ياله من هدوء… الصمت مرعب، لكن الهدوء مريح…. هدير الأمواج هادئ وهي تضرب الجدر… وحفيف الرياح وهي لا أعرف ماذا تفعل بالتحديد… كل شيء هادئ…
يتسلل الضوء إلى السماء مستحيا، كالوقت الذي فيه رحلتهم بدأت… وهاهي الآن على وشك الانتهاء…
لا تسئ الفهم عزيزي، فنهاية رحلتهم ما هي إلا بداية شأنهم… نذير الشؤم يسدل حواسهم… هل هناك هكذا هالة من الظلام؟
لم يذق أحدهم نوما ليلة أمس… وأجسادهم الخارقة لا تحتاج له كثيرا على أية حال…
وكيف ينامون وهم يعلمون ما هم مقدمون عليه، من مرحلة فاصلة تفصل بين الموت الحياة… بين الجنة والجحيم، بين الوجود والفناء!
يتراءا لهم من بعيد ساحل سكوت.. صخريا كئيبا خاليا من الرمال…
إن التالي يبدو عصيبا، كبيرا عظيما، وحملا ثقيلا، باقترابه يتمنى بطلنا حقا الفرار…
لكن لا.. عليه أن يثبت… سيقوم بعمله، سيفعل فقط ما يجب فعله، والباقي يتولاه الإله… إرادة الإله نافذة، ولا شر في إرادة الإله.
"نواز أرك!"
طخ! طخ! طخ! طخ!
تم تغطية كل السفن بغشاء رقيق من الضوء، لتنهمر صواعق عليها في اللحظة التالية فتتصدى لها الدثر.
ولم يكن معلوما متى ظهر امبراطور الظلام بذاته أمامهم… كان حضوره كفيلا بإيقاف السيالات العصبية في الأعصاب عن السريان.
كان رجلا قوي البنية صلب الوجه يرتدي عباءة سوداء، اختفت عليها خصلات شعره الطويل الناعم، والذي اختبأ أصله تحت تلك الخوذة العظمية ذات القرنين.
"كاڤوم نيغروم."
قبل أن يستوعبوا هوية الشخص الطائر أمامهم، كان شيء ما قد ظهر فوق رؤوسهم، مظلا لهم من الضوء الخفيف الذي تسلل مجتازا الغيوم.
لكن لم تعد هناك غيوم… حيث وجدوا أنفسهم يحلقون نحو هذا الشيء بسرعة الضوء… ليسوا هم وحسب، ولا حتى هم بسفنهم، بل هم بسفنهم ببحرهم…
لم يكن «الشيء» إلا كرة سوداء، وأكاد أقسم أنها أكثر سوادا من أي أسود رأيته أو حتى تخيلته في حياتك…
كانت تبدو كفراغ… جزء تم أكله من الزمكان، ولم تكن بهذا الحجم، فقد بلغ قطرها حوالي خمسة أمتار.. فقط!
أول ردة فعل تم اتخاذها كانت من قبل ليغكي، حيث توهج جسده بقوة، ومن ثم انفتح فمه لتنطلق منه كرة ضوئية شديدة الوهج، ولم تلبست أن استقرت في قلبها على ما بدا.
فما تلى ذلك تباطؤ ملحوظ في سرعتهم نحوها، لكن المشكلة متأصلة قائمة…
وهنا كان الختام.. انفجر شيء كحبة ذرة عملاقة ضخمة خضراء، مستها النار فانبثق الفشار..
YOU ARE READING
ثورة الذئاب
Fantasyقيل أن القراءة تأخذ الشخص إلى عالم آخر... عندما سمعت هذا لأول مرة، اعتبرته مجرد مبالغة من مبالغات العجائز، لم أكن أتخيل أنه قد يحدث بالفعل!
