109-حرب.

21 2 28
                                    







صاح جنود الظلام وهم من كل حدب ينسلون….

قفز رجال النور من سفنهم واصطدم الجيشان.

كانت الغلبة في صدر الأمر للغيلان وجيوش الزو، فصاح الذهبي بصوت جهوري عميق، كأنه صادر من وحش يقطن أعماق كهف سحيق، وهو يمطر الأبيض الشاب بوابل من صواعق سيفه الإبريق، على أرض المعركة فكانا كزوبعة عقيم:

"سولي إنسبيراتيونيس!"

انبعثت موجة ذهبية وهاجة من جميع أنحاء جسده، فغشيت كل ما انتهت إليه العيون والأبصار!

اتسعت عيون جيوش الدياجر فازدادوا قوة وحماسة، واندفعوا اندفاعا كالريح الزقزاقة، فكانت الغلبة لهم وقلبت الدوارة.

على السور الشمالي للسفينة الرئيسية، وقف صيدح وبجانبه غراب.

همس الصيدح بوقار ومهابة:

"إيونيا، نيختا!"

ولدهشة الجميع، استحال النهار ليلا في غمضات!

'تشي! كما هو متوقع من شيطان الليل، جاكوب!'

أسر جاردياش في نفسه بغيظ.

كما هو متوقع، تم إبطال تأثيره، وعادت الغلبة لأهلها.

"هه، لم ينتهي الأمر."  همس بارون العدل ثم أردف:  "ماتيتى سينوراسيس."

تمت إضاءة الظلام في عيون حلفائه، بل وزادت حدة أبصارهم واكتسبوا قدرات فريدة كرؤية نقاط القوة والضعف للخصوم!

بدأ جنود النور يكتسحون كلاب الظلام، فما كان من الأخيرين إلا أن بدأوا يحرقون الأوراق.

بين صفوف بعض الغيلان:

"هاه؟ ما هذا الذي يتدفق تحت أقدامنا؟ ماء! هاع!"

اتخذ الماء فجأة هيئة أشواك طويلة، فكانت كل شوكة بإزهاق روح كفيلة.

وفي نقطة أخرى، وجد الرجال أنفسهم يتساقطون، وهم لا يدركون، ماذا يُفعل بهم!

رجل واحد كان قادرا على استعادة السيطرة في إحدى المناطق، ضد أسود ونمور، مرتديا درعا أحمر اللون، وممسكا سيفا عجيبا نصله من نار! ولم يتخذ هيئة المعتاد من الأنصال، بل كان طويلا عريضا ضخما متغير الحواف..

"هلموا إلي!"

انقض عليه الأسود والنمور زائرين! منهم المدرع ومنهم المهيب!

يلوح بسيفه كالبرق، فيعمل فيهم القتل والحرق!

وعند القطط والأرانب، ظهر رجل رمادي! درعه رمادي فهمنا، لكن جلده كذلك؟! أيصل الحي لمثل هذا الشحوب!

تكأكأوا عليه فقطعوه وقرقضوه، فما كان منه إلا أن حرك سيفه زوبعة أزالت رؤوسهم!

وكان العجب أمام الجميع، جراحه الدامية تلتئم كأنه وحل!

ثورة الذئابWhere stories live. Discover now