104-عندما ينقشع الظلام.

24 2 16
                                    




حل الليل على السماء ملبسا إياها رداء الظلام الكئيب…. لحظة واحدة، ما هذا الديجاڤو؟ يبدو أنني استعملت هذه الجملة من قبل!

ما علينا، لا قمر هنا ولا نجوم، لذا فالليل ظلام دامس مالم تضئه المشاعل والمصابيح…

لكن أحيانا ترا العالم مضيئا حتى لو كان مظلما، أو تراه مظلما وهو مضيء… يرجع ذلك إلى روحك بالطبع..

كانت روح فولغ مظلمة في هذه اللحظة، بغض النظر عن كونه يجلس في غرفة مظلمة لا ضوء فيها إلا ما تسرب خافتا من تحت الباب..

ما هو الإنسان؟ ما هي دوافعه؟ كيف يتخذ قراراته؟ ربما إذا فهمت هذا وعلمت أجابته سأقدر على التأقلم مع الحياة…

لطالما واجهت صعوبة في الاختيار… والآن أواجه صعوبة في إيجاد سبب لمواصلة الحياة…

العقل والقلب… المنطق والمشاعر… الأفكار والعواطف… أكلها منفصلة حقا أم أنها أوجه لعملة واحدة؟ وما هي المبادئ؟

مالذي يؤثر بشكل أساسي على بناء شخصية الإنسان؟ جيناته؟ أم البيئة المحيطة به؟ أم أن روحه جاهزة كما هي منذ الأزل عند الرحمن؟

كلها أسئلة أتمنى حقا أن أجد لها الجواب…

حاولت منذ سنوات أن أكتب كتابا يتعمق في فهم الإنسان.. قسمته مرة إلى جسد وعقل وروح، وأخرى استبدلت الروح بالقلب… القلب الذي يقولون أنه مجرد مضخة للدماء، فلماذا إذا نشعر بمشاعرنا به؟!!

في النهاية اكتشفت كم كنت ساذجا.. علي أن أفهم نفسي أولا قبل أن أحاول الخوض في غمار الإنسان…

لماذا يغلف الظلام قلبك يا صغيري؟ هم؟ بسبب بضعة ذكريات؟

هل كانت ثقيلة عليك؟ تسخر من جون الذي صدم لتلقيه مسحة من الذكريات؟ هل تعتقد أن ما تلقيته بحر لجي يغرق فيه الأسماك؟

هون عليك يا ولدي، فما فات قد مات، قد تحسب للوهلة الأولى أن ليس منطقيا أن تهضم في يوم قرونا مديدة من الأحداث، وخاصة عندما تكون قد واجهت الموت فيها عدة مرات…

الموت.. لماذا نكره الموت؟ أعتقد أنه لو كان مريحا على الفراش فسيكون من أسعد لحظات الإنسان، لكنها بعد كل شيء مسألة تتعلق بالإيمان…

شخص لا يؤمن بالبعث سيكرهه لأنه يفارق الدنيا والأحباب… وأما قوي الإيمان فلعله يخاف الجزاء والعقاب… إنها مسألة معقدة، لكن الاثنين إذا حزنوا لموت غيرهم فإنما هم غالبا مجرد أوغاد..

هذا صحيح، مالفرق بين حب البشر وحب الأشياء؟ الأشياء لا رغبة لها ولا حياة لتعيشها، أما البشر فلا تستطيع تملكهم وقد ولدوا أحرار!

مثير للسخرية، سمعت أحدهم يقول أن بعض العلاقات ليست حبا وإنما مجرد رغبة في التملك والاحتلال… هذا كلام تافه، من يحب أحدا بالتأكيد سيرغب أن يجعله ملكا له، سيريد أن يراه قبل النوم وعند الإيقاظ، سيحب أن يسمع صوته ويلمح شكله، وجوده بجواره سيسعد قلبه، لكن هيهات…

ثورة الذئابWhere stories live. Discover now