92-ذكريات.

8 2 0
                                    






انعكس ضوء السماء الأبيض على الأشجار الخضراء فأعطى هالة مخضرة، غردت طيور مختلفة فأحدثت سيمفونية لا يمكن سماعها إلا في هذا المكان، نحو واق واق واقوا أو واقوا أو سيو سيو سيو أو واقوا أو..... حسنا أصحاب الخيال الخصب فقط من سيستطيعون تخيل هذه السيمفونية كما أتخيل سماعها الآن وأستمتع بها....

وسط هذه الأجواء الخلابة، التي لم يزدها روعة إلا الهواء النقي الذي أقسم أنك لم ولن تتنفسه في حياتك أيها البائس، سار فولغ متعقبا خطوات رفاقه، وبجانبه متراجعا إلى الخلف قليلا، كان ذلك المدعو أوتشيكي، والذي كلما رأيته أردت وضع نظارة على جسر أنفه، فهي تناسبه كثيرا، لكن يبدو أن الملائكة لا يرتدون النظارات...

كانوا يسيرون في طريق جبلي وعر مائل، إلا أنه كان ممهدا نسبيا، فبدا كطريق مثالي خاصة وهو محاط بالأشجار الكثيفة والنباتات...

كان فولغ شارد الذهن، شاعرا بأن هناك شيء يريد أن يأتي لكنه لا يأتي..

دعوني أضرب لكم بعض الأمثلة، هل تعرفون تلك العطسة اللعينة؟ تلك التي تجعلكم كالحمقى وأنتم تقولون: ها هاا.... هاا هااا..... ها....، الأجل الأمر مثل ذلك.

مثال آخر أقرب معنويا، عندما تنغمسون في أفكاركم ثم يحدث شيء يقطع حبل حديثكم مع أنفسكم، وعندها تنسون ما كنتم تفكرون فيه وتحاولون استعادته يائسين.

وبينما هو في ذهنه يتأرجح، سمع صوتا أخرجه من بئر عقله.

"فيم تفكر؟"

"هاه؟"

"بحق السماء، هل كنت تحلم أحلام يقظة أم ماذا؟ هل علي أن أوقظك وأنت مستيقظ؟ ركز فقد أوشكنا على الوصول!"

وهنا سمعت خشخشة من جوارهم... تم جذب انتباه الجميع على الفور، فنظروا جميعا إلى مصدر الصوت..

اهتزت الأشجار بوضوح أمام أعينهم، فتأهبوا جميعا مترقبين....

فجأة! قفز شيء ضخم!

"أعععععععع" صرخ بصوت عميق فيه جشة.

"أاااااااااا" صرخ فولغ بمجرد أن لمحه من المفاجئة، ولأن فولغ كان قريبا من حيث خرج سقط عليه.

مع «كراش!» تحطمت السلة تحته.

كان دبا بنيا ضخما، أصدر أصواتا تدل على التألم وقال: لقد دلوني على الجبل، لكن لم يدلوني على الطريق الممهد فيه!

"هي أنت أيها الدب! انهض من على فولغ! أنت تسحقه!" صرخت تشانكا.

"هاه؟ ااه آسف!" نهض الدب على الفور.

"لِم لم تقولي هذا لنفسك قبل أن تقفزي علي هذا الصباح، وزنك لا يختلف عن وزنه كثيرا على أية حال... "

"اخرس!" قامت بإعطائه علوية ممتازة.

"أععع!" 'اللعنة! ماذا فعلت لأستحق هذا! '

ثورة الذئابWhere stories live. Discover now