البارت التاسع

1.2K 38 4
                                    

فتحت أم أيهم الدرج الحديدي وبدأت تطلع منه ملابس وأغراض واضح أنها قديمه ولها فتره طويله فالدرج وأيهم ألي كان جالس وراها ويراقب بصمت ألين ألتفتت عليه أمه وهي تحطهم قدامه
أبتسمت أبتسامه صفرا تخفي حزنها وراها : هذي ملابس أبوك يوم عرسنا " نزلت راسها " ما أقصد أني ما أبيك تلبس شي جديد في يوم عرسك بس أبيك تحتفظ فيهم
أبتسم أيهم وأخذهم من يدها : وهذاك الي وراك يمه ما بتعطيني أياه ؟
لفت أم أيهم وسحبت السيف وهي تبتسم : إلا بعطيك وأبيك ترقص فيه بكره 
أخذه أيهم وهو يتفحصه ويمسحه بكم ثوبه : أبشري يمه وأنتي شوفيني من على السطوح وانا أرقص فيه
نزلت دمعتها الحاره على خدودها وقربت من ولدها عشان تضمه
..
دخلت كنان البيت وتصادف أمها قدامها وهي ترتب القدور والصحون ألي بتاخذهم معها بيت أبو فيصل ، لفت على كنان ووسعت عيونها أول ما شافت يد بنتها ، مسحت كفوفها بأطراف ملابسها وهي تتقدم لبنتها بسرعه
ريم بقلق : أسم الله عليك وش صار لك ؟ طحت؟ تعورت؟
مسكت كنان من كتوفها وهي  تلفها يمين ويسار عشان تطمن أن مافي جرح ثاني غير يدها
مسحت كنان بخفه على كتف أمها وهي تحاول تطمنها: مافيني شي يمه جرح بسيط
ريم : وش صار طيب اشرح لي !
كنان : ما صار شي بس ضربت يدي بالغلط على شبك الهجن وجرحت يدي
ريم : وش وداك هناك!؟
كنان : عمي قال نروح نجمع القعود ونوديهم ديرة الشيخ حمد وبس والله ما قدرت أهرب منهم " قامت تتمايل قدام أمها وتدور حول نفسها "شوفي مافيني شي اقدر أسير معك بكره
تنهدت ريم وهي تمسك كتوف بناتها: أسمع أنا قلت لهم أن بنت من ديرتي بتجيني وبتحظر معي العرس وكنان راح عند جده يساعده بالمزرعه ما عنده أحد يساعده فيها
أبتسمت كنان وهزت راسها بإيجاب : تمام ، بقول للعيال الصبح أني ما بقدر أحظر العرس
قامت كنان من جنب أمها وراحت الغرفه وكلها شوق ووله ولا قدر النوم يطب عيونها طول الليل وسرحانه بين أفكارها وخيالها ألي يوديها ويجيبها وكل همها أن كل شي يتم وما يصير شي ويخرب عليها فرحتها،  فزتت أول ما سمعت صوت الباب أنفتح ودخل أبوها ومسكت طرف البطانيه وغطت راسها تمثل أنها نايمه
صحت الفجر قبل ما يصحى أبوها وأخذت آسر من الأسطبل وراحت ركض طريق الرنا
ثنيان هو يدخل يده بأكمام الثوب : وين كنان ما أشوفه هالفتره كثير!
ريم : كان مع العيال مشغول يرتب معهم ويساعدهم
ثنيان : أيه زين خليه يتجهز ويلحقني لديرة الشيخ حمد
أرتبكت ريم وعطته ظهرها عشان تخفي قلقها: كنان راح اليوم الصباح مع خاله
عقد ثنيان حواجبه بعدم رضى : وليه أخذه! من سمح لك تخليه يروح معه!
ريم : قالو مشتاقين له وودهم يجلسون معه اليوم بس وبالليل بيرجع وما قدرت اردهم وارد أبوي
هز رأسه بعدم رضى بس مو بيده يسوي شي ، قرب من ريم وقال بحده وهو راص على أسنانه : ولدي لا أشوفك تودينه يمين يسار أنا المسؤول عنه ما بعيد كلامي مرتين ماله داعي كل مره ارفع صوتي عليك إلا ا ودك اتمادى وأمد يدي !
تجاهلته ريم لأنها تدري أن هذا طبعه وعمره مارح يتغير مهما حاولت ،رفعت الملابس ألي كانت على الأرض وطلعت من الغرفه
..
جلست كنان تحت الرنا وبدأت تحفر الأرض وتطلع أغراضها ألي أشترتهم من العم مطلق وحطتهم داخل منشفه صغيره وركبت على ظهر آسر ركضت فيه على بيت الشعر ، دخلت وكان ليث نايم في زاوية المكان
قربت كنان وهي تهزه بخفه : ليث ولد قوم!!
ما عطاها أي ردت فعل ولف عالجهه الثانيه وعطاها ظهره
قربت منه وسحبت زلفه بقوه : يا وغد قوم ما بقعد أحاول فيك!!
فز ليث عالألم وهو يحك زلفه ونصه نومم وبالقوة يفتح طرف عينه
ليث: وش تبيي !
كنان بهمس عشان خلف ما يفز من النوم: بروح عند خوالي وما بقدر أحظر العرس أعتذر عني عند العيال وفيصل وأبو فيصل
عدل ليث جلسته وهو يتثاوب ويتمغط: ليه رايح هناك عسى ما شر ؟
كنان وهي تقوم : الشر ما يجيك بس لزموا علي واستحيت أردهم،  يالله خاطرك سلم لي على العيال
طلعت من البيت وسكرت الباب وراها وكلها شوق وحماس ومو قادره تمسك نفسها وروحها،  عدل ليث جلسته أول ما استوعب أن الشمس طلعت وسحب شماغه ورماه على خلف الي كان نايم وسارح بأحلامه ، فز خلف مختلع من الخوف يحسب أنه فالبيت أبوه فوق راسه صار يتلفت يمين يسار عشان يستوعب ألي حوله
ليث وهو يتمغط: قوم غسل وجهك الوقت راح علينا
رفع خلف الشماغ ورماه على ليث بضيق : وجع يوجعك ! أحسب أني نمت فالبيت
ليث : اكبر منك يا وغد قوم يالله
قام خلف وليث يتجهزون عشان يرجعون الديره عند فيصل ويشوفون وش محتاجين
..
تجمعو العيال وهم ويسوقون الحلال عشان يجهزون الغداء ، شمرو أكمامهم ورفعو أطراف أثوابهم وربطوها على خصرهم
أويس بنبره عاليه : ياا ليثث روح يجب سكين أكبر من ذي
ليث بنفس النبره : أبشرر
قرب فيصل وهو يساعد أويس عشان يمسكون القعود ويقدرون ينحرونه
فيصل وهو يلتفت على خلف : خذ الوغدان من هنا خلنا نشوف شغلنا
قام خلف بملل ورفع عصا وبدأ يلحق الوغدان عشان ما يشوفون القعود وهم ينحرونه
مازن : يا عيال أحد فيكم شاف كنان ؟
أويس : سمعت أنه رايح عند خواله وأعتذر
وسع فيصل عيونه : أفاا وما يحظر عرس خويه؟؟
خليل : أعذره يا رجال ما تدري وش صاير هناك
فيصل : لا ما أقصد شي بس ياخوفي باقي شي بقلبه عشان كذا تعذر وراح عند خواله
أويس : لا لا ذا الوغد أنا أعرفه من صغره لو في شي ماكان وافق يلحقنا يوم طلعنا القعود
هز وليد راسه بإيجاب : أيه صح طبعه شين ما يكبر
خليل : ما ينلام وحيد أمه وأبوه يدلعونه ما صدقو جاهم الولد بعد السنين ذيك كلها
لف عليه أويس وأبتسم : وأنت وحيد أمك  بعد ما تزوجت اختك !
خليل : أيه بس ما يدلعوني مثل كنان
ضحكو الشباب وقامو يكملون شغلهم عشان يتجهزون للعرس فالليل والمعازيم والذبايح وألي قام وربط رجل القعود والي جهز العمل عشان يعلقون الذبيحة عليه
..
غربت الشمس وبدأو الحريم والرجال يتجهزون عشان يروحون ديرة الشيخ حمد
لفت ريم بقلق : أسرع البس وراك طولت!!
طلعت كنان من ورا الستاره بهدوء وخطواتها ألي تملكها الخجل مع فستانها السُكري الطويل وشعرها الأسود على كتوفها وعيونها الزرقاء المكحله وروج خفيف على شفايفها وخدودها ، رمشت ريم بدهشه على بنتها وقربت منها وهي تمشي عيونها عليها وهي تمسح على رأس بنتها : أسم الله عليك واعوذ بالله من كل عين لامه وحاسده أسم الله عليك
ضحكت كنان ووجها ألي أنقلب أحمر ومن الخجل : صدق يمه شكلي حلو ؟
ريم :أحس أني ندمانه على ألي سويته
بدت دموعها تنساب على خدها بدون شعور وسحبت بنتها لحضنها : أسفه يا بنتي بس والله مو بيدي ومجبوره
حاوطت كنان وجه أمها بكفوفها بحنيه : عادي يمه أدري وش فخاطرك لا تزعلين
سحبت بنتها لصدرها وضمتها بقوه تعوض السنين الي كانت تغصب نفسها عالجفا والقسوه تجاه بنتها
قامت ريم وهي تمسح دموعه بعنف : يالله قومي ألبسي طرحتك عشان نمشي لهناك
كنان : أخذ آسر معنا يمه؟
ريم : لا يمه خليه هنا لا تاخذيه
طلعت ريم هي وبنتها وسكروا الباب وراهم رايحين بيت أبو فيصل
...
عند مزنه ألي كانت متوتره وكل شوي تحوس الغرفه وتجلس بقلق وعيونها على بنتها ألي جالسه في زاويه الغرفه مع صديقاتها تنتظر زفتها ألتفت على الهنوف : وين ريم؟ أحس القلق بيروح لو كانت هنا ! ليه ما جبتيها معك
الهنوف : أجلسي ياختي أقلقتيني وريم جايه ما بتتأخر وهي قالت لي اسبقها
لفت الهنوف وهي تسمع صوت الباب وتقوم: هاه شوفي أكيد ريم جت
فتحت الباب ودخلت ريم ووراها كنان ألي كانت بالقوه تمشي أول مره تحس أنها محاطه بنساء كثير وبهيئتها الحقيقه
عجزت الهنوف تشيل عيونها من على كنان بدهشه : يا هلا تفضلو
دخلت ريم ونزلت طرحتها وكنان تقلد أمها بكل حركه : أعذرني والله طولت عليكم
لفو البنات بدهشه وتعجب على الشخص الغريب ألي دخل مع ريم..

" كنّك وطن لا غبت عنّك تغربت"Where stories live. Discover now