105-خائن.

8 2 4
                                    






يقف أوجا في مقدمة السفينة يطالع الأفق، وسفينته تسبح في مقدمة السفن…

السماء رمادية والبحر يترقرق، لكنه رمادي مريح للعين لا شاحب مستكره…

صوت الأمواج الخفيفة تضرب جوانب السفينة تسمعه الآذان فتطرب، ورائحة المحيط تملؤ الأنوف فتهدأ…

هدوء وسلام وتنعم، الجو منعش والمنظر يتلألأ… لكنه هدوء ما قبل عاصفة أو هو أسوأ…

جلس بريتس في غرفته يطالع أوراقا ويراقب حفيده يتدرب، رغم كونه محبوسا داخل كومة من الخشب، إلا أن نسيم البحر وأجواءه إلى نفسه تتسرب..

"لقد نجحت!"

انغمس بريتس في أوراقه فغفل عن أڤينتور لوهلة على ما يبدو، فإذا به يسمعه يصرخ بفرح!

رفع بصره ليرى نجاح فخره إلا أنه انصدم… شخصت عيناه وسكنت خلاياه من عجب ما رأى!

وكيف لا يعجب وأمام ناظريه الآن اثنين من غايست!

سرت قشعريرة في جسد أڤينتور، من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه… عندما سمع ذلك الهمس الشبيه بالهذيان خلف أذنه، مصاحبا لذاك الشعور القاتم.

«من سمح لك باتخاذ هيئتي؟»

على الفور سقط سائلا.

ترك غايست رسالة تتجه إلى بريتس ثم اختفى دونما نبس ببنت شفة.

استلم بريتس الرسالة وفضها، وبدأ يقرأ.

✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪

هذه رسالة عاجلة!

سيدي، لقد وصلت إلى القصر الأسود، لكن أدڤوكاتوس غريب للغاية، إنه أكثر غموضا وانعزالا وسريه، منطقيا لا يجب أن يشك في شيء، إلا إذا كنا غفلنا عن حساب شيء ما، لكن ما هو!

علي أية حال، عليكم أن تكونوا حذرين للغاية، لم أره هكذا من قبل…

أرجو أن تفهم الوضع بحكمتك، فحكمتي قاصره.

✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪✪

ارتجف قلب بريتس مع أول سطر من الرسالة، لكن عقله ارتجف أيضا بعد تمامها…

'ليتني أستطيع عرافة هذا الأدڤوكاتوس وحسب… '

'وجدتها! لماذا لا أقوم بعرافتنا وحسب؟'

أخرج بندوله وتركه يتدلى بحرية ثم تلى:

"هناك خطر هائل بانتظارنا… "

"هناك خطر هائل بانتظارنا… "

"هنا… "

لم يكمل؛ لأنه دار بسرعة جنونية في اتجاه عقارب الساعة!
حتى أنه صار قرصا دوارا وبدا أنه لو تركه لكفت قوته الطارده المركزيه لجعله يخرق جدران السفينة ويحلق مبتعدا!!

ثورة الذئابWhere stories live. Discover now