12-مرحلة اعدادية.

56 8 9
                                    

عادت فيولا ومعها الطعام والماء.... شكرها فولغ..... وأكل بنهم....

بعد ان انتهي من طعامه ... وشرابه... وحملت فيولا الأواني الفارغة .... قالت فيولا: والآن... أغمض عينيك وجميع حواسك الملموسه ، وأعمل قلبك... بحثا عن الضوء بداخلك....

بعد مرور فترة من الوقت ، عاد غاكس... اقترب من فولغ... ووضع يده علي رأسه…

قالت فيولا: ماذا تفعل؟

قال: سيساعد ضخ بعض الطاقة في جسده علي تنشيط طاقته بشكل أسرع....

قالت:  إن هذا خطير!

قال: لا أريد هراءا،  لا تكوني ناعمه!

قالت: أحمق!  مالذي حدث؟

قال: أخبرني الملك أن أركز علي تدريب فولغ، وأن الوقت ليس بين أيدينا....

*************************

أما فولغ فقد كان غارقا في الظلام مرة أخري.... ولكن الأمر لم يدم طويلا.... فسرعان ما لاح له بصيص ضوء من بعيد....

في البداية كان فولغ لا يشعر بأي من حواسه، بل لم يكن يشعر بوجود جسده حتي! .. ولكن مع بزوغ الضوء في الأفق ، واقترابه وازدياد حجمه تدريجيا ، بدأ فولغ يستعيد حواسه، وبدأ يشعر بجسده ، كما ازدادت قدرته علي التفكير....

وشيئا فشيئا بدأ يدرك شيئا ما ...

انه ليس بهيئة ذئب!.. انه بهيئته البشرية!...

أخذ الضوء يكبر ويقترب منه... وأخذ فولغ يحاول الاقتراب من هذا الضوء ..(ولكن لا جدوي ، فقد كان طافيا في وسط الظلام كمن يطفو في الفضاء).... وفجأة... خرج له من وسط الضوء ذئب من الضوء الأبيض، وكأنه جزء من الضوء في هيئة ذئب....

وقف أمامه في وسط الظلام (والذي كان ضوءه كفيلا بتخفيفه بشكل كبير..) والضوء الكبير متوقف من خلفه....

كاد فولغ أن يقول شيئا.. الا ان الذئب الضوئي قال: من أنت؟!.. أو بالأحري، ماذا تكون؟! وكيف دخلت الي هنا!؟...
...

تكلم فولغ: ماذا أكون؟ لا أعرف حقا، ولكن أظن أنني انسان.. وكيف دخلت؟ لا أعرف بالكامل أيضا، ولكني اعرف اني اغمضت عيني بحثا عن شيء في داخلي...

قال الذئب الضوئي: مالذي تقوله! هذا ليس داخلك ايها الكائن الغريب! هذا داخل ذئب ابيض يدعي فولغ!

فولغ: يال المصادفة! انا ايضا اسمي فولغ!..

بدت الحيرة علي وجه الذئب الضوئي، وعم الصمت فترة...

قطعه فولغ: اسمع ايها الذئب الضوئي، انا اعرف ان هذا داخل ذئب ابيض، ولكن لسبب ما انا اتحكم بهذا الذئب الأبيض، والآن، لقد جئت الي هنا لاتقن استخدام الطاقة الروحية، فهل يمكنك مساعدتي؟

قال الذئب بعد فترة من الصمت: لا أفهم شيئا مما يجري هنا، ولكن لا خيار امامي... سأندمج معك...فالظاهر امامي انك تمثل وعي هذا الجسد في الوقت الراهن....وبالمناسبة، لست ذئبا ضوئيا... أنا تجسيد الطاقة الروحية لهذا الجسد.....

كاد فولغ ان يقول شيئا، الا ان الذئب لم يمهله لذلك، حيث انقض عليه بسرعة كبيرة!.. أغمض فولغ عينيه وحمي وجهه باحدي ذراعيه بشكل تلقائي من المفاجئة، ولوهلة غمر الضوء كل شيء... وعندما فتح عينيه وجد الفضاء الأسود قد تحول الي ابيض... نظر حوله فلم يجد الذئب الضوئي... ليكتشف بعد ذلك انه أصبح مضيئا.....

فتح فولغ عينيه التي تنتمي الي ذئب أبيض، ليجد فيولا تجلس بجواره ، والتي قالت بمجرد ان فتح عينه: فولغ! مالذي حدث؟

وقف فولغ، سكت لهنيهة ثم قال: اشعر بها... اشعر بالطاقة تسري في جسدي...

ثم التفت الي فيولا التي كانت متعجبة ومتسائلة قائلا: لقد قابلت ذئبا ضوئيا...وعم الضوء المكان...وأصبحت مضيئا....

كانت فيولا متعجبة للغاية وهي تقول: ب..بهذه السرعة! 'لم يمض سوى عدة ساعات! '

قال فولغ: والآن...كيف استخدم هذه الطاقة؟...

كانت فيولا شاردة الذهن بشكل جزئي...ولكنها ردت بعد عدة ثوان : يجب عليك ان تحاول التحكم بهذه الطاقة التي تشعر بها في داخلك...عن طريق التركيز والتخيّل... ولكن من الأفضل ان تدع احد الرجال يشرف علي تدريبك.....

****************************

وفي نفس هذا الوقت وفي بيت الملك(السابق)، كان كل من أولكر(قائد الفرقة الأولي) ، وغاكس (قائد الفرقة الثانية) ، وسيول(قائد الفرقة الخامسة) ، وهورا (قائد الفرقة السادسة)، وغيان (ملك الذئاب) مجتمعين....

وانتهي الاجتماع بقول الملك: لا خيار أمامي......ليتجه كل قائد الي فرقته ، ليستعد كل ذئب منهم للمعركة القادمة ، واضعين صوب اعينهم امرا من امرين، اما النصر واما الموت....

اصدر القادة صوت : هأ!

ثم انصرفوا....

وقف الملك قائلا(محدثا نفسه): أخيرا...اوشكت النهاية....

ثم اتجه الي غرفة أخري ... وكان بها ذئب سبق أن ظهر من قبل، انه ابن أولكر....

قال الملك: اسمعني جيدا يا ولدي، لقد منعك والدك من الاشتراك في المعركة السابقة... لكن في هذه المعركة... يجب عليك الاستعداد لأسوء الاحتمالات.... أنت تمتلك الموهبة، ولكن ينقصك التوجيه والتدريب....أعطيتك التوجيه، والتدريب يقع علي عاتقك....

صمت لفترة ثم قال: ان لم ننتصر... علي الأقل أثبت قيمتك لوالدك....

ثم غادر هذه الغرفة وغادر البيت كله.....
           ****************************************************

ثورة الذئابWhere stories live. Discover now