106-انقلاب.

14 1 14
                                    




أردف بريتس موضحا، وقد رأى الدهشة في عيون الجميع: ألم تسمعوا عن ال «ستاروبنسكي»؟  إنه وحش بحري يعيش في هذه الأرجاء، ويقال أن لحمه مفيد ولذيذ!

أراد البعض أن يقول: هل هذه مهمة عسكرية أم رحلة صيد؟ إلا أنهم ظنوا أفعال بريتس كلما زادت جنونا في نظرهم فهي إنما تزداد حكمة، هذا ما صدقوه أو حاولوا تصديقه، لقد أرادوا أن يصدقوه.

في الواقع لم يعرض بريتس عليهم الصيد لحكمة أو لشيء من هذا القبيل، بل لتسلية الوقت فقط، كما أنه أراد أن يقتل فضولا قديما بخصوص الإشاعات التي سمعها عن هذا الوحش أو السمكة.

كانوا لا يزالون مترددين غير متحمسين، فأراد أن يلقي الحماسة في قلوبهم فقال: هيا يا شباب، اها، لدي فكرة، لما لا نقيم مسابقة؟

"......"

"هذا صحيح، أول من ينجح في اصطياد ال ستاروبنسكي سأرقيه في رتب النبالة! "

!!!!!! 

هذا جنون كامل الدسم!

سيعبث في رتب النبالة من أجل سمكة؟! لو كان قطا لاستغربوها منه!

"هل هذا يعني أنك ستضمني إلى العائلة الملكية إن نجحت في ذلك؟"

كانت هذه من الإيرل كومي بالطبع، فأتاه الرد من بريتس على الفور: بتأكيد!

لكانوا يظنون أن بريتس يمزح معهم، لولا أنهم يعرفونه حق المعرفة ويعرفون أنه لا يمزح أبدا بالوعود…

ما زال الجميع في صدمتهم يخططون للخطوة القادمة، باستثناء فولغ، الذي بدأ يتحرك بالفعل، بوجه يبدو أنه لا يهتم بأي شيء على الإطلاق!

بالطبع لم يكن يعبأ بالمناصب أو رتب النبالة أو مهما كان من هذه الأمور، لكنه وجد الأمر مسليا وأراد أن يزيح ملله، كما كان، كأي شاب في سنه، يحمل روح التحدي بين جنبيه، رغم كونه فعليا عاش ملايين القرون….

لدهشة الجميع، أمسك جثة الخائن بذيوله، امتص ما عليها من جليد، ثم غمرها في الماء.

استغرق الأمر عدة ثوان ليدركوا أنه يستعمله كطعم!

"هذا ليس عدلا!"

صرخ أڤينتور.

"لماذا يستعمل هو طعما بهذا الحجم!"

تنهد بريتس: لأنه أمسكه قبلك يا بني، هيا لا تضع وقتك وجد طعما آخر، لدينا الكثير من اللحم المقدد فال….

"انتظر يا أبي! هل سنستهلك مخزوننا من اللحم لنصطاد سمكة!"

ضحك بريتس: "إنها سمكة ضخمة جدا، أضخم مما تتصور، ستعوضنا عما فقدناه، هذه صفقة رابحة صدقني!"

اتجه البعض إلى البنية الفوقية طلبا للحم المقدد أو أي طعم آخر غالبا…

أما أڤنتور فقد شرد في مكانه وبدا بطريقة ما يفكر في فكرة متهورة…

ثورة الذئابWhere stories live. Discover now