82-تغذية.

12 3 0
                                    




في مكان ما… وأجل لا يوجد ما يمكن وصفه لأن كل شيء أسود كالفانتا بلاك… لكن كدت أنسى.. يمكنني أن أصف لكم الأصوات..  هناك خطوات… وأستطيع القول أنها خطوات متوتره… إن فتاة زعمت أن صوت الخطوات قد يكون كفيلا لتحديد مناخ وطقس شخصية الانسان، لم أصدقها.. ولن أصدقها… لكن وجهة نظري لكلامها تغيرت قليلا عندما كانت أذني فقط هي التي تلتقط الخطوات وعيناي مهملتان لا تريان الا السواد…

(ونعم أنا الكاتب ولا أتحدث هنا بصيغة شخصية من شخوص الرواية لألا يلتبث الأمر عليك.)

لقد كان شخص ما يقطع الغرفة ذهابا وإيابا.. ان قرب الصوت وبعده بعجلة منتظمة يثبت هذا.. ووقع خطواته وصدى صوتها يثبت أننا في غرفة…

أخيرا توقف: زانجين.. زان… زان..زان.. لماذا لا تفهم يا ولدي؟ لماذا لا تستوعب!

وهنا يدوي صوت سلاسل تختلج ببطئ… ويعود المتحدث: كم مرة علي أن أعيد كلامي؟ ها؟! كم مرة!... إن…

قاطعه صوت واهن صدر من أمامه مباشرة: لماذا تقيدني هكذا؟ أنت تعلم أنك لن تقيد روحي!

"ههه.. هههه!  وأنت تعلم أنك لن تعيش بدون جسدك، هل تريد أن تعيش شبحا؟ ههه لا تضحكني، إذا مالفرق بينك وبين الأموات!"

كان صاحب الصوت الأول يائسا.. يمكنك أن تعرف هذا من نفاذ صبره الذي يوشك بسببه على الجنون والذي يبدو جليا في صوته…

أما الثاني صاحب الصوت الضعيف فقد كان ثابتا… لكن هذا الثبات على الأرجح يخفي الكثير…

"أنت عاجز جدا يا أونا بيرلا!  ليس لدرجة أنك غير قادر على السيطرة على ابنك وحسب! بل لدرجة أنك غير قادر على الغاء تعويذة بسيطة قام هو بتفعيلها!"

سب أونا نفسه في نفسه.. هل قال أن الجيل القديم كان مسليا؟ على قوله هذا فليذهب إلى الجحيم.. ولكن بالتفكير هناك فرق بين الجيل القديم وبين الجيل الجديد من الجيل القديم!

"أنا عاجز أيها الابن العاق!؟ لإلم أجعلك كالكلب تنفذ طلباتي فلا أكونن أونا بيرلا! اسمع يا هذا! لقد طفح الكيل وانتهى، أسلوب الأب الحكيم الحليم لن تراه مني مرة أخرى، ودعني أقولها في وجهك لنرى…. " 

قاطعه طرق على الباب.

صرخ: ماذا هناك؟!

الطارق: لدي تقرير سيد أونا بيرلا

أونا: ادخل!

فتح الباب محدثا صوتا مهيبا عتيقا، هل هذا باب ضخم مبني من آلاف السنين؟!

تكلم الطارق بصوت أوضح وأقرب بعد أن سمعنا خطواته تقترب من أونا: لقد شوهد ضوء عظيم جنوب القصر، نعتقد أنه آت من المصعد هناك، يقال أن الضوء انطفأ ثم عاد من جديد حيث بدا مختلفا…

ثورة الذئابWhere stories live. Discover now