنهد أويس التفت على مازن ألي كان مقلب عيونه ويتحلطم منه: جاكم السوق!! وش وداه هناك!
رفع مازن حاجبه : تكفى قول انك تستهبل! كل مره يهج القاه يطارد الوغدان فالسوق! مو ناوي انت وأبوك تشترون له سلسله تربطونه فيه وتفكونا!
هز أويس راسه بنفي: إذا ودك أبوي يحطها برقبتي قبل ما اشتريها حتى !
تنهد مازن والتفت يكمل طريقه: دام اني نزلت الديره بشيك على أبو أوس وأشوف وش صار عليه
ضحك أويس بسخريه: هالولد مستخسر يزيد حرف عشان لا يصير اسمه نفس أسمي!
رفع مازن طرف حاجه والتفت على أويس قبل ما يمشي: أقول خفف من هالنرجسيه شوي ترا شينه عليك
ضحك أويس ومشى لبيته بعد ما شاف مازن قفى عنه ، قرب مازن من باب البيت ودقه بخفه ونطق بصوت مسموع: يااا أبو أوس
طلع أيهم والابتسامه شاقه وجهه ومحد قده : سم عيوني لك
شرق مازن بريقه من هول ألي سمعه وعدل وقفته: ارفع علومك يا رجال!
ضحك أيهم وقفل الباب وراه: قول وش بغيت
هز مازن وراسه : والله بس جاي أسلم عليك لك اسبوع ما شفنا وجهك
رفع أيهم حاجبه: وش تبي فيني وفوجهي! أنا مشغول بالي عندي مو فاضي لكم!
رفع مازن حاجبه: طلع هذا شكل حديث النعمه؟
ضحك أيهم وضرب كتف مازن بخفه: مو من حقي؟ خلني انبسط معه بهالعمر قبل ما يكبر وينشغل بحياته
هز مازن راسه بتفهم: ناوي تروح بيت الشعر اليوم؟ العيال ناويين يوصلون اهلهم بيت خالي رعد وبعدها يسهرون هناك
هز أيهم راسه بأجاب: إن شاء الله خير اسبقوني وانا بلحقكم
هز مازن راسه بتفهم ومشى البيت ، بعد دقايق وصل مازن البيت وبدأ يتلفت حوله مو مستغرب من الهدوء المعتاد لكن هالمره كان في ازعاج غير عن العاده! عقد حواجبه وهو يمشي بخطوات بطيئه يحاول ما يطلع أي صوت عشان محد ينتبه له، وقف عند باب غرفة اخته وعدل وقفته وهو يسمع صوت اشياء تضرب في بعض وصوت ليال تغني! رفع حاجبه ودق الباب بخفه: بنت وش قاعده تسوين!!
فتحت ليال الغرفه وكفها على صدرها: بسم الله متى دخلت! وش تسوي انت هنا!
ميل مازن راسه وهو يحاول يلمح زوايا الغرفه ويعرف ايش كانت تسوي ، ابتسمت والتفتت وراها وكملت: كنت اجرد الغرفه وارتبها ومنها إذا فكرت تتزوج تكون جاهزه
التفت لها مازن: من قال أني بجلس بهالغرفه! " بعد عنها ودخل الديوان" متى ناويه تجهزين؟ شوي ويأذن العصر! ولا بعد ما صرعتيني أمس غيرتي رأيك!
فزت ليال من مكانها وسحبت ربطة شعرها: الحين الحين بجهز ثواني بس!!
هز مازن راسه بتفهم ونطق بنبره مسموعه: إذا إذن عصر واحنا باقي ما طلعنا بخليك واروح
ارتبكت ليال وبدأت الأغراض تطيح من يدها بعد ما تشتت تركيزها والتفتت عالباب وترد بنفس النبره: والله لأعلم أبوي عليك! ضيعت عقلي!
أبتسم مازن بسخريه وانسدح بمكانه ياخذ غفوه قبل ما تخلص تجهيز.
فالبيت ألي يبعد عنهم بمسافة بسيطه جلس فيصل جنب العنود وهي تتجهز قدام مرايتها وسحب الكحله من يدها: هذا وش تسوين فيه بالضبط؟ ادرييي تسوين شامات تحت خشمك عشان يقولون مزيونه صح؟
التفت عليه العنود وغمضت عيونها وهي تحاول تمسك نفسها: روح شوف لك شغله تلهيك وبجيك أول ما اجهز
عدل فيصل جلسته: وين اروح! الغرفه الثانيه فيها غزلان وولدها ترضعه وانتي هنا وامي نايمه داخل! اطلع تحت الشمس تصرعني يعني!
تنهدت العنود وسحبت الكحله من يدها وحطته بعنف عالطاوله ألي قدامها: أجل امسك اطرافك زين عشان ما اتصافق انا وانت!
قلب فيصل عيونه وسرعان ما تبدلت ملامحه وقرب من العنود ونطق بهمس مسموع: الحين وش بيجمعكم؟ اقصد وش المناسبه !
ردت العنود وعيونها على المرايه تحاول تضبط شعرها: خالتي الهنوف حلفت أن حفلة الأربعين تكون عندها
رفع فيصل حاجبه: وش الفايده! مو انتوا طول الشهر تظيفونهم ليه هالحفله!
التفت العنود عليه: وش دخلك! ما يخصك انشغل بنفسك!
هز فيصل راسه بتفهم وكمل بعد صمت ما دام دقيقه: زين مين بيكون موجود؟ خالتي ريم بتكون هناك؟
ضحكت العنود بسخريه : قول كيان بتكون موجوده! ماله داعي تلف وتدور!
عقد فيصل حاجبه وميل راسه: متى صار اسمها كيان! غيرته؟
رفعت العنود حواجبه والتفتت على فيصل: مسوي ما تدري؟ وانت كل يومين مطلع بيت وتقول كياني كياني!
اعتدل فيصل بجلسته ونطق بجديه : والله ماكنت ادري ولا عندي خبر! " سكت شوي وميل راسه يحاول يتذكر ورجع التفت على العنود" مدري ! بس صدق ما اذكر ان أحد قال لي! بعدين متى جبت سيرتها! عشان تطري علي ابيات واقولها صرت اقصدها!
ابتسمت العنود بتسليك وهزت راسها: زين ألي ودك فيه و أيه بتكون هناك وبنقعد مع بعض ونضحك وناخذ ونعطي وانت خلك هنا يا حلو
حك فيصل راسه وسند نفسه على ذراعه: لا لا بوصلك واروح الوادي مع العيال
دخلت عليهم مزنه على كلامه وجلست جنبهم: خلك قريب يا ولدي! بعدين نقعد ساعه ننتظرك تحس على نفسك عشان ترجعنا!
عدل فيصل جلسته: لا يمه شدعوه انساكم! اكيد بجيكم عالوقت!
التفتت العنود على مزنه : لا تشيلين هم يمه يمكن من زود البِر يجلس جنب الباب يحتريك ألين تطلعين!
صدقتها مزنه وهزت راسها بنفي: وش بيقعده عند باب البيت عيبب بنات خالاته طالعين داخلين !
حزر فيصل عيونه على العنود وابتسم لأمه: ما عليك منها يمه تحب تصعد المواضيع
دخلت عليهم غزلان وبيدها ولدها أوس ألي بالقوه تسمع حسه وقربت من العنود: امسكيه وانا اجهز بعد ما تخلصي
توسعت ابتسامة فيصل وفز من مكانه ومد يده لها: هاتيه انا بشيله
مدته غزلان ونطقت بتحذير: انتبه الولد لا تقلبه على راسه عشان اخليك بلا راس
قرب فيصل وجهه من أوس وطبع على خده بوسه خفيفه ونطق بحب: يا وييسيي يا ناسس
التفت العنود على فيصل ونطقت بسخريه: زوجيه يمه دام انه متقطع عليه!
مد فيصل ذراعه وضرب راسها بخفه ودفها على المرايه: انتي ما جاك عصب برقبتك من كثر ما تلفلفين! اخلصي علينا بنتأخر!
ضحكت مزنه وضربته على ذراعه : امسكه بيدينك الثنتين لا يطيح منك وخلك منها !
....
طلعوا الرجال من المسجد بعد صلاة العصر واتجه أويس للبيت بعد ما وصته أمه يجيب معه الذبايح، دخل البيت ونطق بصوت عالي: يمه وين احط اللحم؟
طلعت الهنوف من غرفتها ورفعت حاجبها: لا تقول أنك ناوي تخلينا احنا نطبخها ونزينها؟
ميل أويس راسه بعدم استيعاب: وش تقصدين يمه! مو على اساس العزيمه كلها حريم بس!
هزت الهنوف راسها وشمرت اكمامها : ايه طبخ الذبائح عالرجال يا ولدي وش بلاك! ، ما معك شي وش بينقصك ! بدال ما نجيب طباخ وندفع له مبلغ وقدره اطبخها انت واخوياك
ميل أويس راسه وهو يتذكر ان العيال ناويين يتجمعون فالوادي وقرب منها وهمس: بس يمه العيال كلهم ناويين يطلعون الوادي وانا شلون اجيبهم معي!

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Where stories live. Discover now